قصة نجاح هنري نستلة مؤسس شركة نستلة

تعتبر شركة نستلة من أكبر الشركات المُنتجة للمواد الغذائيّة المختلفة في العالم، حيث تتميّز كلّ منتجاتها بالجودة العاليّة، وباحتوائها على المواد الصحيّة التي تُناسب الكبار والصغار، بالإضافة لنكهاتها الرائعة، فيما يلي سنُسلّط الضوء على قصة نجاح شركة نستلة الغذائيّة وعلى مقتطفات مهمة من حياة مؤسسسها الأساسي هنري نستلة.



1- موجز عام عن شركة نستلة الغذائيّة:

شركة نستلة هي شركة سويسرية رائدة في مجال تصنيع المواد الغذائيّة، وتمّ تأسيسها على يد هنري نستلة سنة 1866، وهي اليوم تمتلك وتُنتج أكثر من 8500 نوع من المنتجات الغذائيّة العالميّة ولديها أكثر من 489 مصنع في العالم، كما وتشغّل هذه الشركة أكثر من 221 ألف موظف، وتعمل تحت شعار أساسي وهو (غذاء سليم لحياة سليمة) وتجمع بين منح المستهلك القيمة الغذائيّة العالية والمذاق المتميز، وتستثمر نستلة حوالي 1.5 مليار دولار سنويًا في مجال الأبحاث والتطوير.

2- ولادة هنري نستلة ونشأته:

ولد هنري نستلة سنة 1814 في ألمانيا مدينة فرانكفورت، والده يُدعى يوهان أولريش ماتياس، ووالدتهُ ماريا كاتارينا، ولديهِ ثلاثة عشر أخ، وكان ترتيبه الحادي عشر، عمل في بداية حياته بمهنة الزجاج التي تعتبر مهنة والدهِ وأجدادهِ، ودرس في الجامعة وتخصص في علم الكيمياء قسم الصيدلة.

3- سفر هنري نستلة إلى سويسرا:

خلال سنة 1836 سافر هنري إلى مدينة فيفي السويسريّة التي تقع على بحيرة جنيف، وكان عمره وقتها 22 سنة، وهناك انضم إلى دورة تدريبيّة مهنيّة ليعمل بعد التخرج من الجامعة مساعدًا في إحدى الصيدليات، وبعد إنهائهِ فترة التدريب المهني، حصل على شهادة رسميّة تُمكّنه من إعداد العقاقير والوصفات الطبيّة وبيعها، وهذا ما سمح لهُ بجمع بعض الأموال التي اشترى فيها مصنع صغير لبيع زيت الجوز والبندق، وكان عمره وقتها 29 عامًا.

4- بداية ظهور فكرة منتجه الأول:

جاءت فكرة هنري نستلة الأوليّة عندما سمع بقصة طفل من أطفال جيرانهِ يُعاني من سوء التغذيّة بسبب رفضه الرضاعة من حليب والدتهِ، هذهِ القصة أثّرت فيهِ بشكلٍ كبير وجعلته يشعر بالحزن على هذا الطفل وغيره من الأطفال الذين يُعانون من نفس المشكلة، وهنا فكّر بابتكار حليب مصنوع من الحليب البقري، الدقيق، والسكر، ليكون بديلًا غذائيًا مناسبًا وصحيًا عن حليب الأم، وفي بداية الأمر لم تتلقى هذهِ الفكرة إعجاب الناس الذين وجدوها غريبة وغير مقبولة.

ولكن هنري استمر بمحاولات تطبيق فكرته الجديدة إلى أن نجحت إحدى المحاولات بتجفيف حليب البقر ومزجهِ مع دقيق القمح، وكان هذا سنة 1867، وبالفعل قُدم المتنج إلى الطفل ونجح في إنقاذ حياتهِ، بعد أن أكدّ الأطباء بأنّ حالته الصحيّة كانت ميؤوسًا منها، وهنا بدأت الطلبات تنهال عليهِ لشراء المنتج الجديد الذي لاقى إقبالًا كبيرًا وخياليًا آنذاك.

ووضع هنري شعارًا مبتكرًا وجديدًا لهذا المنتج على شكل مأوى للطيور، وكان يرمز هذا الشعار إلى الأمان، الأمومة، الحنان، الطبيعة، الغذاء، العائلة، والتراث، وما زال الشعار الرسمي لشركة نستلة إلى يومنا هذا.

