فن السؤال: كيف تطلب التغذية الراجعة؟

لقد طلبتُ مؤخراً من أحد الزملاء تقديم تغذيته الراجعة بعد العرض التقديمي الذي اعتقدتُ أنَّه كان سيئاً بعض الشيء، ولكن ردَّ عليَّ قائلاً: "لقد أبليتَ بلاءً حسناً"، وأكملنا حديثنا، وفيما بعد، عندما تلاشت سعادتي من مديحه، سألتُ نفسي عما تعلَّمتُه بالفعل من تلك التغذية الراجعة وكيف ستساعدني على التحسن، وأدركتُ أنَّه بغضِّ النظر عن مدى لطف زميلي، فهو لم يقل لي شيئاً من شأنه أن يساعدني في القيام بعمل أفضل في المرة القادمة، ثمَّ اتضحَ لي أنَّ سبب ذلك هو الطريقة التي كنتُ أطلب بها التغذية الراجعة، فإذا كنتَ ترغب في الحصول على تغذية راجعة ذات مغزى، فعليك أن تطلبها بطريقة فعَّالة.



الخطوات الأساسية للحصول على التغذية الراجعة التي تريدها:

يُعَدُّ الحصول على التغذية الراجعة من الأقران أحد أكثر الأدوات المفيدة التي قد تُحسِّن أداءنا، وإنَّ التغذية الراجعة التي يُقدِّمها الأقران آنية، وتتطرق إلى المهارات المُكتسَبة المُستخدَمة في مواقف حقيقية، ومُقدِّموها هم المستفيدون النهائيون، ولكنَّ الطريقة التي نتبعها في طلب هذه التغذية الراجعة لها تأثير كبير في مدى فائدة ما نسمعه؛ لذا تجنَّب طرح أسئلة مثل: "هل تعتقد أنَّ عرضي التقديمي كان جيداً؟" بل حدِّد ما تريد معرفته حقاً.

1. التأكُّد أنَّ أصدقاءك يشعرون بالراحة عند تقديم التغذية الراجعة:

إذا رفضوا تقديم التغذية الراجعة، فليس من الضروري أن يكون ذلك بسبب أنَّه ليس لديهم شيئاً جيداً يقولونه، فقد لا يشعر الجميع بالراحة عند تقديم التغذية الراجعة، أو قد لا يرغبون بإعطاء إجابات فارغة مثل: "رائع" أو "كان عرضاً جيداً"، وهناك بعض الطرائق لطلب التغذية الراجعة يمكِن أن تكون جيدةً:

  • "آمل حقاً تحسين مهارات العرض التقديمي الذي أُقدِّمه وأريد مساعدتك، فهل تمانع في إعطائي بعض التغذية الراجعة بعد تقديم العرض؟"
  • "هل يمكِن أن تُقدِّم لي التغذية الراجعة على عرضي التقديمي بعد الانتهاء؟ سيساعدني ذلك كثيراً في تحسين مهاراتي في المرات القادمة".
إقرأ أيضاً: كيف تقدم تغذية راجعة بناءة لتطوير مهارات الموظفين؟

2. تحديد النقطة التي ترغب في الحصول على التغذية الراجعة بشأنها:

عند طلب التغذية الراجعة، اشرح بإيجاز النقاط التي تريد التطرق إليها، ولماذا هي هامة بالنسبة إليك؛ فيمكِنك أن تقول مثلاً:

  • "ستساعدني كثيراً إذا كان بإمكانك الانتباه بشكل خاص إلى لغة جسدي في أثناء عرضي التقديمي".
  • "هل يمكِنك التركيز على طريقة انتقالي من نقطة إلى أخرى في أثناء حديثي؟"

وإذا كان الشخص الآخر يواجه صعوبةً في التفكير في شيء ليقوله، فاطرح عليه سؤالين أساسيين:

  • "ما هو أفضل شيء قدَّمتُه في العرض؟"
  • "هل هناك أمر يمكِنني تحسينه؟"
إقرأ أيضاً: لماذا تحتاج إلى طلب التغذية الراجعة؟ وكيف تستخدمها؟

3. عدم الخوف من التعمق أكثر:

على سبيل المثال: قيل لي إنَّني فقدتُ انتباه الجمهور في أثناء عرضي التقديمي، ولكن من خلال السؤال عن النقطة التي فقدتُ عندها اهتمامهم، وسبب شعورهم بأنَّ هذا قد حدث، وما إذا كان لديهم أي اقتراحات بشأن ما يمكِنني القيام به، تمكَّنتُ من التفكير في طرائق لمنع حدوث ذلك في العرض التقديمي التالي.

منذ أن اتبعتُ هذه الخطوات، حصلتُ على تغذية راجعة مفيدة أكثر بكثير وزاد الاحترام من كلا الجانبين، فلم يكن هناك سوى بضع مرات شعرتُ فيها بالذهول في شيء قاله أحدهم، لكن ما قاله كان صحيحاً، وفي النهاية، استفاد الجمهور في العروض التقديمية التي قدَّمتُها فيما بعد؛ لذا خذ نفساً عميقاً، وابتسِم، واطرح سؤالك: "هل يمكِنني أن أطلب منك التغذية الراجعة؟".

 

المصدر




مقالات مرتبطة