قصة نجاح أسطورة كرة السلة الراحل كوبي براينت
أسطورة من أساطير كرة السلّة ورجل أعمال، خلّفت وفاته حديثاً بحادث تحطُّم طائرة زوبعة في الإعلام العالمي فلم يبقى أحد إلّا وقد نعاه وشعر بالحزن لفقدانه وذكر تاريخ بطولاته التي امتدت على مدار 20 عاماً بدءاً من عام 1996م إلى حين اعتزاله عام 2016م لعب فيها براينت مع فريق Los Angeles Lakers، فيما يلي نبذة عن حياة كوبي براينت وقصّة نجاحه.
من هو كوبي براينت؟
كوبي بين براينت لاعب كرة سلّة أمريكي سابق مُحترف، وكان خلال الفترة الماضية من أكثر اللاعبين شعبيّة ونجاحاً في مجال كرة السلّة. وُلِدَ براينت في 23 أغسطس/آب 1978م في فيلادلفيا، ولاية بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكيّة، وانتقل فيما بعد مع عائلته في عمر الست سنوات إلى "رييتي" في إيطاليا في عام 1991م، ليصبح والده مدرّباً لأحد فرق كرة السلّة الإيطاليّة؛ علماً أنّه قد لَعِب 8 مواسم في الدوري الأمريكي من عام 1975م إلى عام 1983م في صفوف فيلادلفيا قبل أن ينتقل الى الدوري الايطالي.
لدى كوبي براينت شقيقتان تكبرانه وهما شايا وشاريا، وقد تزوَّج براينت من "فانيسا لين" ولديه منها أربع فتيات إحداهن جيانا التي قُتِلَت في الحادث ولم تتجاوز الثالثة عشرة من عمرها.
نشأة كوبي براينت وبداياته:
بقي كوبي مع عائلته في إيطاليا وقد تعلَّم اللغة الإيطاليّة وكان يتحدّثها بطلاقة كبيرة، ثمَّ عادت عائلته إلى فيلادلفيا مرّةً أُخرى، وكان كوبي من عشاق كرة القدم والسلّة، وقد لَعِبَ كرة السلّة وكرة القدم من سن صغيرة، وكان من مُحبّي فريق لوس أنجلوس ليكرز لكرة السلّة وفريق ميلان لكرة القدم.
درس كوبي في مدرسة "لوار مريون" الثانويّة في فيلاديلفيا، وقد عانى للحصول على دقائق لعب في صفوف فريق مدرسته، إلّا أنّه استطاع بعد أربع سنوات بذل فيها أقصى جهده أن يُشارك في العديد من المباريات والبطولات وأن يحقّق الفوز لمدرسته ببطولة الولاية بعد ثلاثة وخمسين عاماً من الانقطاع، وأصبح بذلك النجم الأوَّل لفريق مدرسته.
حياته العملية ونجاحاته:
لم يُكمِل براينت دراسته، فبعد أن أنهى مرحلة الثانوية، رفض الإلتحاق بالجامعة رغم محاولة الكثير من الجامعات إغراءه بالانضمام إليها. وقد نجح براينت في السابعة عشر من عمره في اجتياز اختبار الدرافت المؤهّل ل اللعب ضمن أحد أندية الدوري الأميركي للمحترفين NBA فكان بذلك واحداً من قلّة من اللاعبين الذين تمَّ قبول انضمامهم إلى الدوري بشكل مُباشر من المدرسة الثانويّة.
وقد تمَّ اختياره في عام 1996م للانضمام إلى الرابطة الوطنيّة لكرة السلّة تحت راية فريق " Charlotte Hornets" الذي تنازل عنه في ما بعد الى فريق لوس أنجلوس ليكرز، والذي كان فريقه المفضّل القديم.
مابين عامي 1996م و1997م وخلال الدوري الأمريكي للمحترفين كان مستوى أداء كوبي براينت جيّداً، كما أنّه بمشاركته في الدوري حقَّق رقماً قياسيّاً بكونه أصغر لاعب شارك فيه على الإطلاق.
في شهر شباط من عام 1997م فاز كوبي براينت بجائزة مسابقة "Slam Dunk All-Star Contes" "سلام دانك" حيث حقَّق المركز الأوَّل وكان أصغر لاعب يفوز في هذه المسابقة. فكان هذا الأداء الممتاز ضمانة له للحصول على مكان في الفريق الصاعد الثاني للدوري الأميركي للمحترفين.
