في ظل تفشي جائحة الكورونا: تتهافت الشركات لتلبية طلبيات الأقنعة الطبية

بينما تكافح الولايات المتحدة الأمريكية جائحة الكورونا وشُحَّ الأقنعة الطبية لدى العاملين في مجال الرعاية الصحية، يسعى أصحاب الشركات إلى إعادة هيكلة شركاتهم أو إضافة خطوط إنتاجٍ لتجديد معدات الحماية التي تشتد الحاجة إليها، وتعزيز الإنتاجية لسدّ النقص الموجود والتزويد بالمعدات الوقائية اللازمة.



قام مؤسسا شركة (3DHQ) بإغلاق مؤسستهم للطباعة ثلاثية الأبعاد في أوائل مارس؛ نظراً لتفشي الوباء. بعد ذلك لوحِظَ تناقص أجهزة التنفس في المستشفيات حول العالم، وتوقَّعوا حصول الأمر ذاته في الولايات المتحدة الأمريكية.

تواصل المؤسِّسان مع المستشفيات المحلية وقدَّموا الطابعات ثلاثية الأبعاد لخدمة الأجهزة الطبية، لكن طُلبَ منهم أن يقوموا بصنع الأقنعة الوقائية بدلاً من ذلك، ومن ثمَّ انصبوا على إنتاج أقنعةٍ ذات تصفيةٍ عاليةٍ (فلترة) تتميَّز بإمكانية إعادة استعمالها وتكلفتها المعقولة، بالإضافة إلى كونها مصنوعةً من مادتي (PLA) و(PETG) البلاستيك المتينتين. وإلى الآن، تلقَّت شركة 3DHQ أكثر من 300 طلبية أقنعةٍ بتكلفة 25 دولاراً للقناع الواحد، وأفاد الشريكان المؤسسان بأنَّهم يسعون إلى إعادة استثمار الأموال في عملهم لدفع عجلة الإنتاج، كما أنَّهم يأملان الدخولَ في شراكةٍ مع شركاتٍ كبرى لتغطية تكاليف المواد، بحيث تُقدَّم الأقنعة الوقائية مجاناً.

قامت الشركة بشراء سبعة طابعاتٍ ثلاثية الأبعاد إضافيةٍ بغية تسريع عملية التصنيع، وكلَّفهم ذلك 7,000 دولاراً. تقول الشركة: "نحن نحاول تقديم المساعدة قدر الإمكان، وفي الوقت ذاته ألَّا يعود ذلك علينا بمردودٍ سلبي"، مشيرةً إلى أنَّ الشركة كسبت ما يقارب 200,000 دولارٍ في السنة الماضية، ولا تخطِّط للاستفادة من أرباح تلك الأقنعة.

إقرأ أيضاً: مواجهة أزمة كوفيد-19 بشكل جماعي تؤدي إلى النمو على الصعيد النفسي

تبدُّل أحوال شركات الألبسة من صنع ملابس العمل إلى إنتاج الأقنعة الطبية الوقائية:

يقول ويليام هاردي نائب الرئيس الأول لسلسة التوريد في شركة كارهارت (Carhartt) أنَّ شركة الألبسة هذه، والتي أُسِسَت عام 1889 وقامت بتصنيع الملابس الرسمية أيام الحرب العالمية الأولى والثانية؛ تسعى إلى إنتاج أقنعةٍ للعمليات الجراحية قابلةٍ للطي. كما تستخدم شركة ديربورن (Dearborn) في ولاية ميزوري مصانعها في الولايات المتحدة والمكسيك لصنع ما يُقدَّر بنحو 2.5 مليون قناعٍ بحلول شهر مايو، ذلك ولم تحدِّد الشركة بعد إلى من ستُوزِّع الأقنعة وكم كِلفتها؛ كما أنَّه ليس لديهم النية في الاستفادة من الإنتاج، ورفض هاردي الكشف عن تكاليف الإنتاج أو الإيرادات السنوية لهذه الشركة.

بالإضافة إلى ذلك، تمحوَرَ اهتمام العلامات التجارية النسائية للأزياء حول صنع الأقنعة الطبية بعد إغلاق مصنع (LA) مؤقتاً على إثر قرار الالتزام في المنازل، كما وقد يختلف شكل الأقنعة نظراً لاختلاف مصدر التوريد والأقمشة المُتبرَّع بها.

وضَّحت الشركة في رسالةٍ عبر البريد الإلكتروني أنَّها تتكفَّل بصنع الأقنعة لأيامٍ معدوداتٍ أسبوعياً لا أكثر، ومع ذلك يمكن أن يصل الإنتاج إلى 25,000 في الأسبوع، كما وترنو إلى بيع الأقنعة بسعر التكلفة، والذي يبلغ حوالي 25 دولاراً لكلِّ حزمةٍ مكوَّنةٍ من 5 أقنعة. يمكن للزبائن شراء أقنعةٍ بغية التبرع للعاملين في القطاعات الأساسية، والمرضى من الكادر الطبي، والعاملين غير الطبيين في المستشفيات في لوس أنجلوس؛ ورفضت الشركة الكشف عن تكاليف الإنتاج أو الإيرادات السنوية للشركة.

تقول الشركة: "إنتاج الأقنعة هو واحدٌ من السبل التي تتآخى فيها المجتمعات لمساعدة المحتاجين الذين يستحقون تلك المساعدة والأَوْلَى بها، في الوقت الذي يبذل الناس جهودهم للحفاظ على سلامتهم وصحتهم".

 

المصدر




مقالات مرتبطة