فيروس كورونا: هل سأتحسن إذا ما أصبتُ بالفيروس؟

يتعافى في الوقت الحاضر مُعظم الأشخاص الذين يصابون بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) دون الحاجةِ إلى علاجٍ خاصٍّ أو نوعي، حيث تبلغ نسبة هؤلاء المتعافين 80% تقريباً؛ لذا في حالِ أُصِبتَ بفيروس كورونا، فمن المُحتمل جداً أن تتحسَّن، إذ أنَّ خطر الوفاة أو الموت جرَّاء هذا المرض لا يزال منخفضاً حسب المُعطيات الحالية، ويُقدِّر الباحثون حالياً أنَّ 1٪ من حالات الإصابة بفيروس كورونا ستؤدِّي إلى الوفاة.



حتَّى الآن لا يوجد أيُّ لقاحٍ أو دواءٍ مُضادٍّ للفيروسات لعلاج أو الوقاية من فيروس كورونا؛ كما أنَّ المُضادَّات الحيويَّة لا تساعد هنا، كونها لا تعمل ضدَّ الفيروسات؛ ويهدُف أيُّ علاجٍ حاليٍّ إلى تخفيفِ الأعراض بينما يحاربُ جهازُك المناعيُّ هذا المرض.

إنَّ المرض الناتج عن العدوى بفيروس كورونا مرضٌ خفيفٌ عموماً، خاصةً عند الأطفال والشباب؛ ولكنَّ حوالي عشرين بالمئة من الناس سوف يحتاجون إلى رعايةٍ في المستشفى.

يُنصَح أن تُجرَّب الأدوية التي تُؤخَذ دون وصفةٍ طبيةٍ للمساعدة في تخفيف أعراض المرض، والتي يُمكن أن تشمل الباراسيتامول والإيبوبروفين، بشرطِ ألَّا يكون لديك أيُّ حساسيةٍ أو آثارٍ جانبيةٍ عندَ استعمال هذه الأدوية، وما لم تصدر أيُّ تعليماتٍ أخرى فيما يتعلَّق بها.

كما قد تكون الأدويةُ الأخرى التي لا تستلزم وصفةً طبيةً مفيدةً لتخفيفِ الأعراض المُرافقةِ للمرض مثلَ: الصداع والتهاب الحلق والسعال.

لن تُعالِج هذه الأدوية الانتان أو العدوى، لكنَّها قد توفِّر لكَ بعضَ الراحة في الوقت الذي يُحارِب جسمكَ فيه الفيروس.

إقرأ أيضاً: ماذا تعرف عن الكلوروكين والعلاجات الواعدة الأخرى لفيروس كورونا؟

ماذا يجب أن أفعل إذا أصبت بفيروس كورونا؟

سوف تحتاج إلى البقاء في عزلةٍ عن الآخرين حتَّى تتماثل للشفاء، وحتَّى تخبرك الطواقم الطبية أنَّك سليمٌ، وعندها لا ضير من مغادرتك المنزل.

يجب عليك أنتَ -أو الشخص الذي تعتني به- عدم الخروج من المنزل إطلاقاً، باستثناء الخروج للحصول على الرعايةِ الطبية.

في أثناء العزل الذاتي، ينبغي ألَّا تذهب إلى العمل أو المدرسة أو الأماكن العامة، وألَّا تستخدم وسائل النقل العامة أو سيارات الأجرة، حتَّى يخبِركَ الطبيب بأنَّك معافىً وقادرٌ على القيام بذلك؛ لذلك سوف تحتاج إلى مساعدةٍ من الأصدقاء أو العائلة أو مُقدِّمي الرعاية للقيام ببعض الأمور مثل: التسوق أو إحضار البقالة أو الأدوية الأخرى؛ كما يمكنك دائماً أنت أو مقدِّم الرعايةِ خاصَّتك تجربة التوصيل عبر الإنترنت وطلبَ ترك المواد خارجَ المنزل أو على الشُرفة دون الدخول إلى الداخل.

كما عليكَ أن تبقى في غرفةٍ جيدةِ التهوية، ويُفضَّل أن تحتوي على نافذةٍ يمكنُ فتحها؛ وتعزل نفسك عن الآخرين في منزلك، وتغلِق باب غرفتك عليك؛ وعليك أن تحاول استخدام حمَّامٍ مُنفصلٍ عن الآخرين في منزلك، وألَّا تتشارك أدوات النظافة أو المناشف مع أيِّ شخصٍ آخر.

