قرارات المراهقين.. العوامل والتوجيه والجدوى

قرارات المراهقين.. العوامل والتوجيه والجدوى

كشف دراسة ماجستيرا أعدّها الطالب "إبراهيم الدغيم" في كلية الإمام الأوزاعي" للدراسات الإسلامية بـ "بيروت" أن قرارات المراهقين في المجتمعات الإسلامية عرضة للخطأ والزلل في هذا العصر أكثر من أي عصر مضى.
وارجعت الدراسة التي جاءت، تحت عنوان: "اتخاذ القرار عند المراهقين عوامله وتوجيهه والإفادة منه من منظور إسلامي"- أن السبب في ذلك يرجع إلى عوامل أهمّها: جهل الآباء لدورهم، وغياب وعي المعلمين، وقلة الوازع الديني، وانتشار الفساد في وسائل الإعلام.



في الفصل الأول: تناولت الدراسة تعريف المراهقة وأهميتها، ومظاهر النمو في هذه المرحلة الطبيعية واتجاهاته، ثم خصائص المراهقة، وحاجات المراهقين في المنظور الإسلامي، وبعد ذلك تناولت مفهوم القرار واتخاذه بشكل عام، وعند المراهق المسلم بشكل خاص.


وفي الفصل الثاني: أسهبت الدراسة في الحديث عن اتِّخاذ القرار عند المراهق المسلم والعوامل المؤثرة فيه، وتضمَّن هذا الفصل مجموعة من النقاط الأساسية حول: الأسرة وضرورتها، ودور التنشئة الإجتماعية، ودرو الأبوين في تكوين شخصية المراهق، وصنع القرار في حياته، لما لهما من قرب وملازمة وفاعلية مع ابنهما المراهق، وبكونهما أكثر عناصر البيئة احتكاكاً به، وقَسَّمت الأسر في المجتمعات الإسلامية إلى أشكال متعدّدة، وذكرت أثرها في قرارات المراهقين ثم قدّمت قواعد ثابتة لابد من أخذها بعين الإعتبار؛ لمعالجة وتقويم سلوك المراهقين، وبعد ذلك قواعد ووصايا للأسرة خاصّة من أجل التعامل السليم والبنَّاء مع المراهق؛ ليستطيع اتخاذ القرارات الرشيدة، ثم أثر عناصر البيئة الأخرى المؤثرة في حياة وسلوك المراهق وقرارته، كالأصدقاء، والإعلام، ومستوى المعيشة، والفراغ، والأوضاع السياسية والإجتماعية المحيطة ببيئة المراهق، وحياته الشخصيّة.


وتحدَّث الفصل الثالث: عن الوسط التعليمي الذي يضمُّ المدرسة والمناهج التعليمية في المدارس والمعلم وأثر ذلك على قرارات المراهق، وصفات المعلم الدعوي الذي يكون له الأثر الإيجابي في قرارات أبنائه المراهقين مقترنة بصفات المعلم الأول ومربي البشرية محمد (ص)، ثم بعض خواص التعليم وأساليبه في المنهج النبوي لتكون بمثابة دورس ومحاطات توعية لكل معلم مسلم.


أما الفصل الرابع: فكان عن مصادر التربية الإسلامية وأسسها وأهدافها كبيئة تربوية للمراهق قادرة على تكوين مراهقين يتمتَّعون بالصحّة النفسية والجسدية ويتسلحون بالإيمان والوعي اللذين يؤهِّلانهم لاتخاذ قرارات رشيدة، ويتمكنون من اجتياز هذه المرحلة الحاسمة بنجاح، ولخوض معركة الحياة بكل اتّزان وثقة كبيرة بالنفس.


وبعد ذلك بيّنت الدراسة أثر الغزو الثقافي والحضاري القادم من الغرب الأوروبي والأمريكي إلى عالمنا الإسلامي ومدى تأثر المراهقين بهذه الثقافة، وكيفية إنقاذهم من مستنقع التقليد للغرب، وحمايتهم من الذوبان أمام وهج تلك الحضارة الزائفة.
وضمَّت الدراسة بحثاً ميدانيّاً على عينة من المجتمع الإسلامي في مدينة "الرياض" في السعودية: لوجود الباحث فيها للعمل أثناء فترة الإستبيان، حيث طبّق الدراسة بناءً على موافقة إدارة التعليم في منطقة "الرياض"، حيث كان مجتمع الدراسة مجموعة من طلاب وطالبات المرحلتين المتوسطة والثانوية في المدارس الحكوميّة والأهليّة من جهات متعدّدة في مدينة "الرياض".


وفي النهاية كانت نتائج البحث التي تتلخص في نقاط رئيسة أهمّها: عرضة قرارات المراهقين في المجتمعات الإسلامية للخطأ والزّلل في هذا العصر أكثر من أي عصر آخر لأسباب قريبة وبعيدة تكمن في جهل كثير من الآباء أو تجاهلهم لدورهم الحقيقي في الأسرة في توجيه وتوعيّة أبنائهم المراهقين، إضافة إلى غياب الوعي عند كثير من المعلمين في المدرسة، وعدم أخذ المدرسة دورها الحقيقي والفعَّال في سبيل تنمية شخصيّة الطلاب المراهقين، وتنمية قدرتهم على اتخاذ القرارات.


يُضاف إلى هذا، قلة الوازع الديني،وانتشار الفساد،ووسائل الإعلام المختلفة، هذه وتلك جعلت المراهقين والمراهقات يجهلون دورهم، بل وهويّتهم في هذا العصر الخطير، بسبب سوء توجيه الإعلام، وعدم استغلال الوقت، وسوء إستخدام الطاقات.
ويلي هذا مجموعة من التّوصيات والإقتراحات التي يمكن من خلالها خلق جيل إسلامي جديد من المراهقين والمرهقات الذين يتمتَّعون بالثقة والحيوية والوعي والقدرة على اتخاذ القرارات الرَّشيدة.

بلاغ كوم