قوة الكلمات: 8 نصائح لاستخدام لغة إيجابية تبني نفسك من خلالها

هل سمعت نفسك يوماً تقول:

  • "هذا الوضع مستحيل تماماً".
  • "أنا فاشل تماماً في ..."، أو "لا أمَلَ من ...".
  • "لن أتمكن أبداً من تحقيق ذلك".
  • "سأحاول، لكن ...".
  • "يا له من كابوس".

إذا أجبت بـ "أجل" عن أيٍّ من هذه الأسئلة، فمن المحتمل أنَّك دون درايةٍ تعوق نجاحك من خلال الطريقة التي تتحدث بها؛ فقد وجدت الأبحاث النفسية أنَّ عقلك الباطن يفسر ما يسمعه تفسيراً حرفياً؛ إذ سيتبع عقلك وجسدك ما تقوله كلماتك، فإذا أردت امتلاك مزيد من الثقة والعلاقات والفرص والتأثير، فابدأ بقول الكلمات المناسبة في كلِّ مرة تفتح فيها فمك.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المؤلفة مارغي واريل (Margie Warrell)، وتُحدثنا فيه عن أهمية اللغة الإيجابية في بناء النفس وتحقيق النجاح.

للكلمات التي تستخدمها قوةٌ هائلة، قوةٌ يمكنها أن تغذي طموحك وثقتك بنفسك، قوةٌ قد تجعلك تشعر بالقلق والضعف وقد تجعلك تترك انطباعاً أولاً قوياً أو تُنسى بسرعة، قوةٌ لخلق الفرص وقوةٌ لإغفالها.

سمعت مئات الأشخاص - بصفتي شخصاً يخطب في مؤتمرات حول العالم - يقولون لي: "لا يمكنني أبداً أن أفعل ما تفعلينه"، أو "يُخيفني جداً التحدث أمام الجمهور"، بالطبع لا يشعر الجميع بأنَّهم قادرون على التحدث أمام الجمهور؛ ولكنَّ استخدام بعض الكلمات مثل "أبداً"، و"أخاف جداً"، يمكن أن يمنع الأشخاص الذين يملكون المهارة من المحاولة.

إنَّ مقولة: "الكلمات التي تنطقها تصبح المنزل الذي تعيش فيه" تنطوي على حقيقةٍ عظيمة؛ فالعالم يعكس نفسك لك وإذا كنت تتكلم بإيجابيةٍ عن نفسك وعن قدرتك على مواجهة التحديات وتحقيق أهدافك؛ فهذا ما سيمنحك إيَّاه العالم، وبالمثل إذا كنت تتكلم باستمرارٍ عن نفسك أو عن ظروفك بكلماتٍ تصدح باليأس وتحرض على الخوف وتغذي القلق وتولِّد التشاؤم، فإنَّ هذه الكلمات ستصنع واقعك أيضاً.

تؤثر كلماتك أيضاً في نظرة الآخرين إليك وتعاملهم معك، فإذا شعرت بأنَّ الناس يتجاهلونك أو يقللون من شأنك ففكر في تأثير حديثك في كيفية تفاعل الآخرين معك؛ فاستخدام لغةٍ ضعيفة مثل التحدث بصوت منخفض أو اختلاق الأعذار أو التشكيك في رأيك قبل مشاركته، قد يُضعف سلطتك وحضورك وقوتك تماماً؛ لذا استمع إلى أيِّ شخص ناجح وستلاحظ أنَّه يستخدم كلماتٍ إيجابية ودقيقة وعمليَّة وتعزز باستمرار الثقة في علاقاته.

أثبت علم الأعصاب أنَّ كلَّ واحد منا لديه القدرة على تعديل عقله؛ وذلك من خلال الممارسة المستمرة واستبدال عادات التفكير والكلام والسلوك المدمرة بعاداتٍ إيجابية؛ فتحويل عادات الكلام السلبية إلى عادات إيجابية يبدأ بالشفافية؛ لأنَّنا في كثير من الأحيان لا ندرك حتى كيف نُخرب نجاحنا؛ لأنَّنا اعتدنا جداً على طريقة حديثنا.

لذا أوصي بشيئين: أولاً، ابدأ بمراقبة كلماتك خلال الـ 24 ساعة القادمة، وثانياً اطلب من شخص آخر أن يراقبك أيضاً؛ لأنَّنا غالباً لا نلحظ عاداتنا بأنفسنا، ثم اتخذ قراراً باستبدال الكلمات السلبية وغير الدقيقة بكلماتٍ إيجابية ودقيقةٍ وصريحة، تلك الكلمات التي تضعك في موقع القيادة وتُعزز طاقتك وتجعلك بذلك شخصاً يرغب الجميع في الاستماع إليه.

فيما يأتي 8 نصائح لاستخدام لغة إيجابية تبني نفسك من خلالها:

1. قف وقفةً تعكس قوة شخصيتك:

إنَّ وضعية جسدك وتعبيرات وجهك والمساحة التي تشغلها، تؤثر بعمق لكن برفق في مشاعرك وفي الكلمات التي تنطقها؛ لذلك قف أو اجلس منتصباً، وشُدَّ كتفيك للخلف وابتسم قليلاً واحرص على التواصل البصري مع الأشخاص من حولك؛ لأنَّ ذلك يعزز وجودك وسيضمن أنَّ الكلمات التي تقولها سيكون لها أفضل تأثيرٌ فيمن يسمعها.