إذا كُنت مُضطراً إلى تشارك الحمام مع الآخرين، سيتوجَّب عليكم التناوب على الحمام، والقيام بغسله وتنظيفه جيداً قبل وبعد الاستخدام كلَّ مرَّة؛ كما وعليك التأكُّد من أنَّ المصابين يستخدمون لوازم حمَّامٍ منفصلةً لأغراض الاستحمام والتجفيف والنظافة الشخصية.

وفي حالِ كنتَ تعيشُ في سكنٍ مُشترك، فحاوِل تجنُّب الخروج من غرفتك عند وجود الآخرين، وقُم بارتداء قناعٍ للوجه (كمَّامةٍ طبية)؛ وإذا كنت تتشارك مطبخاً مع الآخرين، فتجنَّب قدر الإمكان استخدامه عندما يكون الآخرين موجودين فيه، وإذا لم تتمكَّن من القيام بذلك، فارتدِ قناعاً للوجه إذا استطعت الحصول على واحد، واصطحب طعامك إلى غرفتك لتناوله، واستخدم غسَّالة الأطباق لتنظيف وتجفيف الأطباق وأدوات المائدة، أو قُم بغسلها يدوياً باستخدام المُنظِّفات والماء الدافئ، وقُم بتجفيفها جيداً باستخدام منشفةِ مطبخٍ منفصلة؛ ولا تتشارك الأطباق المستعملة، أو أكواب الشرب، أو الكؤوس، أو أواني الطعام، أو المناشف، أو الفراش، أو غيرها من الأشياء مع أشخاصٍ آخرين في منزلك مُطلقاً.

باتِّباعك هذه التعليمات سوف تُساعِد في الحدِّ من انتشار الفيروس.

قد يجري تزويدكَ بقناعٍ طبيٍّ خاصٍّ بك؛ وإذا لم تتمكَّن من ارتداء قناعٍ طبي، فقد يُلزَم الآخرون من أفراد أسرتك بوضعه.

احرص على تغطيةِ فمك وأنفك في أثناء السعال والعطاس لكبح انتشار الفيروس، وتخلَّص من المناديل التي تستخدمها بشكلٍ آمن، واغسل يديك لمدة 20 ثانيةً على الأقل بعد التخلُّص من المناديل والمُخلَّفات، وجفِّفهما جيداً، وحاول ألَّا تلمس عينيك وأنفك وفمك بيديك عندما تكون غير مغسولة.

إذا كنت شخصاً كبيراً في السن، أو تعاني من حالةٍ صحيةٍ مُزمنة، أو في حال كُنتِ حاملاً؛ فعليك أن تقوم بالتواصل بشكلٍ دوريٍّ ومُكثَّفٍ مع الأصدقاء أو العائلة لإعلامهم عند الحاجة.

وإذا كنت مصاباً بمرض السكري، فعليك مراقبة مستوى الجلوكوز في الدم عن كثب، والتواصل مع طبيبك عند الحاجة إلى ذلك.

وبالنسبةِ إلى المُدخِّنين، فهذا هو الوقت الأنسبُ للإقلاعِ عن هذه العادة السيئة؛ فالمدخنون أكثرُ عرضةً إلى الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي، والالتهاب الرئوي (ذات الرئة) بمقدار الضعف، مُقارنةً بغير المُدخِّنين.

إذا كنت مصاباً بفيروس كورونا وتحتاج إلى الذهاب لزيارة الطبيب أو المستشفى، فاتَّصل قبل أن تذهب؛ حيثُ يجب مناقشةُ جميع المواعيد مُقدَّماً مع أخصائي الرعاية الصحية الخاص بك، وباستخدام التفاصيل المقدَّمة إليك خلال الاتصال واتباعها يمكن اتخاذ خطواتٍ لتقليل الاتصال بالآخرين. كما قد تجدُ أنه من الممكن تلبية احتياجاتك الطبية عبر الهاتف دون الحاجة إلى التواصل وجهاً لوجه، وذلكَ بُغيةَ تجنُّب الخطر غير الضروري لنقل الفيروس للآخرين. ويمكن تقرير ذلك بناءً على رأي مُقدِّم الرعاية الصحية الخاص بك.

