غَيِّر تَتَغَيَّر

من الممكن أن تحصل على أكثر ممَّا لديك إذا أصبحتَ أفضل ممَّا أنت عليه.

هذا هو التَّحدّي، وبطريقة أخرى يمكن القول: "ما لم تُغيِّر ما أنت فيه سوف تحصل على نفس النتيجة"، وإذا فعلتَ ما اعتدتَ على فِعْله؛ فلن تحصل إلَّا على ما اعتدتَ الحصول عليه.



يقول الكاتب زياد ريس مؤلف كتاب "تجربتي لحياة أفضل": من الهام أن نقرأ نواميس الحياة البسيطة ليكون ذلك لمصلحتنا؛ فتتجاوب الحياة مع الاستحقاق، وليس مع الحاجة، ولم تكن الحياة مُصمَّمة لتوفِّر لنا ما نحتاج، وإنما خُلِقَتْ الحياة لتُعطِينا ما نستحق.

طبعاً كلُّ شيءٍ بقَدَر من الله - سبحانه وتعالى - ولكنَّ الله - جل وعلا - خلَق مُسبّبات ونواميس للحياة، فإذا زرعتَ سوف تحصد، وإن لم تزرع لن تحصد، ولا يمكن أن تذهب إلى الأرض وتطلب منها الحصاد، وجوابها لك: "لا تعطني حاجتك، وإنَّما أعطني البذور".

الأرض تحتاج إلى بذور وزراعة وسَقْي ورعاية وإدارة وتطوير مستمر إلى أن تحصل على الحصاد، وكذلك تحتاج إلى الصبر؛ فإنْ زرعت اليوم فلن تحصد غداً، وإنَّما ثمة وقت لا بد من انتظاره حتى يحين موعد الحصاد.

أهمية التغير:

التَّغيُّر هو سلسلة متَّصلة؛ فإذا مشيتَ كل يوم ساعة؛ فسوف تؤثِّر الحركة في جسدك صحياً، ومن جهة أخرى تطلب الطعام والماء والراحة، وطلب التَّغَيُّر قد يُلْهِمك أن تقرأ الكتب، وإن قرأت سوف تلهمك القراءة تطوير بعض مهاراتك، وهكذا كل تخصُّص يُؤثِّر في الآخر، وكذلك النقص يُؤثِّر في بقية حياتك.

لكي تتغير إلى الأفضل عليك أن تعلم أين أنت، وإلى أين تريد أن تذهب، ولا تحاول أن تخدع نفسك حتى لو خدعت الآخرين، واسأل نفسك هل لديك الالتزام الكافي لكي تصل إلى ما تريد، واحذر ألَّا تَضع خطة لنفسك؛ لكي لا تقع في خطط الآخرين، والتي لا تتماشى مع ما ترغب فيه لنفسك.

اعلم أن الدَّخْل لا يبتعد كثيراً عن النُّمُو الشَّخصي باستثناء بعض الحالات التي يُحالفها الحظ في أمور مُتعَدِّدَة، ولكن ما لم تتطوَّر ستعود إلى ما أنت عليه، فقد قيل في القديم: "لو تمَّ جَمْع مال العالم كله، وتم تقسيمه على كل البشر بالتساوي؛ فسوف يعود لنفس الأشخاص".

النَّجاح شيء تجذبه وليس شيئاً تتعقبه؛ فالنَّاجح يبحث عن المكان الذي يجلس فيه، وعليه فإنَّه للوصول إلى النَّجاح عليك "العمل على تطوير نفسك"، ولذلك فإنَّ مِن أهم الأسئلة التي عليك أن تسألها لنفسك عندما تتقدَّم لوظيفة هو "ليس ما الذي سوف تحصل عليه، وإنَّما إلى أين سوف تصل، وما الذي سوف تصبح عليه".

أمثلة يومية لتتعلم كيف تطور نفسك:

السَّعادة الحقيقية لا تكمن فيما تحصل عليه، وإنَّما السَّعادة فيما تُصبح عليه؛ لذا فمن الهام أن تتعلَّم كيف يمكن أن تُطوِّر نفسك باستمرار، وإذا أردتَ أن تُنمِّي دخلك فوق المُعدَّل فعليك أن تُطَوِّر نفسك فوق المُعدَّل، ولكي يتحقَّق ذلك عليك بمراجعات كثيرة في كلِّ تفصيلة بحياتك.

شاهد بالفيديو: كيف تصنع التغيير في حياتك من خلال تغيير عاداتك؟

منها - على سبيل المثال وليس الحصر - بعض الأمثلة البسيطة الآتية:

  1. غَيِّر ساعة الاستيقاظ في الصباح.
  2. اهتمَّ بطريقة المُصافَحَة وتطويرها لإعطاء اهتمام أكبر للطرف الآخر.
  3. طَوِّر ابتسامتك تجاه الآخرين، واجعل اهتمامك بالآخرين فوق المُعدَّل الذي أنت عليه.
  4. طَوِّر حماستك للفوز ليكون فَوْق المُعدَّل الذي أنت عليه.
  5. استقبل النَّاس وأنت واقفٌ.
  6. اذهبْ مع ضيفك إلى آخر نقطة عند الوداع.
  7. لا تستثنِ أحداً من قوانين الاحترام.
  8. بادِرْ بِصِلة رَحِمك.
  9. أَعِد النظر بما تقرأ كل يوم.
  10. ضَعْ وِرْداً لك بذِكْر الله، ولو لخمس دقائق كل يوم.
إقرأ أيضاً: الثقة وأهميتها في العلاقات الإنسانية

كذلك هناك نواميس ربانيَّة فيما يخص العلاقة بين العبد وربِّه:

قال الله تعالى: ﴿وَمَن يَتَّقِ ٱللَّهَ يَجۡعَل لَّهُۥ مَخۡرَجٗاً وَيَرۡزُقۡهُ مِنۡ حَيۡثُ لَا يَحۡتَسِبُۚ وَمَن يَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِ فَهُوَ حَسۡبُهُۥٓ﴾ [سورة الطلاق:2-3]، وقال سبحانه: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوۡمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمۡۗ﴾[سورة الرعد:11]، ولذلك فَعلى الإنسان منَّا أن يعمل على تَغيير السلوكات غير المقبولة، وتصويب ما يخالف القِيَم الدينيَّة التي شرعها الله تعالى.

إقرأ أيضاً: أهمية الانضباط والالتزام لحياة ناجحة

كثير من حالات الإحباط تأتي من البحث عن وظيفة ومكانة مُتمَيِّزة، وبدَخْل عالٍ، دون أن تكون شخصاً مميزاً وغير عادي.

أخيراً من الدروس التي يخرج بها الإنسان ليكون أكثر غنًى وسعادة هو أن يعمل على تطوير ذاته باستمرار.




مقالات مرتبطة