2. أعد صياغة كلماتك:

بدلاً من التعبير عن نفسك من خلال الحديث عمَّا لا يمكنك فعله، أعد صياغة لغتك بطرائق تعبِّر عن قدراتك بعبارة أخرى، فبدلاً من قولك: "لا أستطيع، لن أفعل ذلك، أريد، أحتاج"، قل: "أستطيع، سأفعل ذلك، أختار، أحب، أُبدع، أستمتع".

3. تجنَّب الإيمان بالحقائق المطلقة:

بدلاً من القول: "إنَّهم أغبياء تماماً"، قل: "إنَّهم يرون الأشياء من منظور مختلف، وأتساءل ما هو الذي يرونه ولا أستطيع رؤيته بنفسي"، وبدلاً من قولك: "لا أحد يستمع إلى كلمة أقولها" قل: "يبدو أنَّ بعض الناس لا يستمعون إلي، أتساءل كيف يمكنني التحدث بطريقة تجعل الآخرين يرغبون في إيلاء مزيد من الاهتمام".

شاهد: كيف تبني تقدير الذات؟

4. لا تعتذر عن رأيك:

يقدم معظم الناس خاصةً النساء آراءهم مُرفقةً باعتذار أو أيِّ شيء آخر خوفاً من الإساءة للآخرين؛ لذا توقف عن ذلك لا داعي للاعتذار، وعند إبداء رأيك عبِّر عنه باحترام فقط.

5. توقف عن قول "ينبغي":

تبدو كلمة "ينبغي" بريئة، لكن خلفها يكمن غالباً توقعات وتحيزات وقواعد اجتماعية غير واعية وغير مفيدة؛ لذا بدلاً من استخدام كلمة "ينبغي" التي قد تنطوي على شيء من الإكراه استخدم كلمة "يمكن"، إضافةً إلى خيارٍ بديل يتوافق مع رغباتك الشخصية على سبيل المثال لا تقل: "ينبغي أن أستقبل الجميع في يوم الرابع من تموز/ يوليو"؛ بل قل: "يمكنني دعوة الجميع إلى منزلي أو يمكننا الخروج بدلاً من ذلك".

6. عبِّر عن التزامك:

اتصلت في الفترة الأخيرة بابنتي وسمعت رسالة بريدها الصوتي الجديدة: "من فضلك اترك رسالة، وسأحاول الرد عليك في أقرب وقت ممكن"، فتركت لها الرسالة الآتية: "حدِّثي تسجيلك عزيزتي ولا تقولي سأحاول"؛ لأنَّ قولك إنَّك ستحاول فعل شيء ما يوفر لك عذراً لعدم القيام بذلك؛ لذا لا تحاول؛ بل نفِّذ.

7. ابتعد عن التسميات:

تُنشئ بعض التسميات حدوداً عقليةً لا شعورية تقيدك؛ وذلك لأنَّ وصف نفسك بأنَّك كسول أو غير منظم أو مُسرفٌ أو سيئ في التواصل، يمنعك من أن تكون أيَّ شيء خلاف ذلك، كما يعزز فقط حالة غير مرغوب فيها؛ لأنَّك كنت كسولاً وغير منظم لا يعني فقط أنَّه لا يمكنك اختيار أن تكون مختلفاً؛ لذا من الأفضل أن تقول: "لم أكن مبادراً بهذا الخصوص؛ ولكنَّني سأكون كذلك"، أو "لم أعطِ الأولوية أبداً للتنظيم؛ ولكنَّني قررت الآن البدء في إدارة وقتي إدارة أفضل".

إقرأ أيضاً: قوة الكلمات والحديث مع النفس

8. عُدَّ المشكلات فرصاً:

لدينا جميعاً مشكلات في حياتنا، لكن ما يميز الناجحين هو كيفية تعاملهم معها، لهل ربُّ العمل في شركتك سيئ؟ يا لها من فرصةٍ رائعة لتطوير قدرتك على الإدارة، وهل لديك طعام كثير في طبقك؟ عدَّها فرصةً لتحسين قدرتك على التوفير وتحديد الأولويات؛ فعندما تغير الطريقة التي تصف بها مشكلاتك ستتغير تماماً طريقة تعاملك معها؛ لذا بدلاً من عدِّها كابوساً عُدَّها تحدياً مثيراً وستتعامل معها بسهولة أكبر على هذا النحو.

إقرأ أيضاً: 5 أخطاء تدمّر الذات عليك أن تتجنبها

في الختام:

اختر التحدث بطرائق تبرز أفضل ما لديك وتجعلك تشعر بمزيد من الإيجابية بشأن قدرتك على فعل ما يلهمك وتغيير ما هو ليس كذلك، إذا كان هناك شيء واحد أعرفه على وجه اليقين، فهو ما يأتي:

إنَّك أقوى بكثيرٍ ممَّا تعتقد، وإنَّ إدراك قوتك الحقيقية يبدأ في اللحظة التي تقرر فيها استخدام الكلمات التي تشجعك.




مقالات مرتبطة