وعندما تكون في هذا العزل أو الحجرِ الصحي، يجب ألَّا تسمَح لأيِّ شخصٍ لا يعيش في منزلك بالدخول إليه، وحاول الابتعاد عن الحيوانات الأليفة أيضاً، وإذا كان ذلك لا مفرَّ منه، فاغسل يديك قبل وبعد التفاعل مع حيوانك الأليف المُفضَّل.

عندما يتعلَّق الأمر بغسيل الملابس، اغسل الغسيل في المنزل وعند أعلى درجة حرارة متوافقة مع الغسالة والمُنظِّف المُستعمل، ويفضَّل أن يكون بدرجةِ حرارةٍ أكثرَ من 60 درجةٍ مئوية. قُم بارتداء قفازاتٍ بلاستيكيةً يُمكنُ التخلُّص منها إذا أمكنك ذلك، والبس أيّ لباسٍ واقٍ عند التعامل مع الملابس المُتَّسخة، ثمَّ نظِّف كلَّ الأسطح والمنطقة حول الغسّالة واغسل يديك جيداً بالماء والصابون بعد التعامل مع الغسيل المُتسخ، ولا تأخذ ملابسك المُتسخة لغسلها في مغسلة الملابس العمومية أو محلِّ غسيل الملابس.

إقرأ أيضاً: كيف تغسل ملابسك وتحمي نفسك من الإصابة بفيروس كورونا؟

يجب وضع جميع النفايات التي خلَّفها الفرد المَعزول -بما في ذلك المناديل المستخدمة والأقنعة- في كيسِ قمامةٍ بلاستيكي، وربطها بإحكامٍ عند امتلائها؛ ويجب بعد ذلك وضع الكيس البلاستيكي في كيسٍ ثانٍ وربطه بإحكامٍ أيضاً. في حالِ إصابتك بالفيروس ستتلقَّى إرشاداتٍ بكيفية التعامل مع هذه النفايات، وإذا ما كان بإمكانك التخلُّص منها كالمعتاد.

تأكَّد من مُراقبة أعراضك، واطلب العناية الطبية فوراً إذا كنت تعاني من صعوبةٍ في التنفس، أو إذا كانت أعراضك تزداد سوءاً؛ وإذا لم تكن الحالة إسعافيةً، فاتصل بمُقدِّم الرعاية الصحية الخاصة بك باستخدام الرقم المتوفِّر لذلك في منطقتك. لكن إذا كانت الحالة إسعافيةً، فأبلغ خدمات الطوارئ التي أثبتت مسبقاً أنَّك أنت أو الشخص الذي تقوم برعايته مُصابون بفيروس كورونا.

قد يجد بعضُ الناس أنَّ العزل الذاتي أمرٌ مُحبطٌ ومُخيِّبٌ للآمال، فقد يتقلَّب مزاجك، وقد تشعر بالقلق أو التوتر، أو تُعاني من مشاكل في النوم؛ لذا حاول أن تبقى على اتصالٍ مع الأصدقاء والأقارب من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، وتحدَّث معهم على الهاتف، واعتنِ بصحتك العقلية، فربَّما قد ترغب بتجربة سماع قصةٍ من أحدهم لمُساعدتك على النوم.

إقرأ أيضاً: نصائح غذائية يجب اتباعها أثناء الحجر الصحي

في الختام:

يُشكِّل فيروس كورونا خطراً أكبر عند الأشخاص الذين يعانون من حالاتٍ صحيَّة موجودةٍ مُسبقاً، وعلى الأشخاص الضعفاء الأكبر سناً؛ وذلك لأنَّ كبار السن والأشخاص الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة أو الحالات الطبية المزمنة -مثل ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، وأمراض الرئة، والسرطان، والسكري– هم أكثر عرضةً إلى خطر الإصابة بأعراضٍ حادّةٍ أو أكثر شدة. وهذه هي طبيعة هذا الفيروس، إذ ما زلنا نتعلَّم باستمرارٍ مزيداً عنه وبشكلٍ يومي؛ لذلك يمكن للمعلومات أن تتغيَّر بسرعةٍ على هذا النحو.

إنَّ برنامج التعليم هذا دقيقٌ وحديثٌ في وقت كتابة هذا التقرير، ولا يُقصَد به استبدال الرعاية التي ستتلقَّاها عادةً من مقدِّم الرعاية الصحية أو خدمات الطوارئ أبداً.

 

المصدر




مقالات مرتبطة