ويجدر بالذكر بأنّ من أهم العوامل التي ساعدت هنري على نجاح اختراعهِ الغذائي هو أن زوجته كانت ابنة طبيب بشري، ولديها خبرة جيدة جدًا في هذا المجال، وكونه كان يعمل أيضًا في مجال الأدوية والصيدلة، بالإضافة لهدفه النبيل وضميره الحي الذي كان مُرشدًا له خلال مسيرة اكتشافهِ لهذا الاختراع العظيم.

5- وصول شركة نستلة للعالميّة:

في سنة 1867 قام هنري بالتصريح على أنّ اختراعه سيكون له مستقبل كبير وعظيم في العالم، وعمل على تحقيق هذا الهدف بكل إصرار ومثابرة، حيثُ كانت شركة نستلة من أوّل الشركات التي تبيع الغذاء المخصص للأطفال، وأوّل شركة تبيع الحليب المركّز في أوروبا، وأوّل شركة تبيع القهوة المجففة أو ما يُسمى بالنسكافيه، كما وأن شركة نستلة من  الشركات التي عملت في مجال تصنيع وبيع حليب الأطفال المجفف، والحليب الممزوج مع الشكوكولا، والقهوة المثلجة وغيرها الكثير من المنتجات التي تحظى بشعبيّة عالميّةٍ كبيرة.

وبعد مرور سنة على إنشاء هنري الشركة، أسس شارلز بيج القنصل الأمريكي في سويسرا مع شقيقهِ، مصنعًا لإنتاج الحليب المركّز، واستخدم نفس أسلوب نستلة وأسلوب جل بوردون مؤسس شركة بوردن للحليب المركز وكانت الشركتان في وضع ممتاز وجيد.

وفي سنة 1875 قرّر هنري التقاعد عن العمل، وباع شركة نستلة لشخص يدعى جول مونيرا مقابل مليون فرنك سويسري، ووقتها دخل مالك الشركة الجديدة في معركة تنافسيّة شديدة مع شركة تشارلز بيج، استمرت حوالي 30 عامًا إلى أن قرروا دمج الشركتين تحت أسم نستلة وهذا سنة 1906، وبدأت نستلة بإنتاج المواد الغذائيّة والمشروبات المجففة، والشوكولا، وكانت المنتجات تباع في أستراليا، وعملوا على بناء العديد من المخازن التي تساعد على تغطية السوق الآسيويّة، مثل سنغافورة، وهونغ كونغ. 

6- صعوبات واجهت شركة نستلة:

واجهت شركة نستلة بعض الصعوبات خلال فترة الحرب العالميّة الأولى، وذلك بسبب عدم توافر مصادر الحليب والمواد الأوليّة، لهذا قررت تغيير استراتيجيتها، للوصول إلى الدول الأخرى التي لم تتأثر بالحرب، وبعد الانتهاء من الحرب رجع الناس يعتمدون على الحليب البقري الطازج، وهذا ما سبب خسارة كبيرة لشركة نستلة وكان ذلك سنة 1921، نتيجةً لارتفاع أسعار المواد الأوليّة، والركود الاقتصادي بعد الحرب، إلّا أنّ أصحاب الشركة تعاملوا مع الوضع بشكلٍ جيد وعملوا على إعادة تنظيم الشركة وتحسين أمورها، وتسديد الديون.

7- توسّعات شركة نستلة:

عملت نستلة على زيادة أنواع منتجاتها، وتوصّلت سنة 1920 لإنتاج شراب ميلو الغذائي، وأنتجت سنة 1938 قهوة نسكافيه التي كانت الأكثر مبيعًا في العالم، وأشهر منتجات نسلة هي: نسكافيه ريكوري، ركوفي، مياه بيريه، سانتاماريا، نسكويك، ميلو، سيرلاك، نيدو، حليب نستلة، كافي ميت، نان، لاكتوجين، ماجي، معكرونة بيوتي، كيت كات، بولو، وشركة لوريال لمنتجات التجميل.

8- أهم عوامل نجاح شركة نستلة:

إنّ من أهم عوامل نجاح هنري نستلة كانت سياسته التسويقيّة الذكيّة حيث كان يدرس كل خطوة يقوم بها بشكلٍ جيّد ممّا جعله ينجح في النهوض بشركتهِ في زمن كانت طرق الأعلان قليلة ومقتصرة على بعض الوسائل الأعلامية البسيطة.   

وفي تاريخ 7 يوليو من سنة 1890 توفي هنري بعد معاناة طويلة مع مرض القلب، وترك خلفهُ شركة نستلة العالميّة.

 

المصادر:




مقالات مرتبطة