تحسَّن أداء كوبي في موسم الدوري الأميركي للمحترفين في 1997-1998م، واختير كنجم الناشئين للدوري؛ فكان أصغر لاعب يحصل على هذا الشرف. وخلال الموسم التالي كان أداء كوبي في اللعب استثنائي وضَمَنَ نفسه كلاعب أساسي في الدوري. حيث وقّع عقداً مع فريق ليكرز امتدَّ لست سنوات.
في عام 1999 تمَّ تعيين فيل جاكسون كمدرّب لفريق ليكرز والذي كان لاعب كرة سلّة سابقاً، الأمر الذي ساعد براينت على تحسين مهاراته في كرة السلّة بشكل كبير. وقد كان كوبي شديد التأثُّر باللاعب المشهور مايكل جوردان، وقد كان شديد المُتابعة له. فقال عنه مدرّبه فيل جاكسون الذي قاد شيكاغو مع جوردان الى تحقيق اللقب ست مرّات، ومع كوبي خمس مرّات في صفوف لوس أنجلوس: "كان هوسه بمايكل جوردان واضحاً جدّاً".
وتمَّ اختيار براينت كرامي الكرة في الدوري، وبدأ نجمه بالسطوع حيث لعب مع فرق All-Star All-NBA و All-Defensive إلى جانب زميله "شاكيل أونيل" ليحصل على اللقب المحلّي ويحقّق الفوز لفريقه ويتربّع على عرش دوري الرابطة الوطنيّة لكرة السلّة ثلاث مرَّات متتالية خلال الأعوام (2000، 2001، 2002م).
في عام 2003م لم يتمكّن فريق الليكرز من الوصول إلى النهائيات بعد خسارته أمام فريق سان أنطونيو سبورز. وفي عام 2003- 2004م وخلال الموسم الأمريكي للمحترفين لم يستطع كوبي المشاركة في المباريات الافتتاحيّة لهذا الموسم، إلّا أنّه استأنف اللعب واستطاع الوصول بفريقه إلى نهائيات كأس العالم، لكنّهم خسروا البطولة أمام فريق ديترويت بيستونز.
وقد تمّ تعيين مدرّب جديد لفريق الليكرز في ذات العام وهو "رودي تومجانوفيتش"، إلّا أنَّ النجاح لم يكن حليف الفريق في الموسم الذي أعقبه. حيث خسر الفريق عدّة مباريات فاصلة الأمر الذي لم يتم حدوثه منذ سنوات. وعلى أثر ذلك استقال رودي من منصبه كمدرّب للفريق.
عاد الفريق تحت قيادة المدرّب "فيل جاكسون" خلال موسم 2005-2006 وعادات روح الانتصار والتجديد للفريق. كما تصالح اثنان من لاعبي الليكرز، وكوبي وشاكيل، وعاد الفريق إلى التصفيات.
في ديسمبر/كانون الأول من عام 2006م وفي مباراة ضدَّ فريق تورنتو رابتورز قام براينت بتسجيل 81 نقطة، ثاني أكثر النقاط في التاريخ بعد ويلت تشامبرلاين، والذي قام بإدخال 100 نقطة في مباراة واحدة. كما سجّل في المباريات الأربع اللاحقة عدداً جيّداً من النقاط؛ فسجل بذلك رقماً قياسيّاً بكونه أوّل لاعب يقوم بتسجيل 45 نقطة أو أكثر في أربع مباريات متتالية.
خلال موسم 2006-2007 لعب براينت بشكل مميّز ونال للمرّة التاسعة لقب "نجم اللعبة"، كما نال لقب All-Star Game MVP Trophy للمرّة الثانية. ورغم ذلك، فقد خسر فريقه التصفيات أمام فريق فينيكس صنز، وكذلك فقد خسر الليكرز أمام فريق بوسطن سلتكس في الموسم التالي بعد وصوله للنهائيات.
في عام 2009م حقّق فريق الليكرز بداية جيّدة في الموسم، ونال براينت لقب "نجم اللعبة" في بدايته، كما نال أيضاً لقب "Western Conference Player of the Month" عن شهر كانون الأول، ثمَّ ناله مرّة أخرى في عام 2010م بعد أن فاز الفريق بدوري المحترفين. وقد حقَّق فريق الليكرز الفوز في نهائيات الدوري الاميركي للمحترفين لعام 2009م، كما فاز براينت وقتها بكأس "NBA Final MVP".
