كُتّاب عرب أبدعوا في كتاباتهم وتركوا أثرًا إيجابيًا

يذخر العالم العربي بالعديد من الكتاب والأدباء المُثقفين الذين كانوا ومازالوا يسعون عبر كتاباتهم ودراساتهم لتوعيّة الفكر العربي وتقدّم المجتمعات العربية بشكلٍ عام، فيما يلي سنُسلّط الضوء على مجموعة من الكُتاب العرب الذين أبدعوا في كتاباتهم وتركوا أثرًا إيجابيًا في حياتنا.



أولًا: عبد الرحمن مُنيف

وُلد عبد الرحمن مُنيف في عمّان بتاريخ 29 مايوم سنة 1933، لأب سعودي وأم عراقيّة، وكان والدهُ تاجرًا كبيرًا من قبيلة العقيلات التي اشتهرت برحلات التجارة بين القصيم والشام.

درس هذا الكاتب الشهير في الأردن وحصل فيها على الشهادة الثانويّة، وانتقل إلى بغداد ليلتحق بكليّة الحقوق سنة 1952، وانتقل سنة 1958 إلى بلغراد ليُكمل دراسته ويحصل على الدكتوراة في اقتصاديات النفط، وذهب إلى دمشق سنة 1962 وعمل هناك في الشركة السورية للنفط.

كرّس عبد الرحمن مُنيف حياته في كتابة الروايات التي جعلته من أهم الروائيين العرب، واستطاع من خلال مؤلفاتهِ أن يعكس الواقع الاجتماعي والسياسي للأوطان العربيّة وبشكلٍ خاص النقلات التي شهدتها دول الخليج العربي، وتُعدّ روايتهِ مدن الملح من أهم الروايات التي تروي قصة اكتشاف البترول في المملكة العربية السعوديّة.

ومن أشهر مؤلفاتهِ هي الأشجار واغتيال مرزوق، قصة حب مجوسيّة، النهايات، حين تركنا الجسر، سباق المسافات الطويلة، عالم بلا خرائط، أرض السواد، وأم النذور.   

توفي عبد الرحمن منيف في مدينة دمشق التي استقر وعاش فيها أغلب سنوات حياتهِ، وكان هذا في 24 يناير سنة 2004 عن عمر يُناهز 70 عامًا.

ثانيًا: جبرا إبراهيم جبرا

وهو كاتب ورسام من فلسطين ومواليد بيت لحم سنة 1920، درس هذا الكاتب الشهير في القدس وأكمل دراسته في كل من إنكلترا وأمريكا، كما وقام بتدريس الأدب الإنكليزي في الجامعات العراقيّة.

ساهم جبرا إبراهيم جبرا في تعريف القارئ العربي على بعض المدارس والمذاهب الأدبيّة الحديثة وترجم العديد من المسرحيات الشهيرة التي تعود لشكسبير.

ومن أشهر مؤلفاته هي البحث عن وليد مسعود، السفينة، عالم بلا خرائط، صيادون في شارع ضيق، صراخ في ليل طويل، يوميات سراب عفان، الغرف الأخرى، ومجموعة قصصيّة بعنوان عرق وبدايات من حرف الياء. بالإضافة لبعض الأعمال المُترجمة مثل هاملت، ماكبث، الملك لير، عطيل، العاصفة، السونيتات لشكسبير، برج بابل لأندريه مارو، والأمير السعيد لأوسكار وايلد.

إقرأ أيضاً: قصة نجاح الطبيب المصري عادل محمود مطوّر اللقاحات

ثالثًا: طه حسين

وهو أديب ومفكر مصري يُلقبُ بعميد الأدب العربي، المولود في 15 نوفمبر سنة 1889، ولد هذا الأديب الشهير في عزبة الكيلو وهي قرية في محافظة المينا، وأصيب في وقت مبكر من حياتهِ بمرض الرمد الذي تسبب في فقدان بصرهِ.

وبالرغم من فقدانهِ لبصرهِ استطاع أن يدرس الأدب العربي في جامعة الأزهر وأن يحصل على الدكتوراة سنة 1914، وبعد ذلك أوفدته الجامعة المصرية إلى فرنسا لمتابعة التخصص من المعرفة والعلوم.

ولد طه حسين العديد من الروايات الأدبية والمؤلفات الشهيرة أشهرها الأيّام، دعاء الكروان، المعذبون في الأرض، الوعد الحق، الشيخان، الحب الضائع، شجرة البؤس، القصر المسحور، أحلام شهرزاد، قادة الفكر، جنة الحيوان، حديث المساء، وغرابيل.

رابعًا: محمد شكري

وهو أديب عربي شهير ولد سنة 1935 في شمال المغرب العربي لأسرةٍ فقيرة ومتواضعة، وانتقل بعد فترةٍ قصيرة مع عائلتهِ إلى مدينة طنجة، ولم يتعلّم محمد شكري اللغة العربية والقراءة والكتابة إلّا في سن العشرين عاماً، حيثُ لم يكن قبلها يتحدث إلّا اللغة الأمازيغيّة.

التحق محمد شكري بمدرسة العرائش، وعمل في مجال التدريس بعد التخرج مباشرةً، وبعد التقاعد من التدريس عمل في الإذاعة من خلال تقديم البرامج الثقافيّة، وتوفي في 15 نوفمبر سنة 2003.

ومن أهم أعماله ومؤلفاتهِ الخبز الحافي، وجوه، مجنون الورد، السوق الداخلي، مسرحية السعادة، وغواية الشحرور الأبيض.

إقرأ أيضاً: قصة نجاح الشاعر نزار قباني

خامسًا: الطيب صالح

وهو أديب وكاتب سوداني ولد سنة 1929 في شمالي السودان، وعاش بداية حياته هناك، لينتقل بعدها إلى الخرطوم حيث أكمل دراسته وحصل على شهادة جامعيّة في العلوم، وانتقل بعد فترةٍ إلى لندن ليُمكل تخصّصه في الشؤون الدوليّة السياسيّة.

تتميّز كتاباتهِ بتطرقها إلى عالم السياسة، ومواضيع تتعلق بالاستعمار والمجتمع العربي والعلاقة بين العرب والغرب، وتتّخذ كتبه أسلوبًا أدبيًا يُشبه أساليب كل من جبران خليل جبران، ونجيب محفوظ.

توفي هذا الكاتب الكبير في 18 فبراير من سنة 2009 في مدينة نيويورك، وشُيّعت جنازته في السودان بحضور أكبر الشخصيات هناك.

وقد ألف الطيب صالح العديد من الروايات أهمها وأشهرها موسم الهجرة إلى الشمال، ضوء البيت، دومة ود حامد، عرس الزين، مريود، نخلة على الجدول، منسي إنسان نادر على طريقتهِ، المضيؤون كالنجوم من إعلام العرب والفرنجة، وفي صحبة المُتنبي.

سادسًا: إبراهيم الكوني

وهو كاتب ليبي شهير ولد سنة 1948 في مدينة بغدامس الليبية، وسافر إلى روسيا في مرحلة شبابهِ ليدرس هناك ويحصل على الماجستير في العلوم الأدبيّة والنقدية وكان هذا سنة 1977، وعمل هناك في السفارة الليبيّة، وتولّى رئيس تحرير مجلة الصداقة الليبيّة البولنديّة.

تعمق إبراهيم الكوني في دراسات العديد من اللغات، وتاريخ الديانات والفلسفات، حيث أجاد التكلم في 9 لغات، وحاز على 13 جائزة تنوعت بين روايات وأعمال أدبيّة.

ومن مؤلفاتهِ الروائيّة، رباعيّة الخسوف، التبر، نزيف الحجر، المجبوس، حريف الدرويش، الفم، السحرة، عشب الليل، الفزاعة، الناموس، الدنيا أيّام ثلاثة، بيت في الدنيا وبيت في الحنين، ملكوت طفلة الرب، لون اللعنة، نداء ماكان بعيدًا، يوسف لا أخوتهِ، من أنت أيها الملام، ورسول السماوات السبع.

سابعًا: إلياس خوري

وهو من أشهر الكتاب العرب الذي عمل في النقد والكتابة المسرحيّة، ولد إلياس خوري في بيروت سنة 1948، وألف العديد من الروايات التي تُرجمت إلى بعض اللغات العالميّة.

ومن أشهر رواياتهِ ومؤلفاتهِ، عن علاقات الدائرة، الجبل الصغير، أبواب المدينة، الوجوه البيضاء، رحلة غاندي الصغيرة، مملكة الغرباء، مجمع الأسرار، باب الشمس، رائحة الصابون، يالو، كأنّها نائمة، سينالكول.

إقرأ أيضاً: قصة نجاح الشاعر محمد الماغوط

ثامنًا: إدريس الشرايبي

ولد إدريس الشرايبي في 15يوليو سنة 1926، وهو كاتب مغربي من أشهر رواد الأدب الفرانكفوني المغاربي الذي كتب بالفرنسيّة، تابع إدريس الشرايبي دراستهُ الثانويّة في مدرسة اليوطي بمدينة الدار البيضاء، ودرس بعدها الكيمياء والطب النفسي في باريس.

في سنة 1954 أصدر أول رواياتهِ التي نالت انتقادات حادة في كل من المغرب وفرنسا، وكانت أغلب كتاباتهِ بوليسيّة، نال جائزة أفريقيا المتوسطيّة سنة1973، وجائزة الصداقة الفرنكو عربية سنة 1981.

ألّف هذا الكاتب الشهير العديد من الكتب والمؤلفات أهمها الماضي البسيط، الحضارة أمي، الماعز، من جميع الآفاق، النجاح المفتوح، سيأتي صديقي لرؤيتكم، ميت في كندا، أم الربيع، ولادة عند الفجر، المفتش علي، رجل الكتاب، قرأ وشوهد وسمع، العالم جانبًا، والرجل الذي أتى من الماضي. 

كما رأيت عزيزي فإنّ هؤلاء الكتاب العرب تركوا لنا إرثًا كبيرًا من الكتابات والمؤلفات التي كانت ولا زالت تؤثر وبشكلٍ إيجابي على حياتنا وثقافتنا.




مقالات مرتبطة