فهم كيفية إيجاد السعادة

أنت تعلم أنَّك على المسار الصحيح في الحياة عندما تصبح غير مهتمٍ بالنظر إلى الوراء، وحريصاً على اتِّخاذ الخطوة التالية؛ لذا فكر في ذلك للحظة، واسأل نفسك: "كيف هو شعور السعادة بالنسبة إلي؟".



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدونة "آنجل كرنوف" (Angel Chernoff)، وتُحدِّثنا فيه عن فهم كيفية إيجاد السعادة.

العلاقة بين السعادة والمشقة:

على مر السنين طلبت أنا وزوجي من ناس عديدين الانضمام إلينا في دراسة العلاقة بين السعادة والمشقة، فمن السهل تعريف المشقَّة - فهي موسم المعاناة المالية، ووقت الخسارة الشخصية، وفترة من الحياة مليئة بالمآسي - مصدراً للإحباط المستمر في حياتنا، ولكن ما هو تعريف السعادة؟ ما هي المشاعر التي نطلق عليها اسم السعادة بالضبط؟ ولماذا نتوق إليها بشدة؟

شاهد بالفيديو: 8 نصائح بسيطة لحياة أكثر سعادة

عند محاولة تعريف السعادة من المغري تبني عقلية "سأعرفها عندما أشعر بها"، فإنَّني لا أملك أدنى شكٍّ في أنَّك ستفعل ذلك؛ لكنَّني أحثك على البحث بعمق أكثر بقليل، خذ لحظة لكتابة 2-3 خطوات عمل محددة تَعرِف أنَّها ستشعرك بالسعادة.

بالنسبة إلي تأتي سعادتي من الوقت الذي أمضيه مع أفراد أسرتي وفي العمل الذي أعدُّه هاماً، فإنَّ قضاء وقت ممتع متواصل مع زوجي وابننا يشعرني بسعادة كبيرة، وأجد أيضاً أنَّني أشعر بالسعادة بعد أن انتهي من مقال طويل أو بعد أن أقرأ بريداً إلكترونياً صادقاً من قارئ قديم.

لكن إليك السر الحقيقي للسعادة: "ما يجعلني سعيدةً قد لا يجعلك سعيداً؛ فربَّما تأتي سعادتك الحقيقية في الصمت الناتج عن ممارسة التأمل، أو ربَّما تجد السعادة في تسلق الجبال، وبالطبع لا يُعَد مكان وجود السعادة بأهمية فهم كيفية إيجاد السعادة نفسها.

إقرأ أيضاً: 4 أسباب لكون الامتنان مفتاح السعادة

معوقات السعادة:

في بعضٍ من مقالاتنا الأخيرة قمت أنا وزوجي بدفع القرَّاء لتحديد المعوقات في حياتهم؛ أي المعاناة التي تحول بينهم وبين السعادة، فيمنحنا تحديد المعوقات الوضوح، ويساعدنا على رسم الطريق للتغلب عليها، وينطبق الشيء ذاته على السعادة؛ أي عند تحديد إجراءات معينة تدفعنا إلى السعادة نتعلم إدخال تلك النشاطات في حياتنا اليومية.

عندما نعرف كيفية الوصول إلى السعادة يمكننا الحرص على جعلها جزءاً معتاداً من يومنا؛ لذا خذ وقتك اليوم لتعريف السعادة لنفسك، وإذا كنت تنتظر من الآخرين إسعادك فقد حان الوقت للتخلي عن ذلك، وأنا أعدك أنَّ القيام بذلك سيجعلك أكثر سعادة على الفور.

قد تسألني: "كيف أعرف أنَّ هذا صحيح؟" حسناً، دعني أسألك هذا: "هل قابلت يوماً شخصاً سعيداً يتجنب المسؤولية ويلقي اللوم على الآخرين ويضع كثيراً من الأعذار لحياته غير المُرضية؟" بالطبع لا؛ فالأشخاص السعداء يتحملون المسؤولية عن كيفية تطور حياتهم، إنَّهم يرون أنَّ سعادتهم هي نتيجة ثانوية لتفكيرهم ومعتقداتهم ومواقفهم وشخصياتهم وسلوكهم.

عليك أن تتوقف عن القلق بشأن ما يظنُّه الآخرون، بالنسبة إلي قد أجد السعادة في كتاباتي، ولكن هذا لا يعني أنَّك يجب أن تكون كاتباً لتكون سعيداً؛ لذا تجاهَل كل الأصوات التي تصدِر الأحكام وذات النيَّات الحسنة أيضاً، وأصغِ إلى نفسك لفترة من الوقت فقط، ولا تقلق إذا بدا لك أنَّ تعريفك للسعادة غير مكتمل؛ فتقبُّل السعادة هو عملية مستمرة.

إقرأ أيضاً: سر السعادة بين الفلسفة وعلم النفس والتمارين البسيطة

في الختام:

يمكنك العودة إلى المسار الصحيح، وستكتشف ما يلزم للعودة إلى حياة أبسط وأكثر سعادة، ذلك كله يعود إلى اختيار واحد؛ وهو اختيارك، فالتغيير الإيجابي ممكن إذا اخترت التقدم إلى الأمام.




مقالات مرتبطة