وخلال موسم 2009-2010م كان أداء كوبي متميّز واستثنائي، وقد أصبح الهداف الأوّل في تاريخ فريق الليكرز محطّماً بذلك الرقم القياسي لجيري ويست.
وبعد مسيرة طويلة لبراينت استمرَّت لمدّة عشرين عاماً مع الفريق، تقاعد براينت في أبريل/نيسان 2016م.
ويُذكَر أنه تمَّ اتهام براينت في عام 2003م بالاعتداء الجنسي على موظفة في فندق في إدواردز كولورادو، ما أثار ضجّة في الوسط الإعلامي وأثَّرَ على سمعته وحياته. وقد اعترف براينت فيما بعد بإقامة علاقة مع الموظفة، إلّا أنّه لم يقم بالاعتداء عليها. أُسقِطَت القضية عنه في سبتمبر/أيلول عام 2004م، بعد ما عبّرت الموظفة عن عدم استعدادها للإدلاء بالشهادة.
إنجازات كوبي براينت:
- سجّل براينت في كانون الأوّل من عام 2007م رقماً قياسياً جديداً بكونه أصغر لاعب يصل إلى 20.000 نقطة.
- حَصَدَ خمسة ألقاب في دوري المحترفين الأميركي مع ليكرز.
- شارَكَ في مباراة كل النجوم 18 مرّة.
- كان من بين سبعة لاعبين فقط سجّلوا أكثر من 30 ألف نقطة خلال مسيرتهم الرياضيّة.
- مُنِحَ جائزة اللاعب الأثمن في الدوري الأميركي للمحترفين NBA.
- حصل على الميدالية الذهبيّة مرّتين في دورة الألعاب الأولمبيّة.
- تمَّ اختياره من قِبَلَ مجلّة الأخبار الرياضيّة وقناة تي إن تي كأفضل لاعب في الدوري الأميركي للمحترفين في بدايات القرن الواحد والعشرين.
ثروة كوبي براينت:
يُعَد براينت أعلى الرياضيين دخلاً من راتبه وعقود الرعاية والاستثمارات والإعلانات التي بدأها قبل اعتزاله. حيث تَبلُغ ثروته 680 مليون دولار، وفقاً لموقع "سيليبرتي نت ورث" المتخصّص بثروات النجوم. كما أنّه يملك العديد من الاستثمارات إضافة إلى الراتب وعقود الرعاية:
- فاستثمر بقيمة ستّة ملايين دولار 10% في شركة "بودي أرمر" للمشروبات والتي تبلغ قيمتها حاليّاً 200 مليون دولار.
- أسَّس في عام 2016م صندوق استثمار مباشر بمئة مليون دولار.
- يمتلك استثمارات في شركة "علي بابا"، و"إبيك للألعاب"، وشركة "تيم فيور" للتطبيقات البرمجيّة.
- يُدِير أصولاً بملياري دولار.
وفاة كوبي براينت:
في 26 يناير/كانون الثاني من عام 2020 لقي كوبي براينت مصرعه في حادث تحطُّم المروحية الذي أدّى إلى مقتله هو وابنته جيانا التي كانت ترافقه، وسبعة آخرين، حيث كان براينت في طريقه لتدريب فريق كرة السلّة الذي تلعب فيه ابنته في بطولة محليّة للشباب في أكاديميّة مامبا سبورت.
وقد عبَّر العديد من المشاهير حول العالم عن مدى حزنهم بفقدانه، وفي بيان على انستغرام، قال فريق ليكرز: (كان أكثر من مجرّد لاعب كرة سلّة).
وقال الفريق أيضاً في رسالة أخرى: (لقد تحطّمنا بهذا الفقدان المُفاجئ لكوبي براينت وابنته جيانا. تعجز الكلمات عن التعبير عما كان يمثّله كوبي لفريق لوس أنجليس ليكرز ولمشجّعينا ولمدينتنا. براينت لم يكن مجرّد لاعب كرة سلّة، لقد كان أباً حانياً وزوجاً محبوباً ورفيقاً صدوقاً، وسيبقى حبّه وذكراه في قلوبنا للأبد).
المصادر: