قصة نجاح المليارديرة الصينية زوو كنفي أغنى امرأة في الصين

ما قصة نجاح "زوو كنفي" (Zhou Qunfei) التي تعدُّ أغنى امرأة في الصين؟ وكيف استطاعت أن تصنع إمبراطوريتها بعد أن كانت ترعى الأغنام وهي طفلة دون سن العاشرة لتعيل أسرتها؟ وكيف تمكنت من أن تصبح سيدة أعمال تعقد شراكات مع عمالقة الشركات الإلكترونية، مثل: آبل وسامسونج وهواوي وغيرها؟



سنقدم لكم كل ذلك أعزاءنا القراء في السطور القليلة القادمة، فتابعوا معنا.

1. ولادة ونشأة "زوو كنفي" وتحصيلها العلمي:

وُلِدت "زوو كنفي" في شيانج داخل مقاطعة هونان في الصين في عام 1970م، وكانت عائلتها شديدة الفقر لدرجة أنَّه لا يمكنها تأمين قوتها اليومي، وقد تُوفِيت والدتها في عام 1975، وفقد والدها بعد ذلك بصره وأُصيب بالشلل؛ فاضطرت زوو إلى تحمل مسؤولية العائلة وهي طفلة في السادسة من العمر، حيث استلمت عمل والدها في تربية الأغنام من أجل الحصول على قوت العائلة.

رغم كل المسؤوليات التي وقعت على عاتقها، بقيت زوو في المدرسة حتى عمر السادسة عشر، ولم تستطع أن تكمل تعليمها بعد ذلك؛ لذا قررت أن تذهب هي وأسرتها إلى جنوب مقاطعة "قوانغدونج" حيث كان يعيش عمها، وبدأت بالبحث عن عمل بمساعدة منه، وبالفعل وجدت عملاً في أحد المصانع الخاصة بصناعة العدسات مقابل دولار واحد فقط يومياً.

إقرأ أيضاً: النجاح وأهميته في حياة المرأة، وقصص نجاح شخصيات نسائية

2. بدايات "زوو كنفي" والوصول إلى القمة:

تشو كونفي

عندما بدأت زوو العمل في مصنع العدسات مقابل دولار واحد يومياً، كانت تدخر من هذا الأجر الذي كانت تتقاضاه على مدار سنوات، واستطاعت بذكائها أن تتعلم كل أسرار العمل وخفاياه، وقررت بعد عدة سنوات العودة مع عائلتها إلى بلدتها الصغيرة لتبدأ مشروعها الصغير، واستطاعت أن تستخدم الخبرة التي اكتسبتها في عملها السابق، وتمكنت بمساعدة عدد من أقاربها من تأسيس مصنعها الصغير في مجال الشاشات والعدسات، ومن تنظيم مصنعها الصغير وإدارته بشكلٍ جيدٍ واحترافي، الشيء الذي ضمن لها التفوق والإتقان في العمل.

استطاعت "زوو" في عام 1993م أن تحصل على عرض من شركة موتورولا، والذي يتضمن تصنيع شاشات من الزجاج غير القابلة للخدش من أجل الهواتف النقالة الجديدة للشركة، عوضاً عن الشاشات البلاستيكية التي كانت تستخدمها الشركة في ذلك الوقت لهواتفها النقالة، وتمكنت من النجاح بجدارة في هذا التحدي، واستطاعت أن تصنع الشاشات بكفاءة وجودة عاليتين، ممَّا أهَّلها لتصبح المورد الرئيس للشركة في هذا المجال.

لقد كان هذا النجاح المتميز الذي استطاعت تحقيقه مع شركة موتورولا هو المفتاح الذي فتح لها أبواب عمالقة شركات الهواتف النقالة والإلكترونيات، مثل: شركة سامسونج، وشركة نوكيا، وشركة هواوي، وشركة HTC، وغيرها من الشركات العملاقة؛ حيث توالت العروض والتحديات والنجاحات التي استطاعت زوو تحقيقها بكلِّ عزيمة وإصرار، وتمكنت من تطوير عملها وتصنيع الشاشات التي تعمل باللمس.

استطاعت في عام 2007م الوصول إلى القمة، وأصبحت في قائمة أغنى النساء في الصين عندما وافقت على عرض شركة "آبل" بالشراكة معها، ووُقِّع العقد بينهما في ذلك العام، فاستطاعت توسيع معملها الصغير ليصبح معملاً يضم 60 ألف موظف، وأصبحت ثروتها تتجاوز 10 مليار دولار.

شاهد بالفديو: 8 عادات يجب أن نتعلّمها من الناجحين

3. الحياة الشخصية لزوو كنفي:

تزوجت مرتين، الأولى من رجل كان يعمل رئيساً في مصنع العدسات، وكان رجلاً مُطلَقاً، ولم تستطع الاستمرار معه طويلاً، وانتهى زواجهما بالطلاق؛ والثانية من رجل أعمال يُدعَى "تشنغ جون لونغ"، ورُزِقت منه بابنة وحيدة.

تشو كونفي

4. الدروس والعبر المستفادة من قصة نجاح زوو كنفي:

1. الرغبة القوية في تحقيق النجاح والعزيمة على تحقيقه:

لم تتوقف "زوو" عند عملها كعاملة في مصنع للعدسات، بل كان الهدف الذي وضعته أمامها هو تحسين وضعها، وإنشاء معملها الخاص؛ لذا لم تكن تتوانى عن العمل والبحث حتى تعلمت كل أسرار وخفايا هذه المهنة وأتقنتها، ممَّا جعلها تنشئ معملها وتديره بكل كفاءة.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح لتجاوز صعوبات الحياة وتحقيق النجاح

2. لكلِّ مجتهد نصيب في النجاح:

يمكن أن يتبادر إلى أذهانكم أعزاءنا القراء سؤال "كيف يمكن أن نحظى بفرصة كالتي تمكنت زوو من الحصول عليها عندما تعاقدت كبرى الشركات الإلكترونية معها؟"؛ ولكنَّ الجد والاجتهاد وإتقان العمل يفتح جميع الأبواب المغلقة، ويدفع الحظ عندها إلى البحث عنك.

3. لا تستهن بالبدايات وتحتقرها:

كانت أغلب قصص النجاح المتميزة والكبيرة من بدايات متواضعة؛ لذلك لا تستسلم أو تيأس أو تستهن بوضعك أو وضع الأشخاص الآخرين؛ ذلك لأنَّ أبسط البدايات يمكن أن تفتح لك أبواب الغنى والثراء والنجاحات المبهرة.

4. الاعتماد على الذات:

لا تعتمد على الأشخاص الآخرين، بل اعتمد على نفسك فقط؛ ومهما واجهت من صعوبات، لا تدعها تتغلب عليك، بل تغلب عليها، واجعل منها دافعك الأقوى للنجاح والتميز.

 

المصادر: 1، 2




مقالات مرتبطة