عيد الاستقلال الأردني

تحتفل الدولة والشعب الأردني في الخامس والعشرين من أيار من كلِّ عامٍّ بمناسبةٍ عزيزةٍ على قلوبهم جميعاً، ألَا وهي مُناسبة ذكرى استقلال المملكة الأردنية الهاشمية، حيث يقف الأردنيون وقفة عزٍّ وافتخارٍ لتذكُّر هذا اليوم التاريخي بكلِّ ما يحمله من تاريخٍ مُشرِّفٍ وكفاحٍ من أبناء الأردن لإخراج العدو الغاصب من أرضهم، ونيل الحرية والاستقلال.



كلُّ ما تريد أن تعرفه عن عيد الاستقلال الأردني في مقالنا التالي.

1. الأردن تحت الحكم العثماني:

جنود في الجيش العربي خلال الثورة العربية

دخلت الأردن تحت الحكم العثماني في أعقاب هزيمة المماليك أمام العثمانيين عام 1516 في معركة مرج دابق، ودام الاحتلال العثماني للأردن أربعة قرونٍ متواصلةٍ ما بين (1918-1516)؛ عَانَى الأردن خلالها من الركود لتوجُّه اهتمام العثمانيين وقتها على حماية الطُرُق التي تسلكها قوافل الحجَّاج في طريقها إلى مكَّة والمدينة من اعتداء القبائل التي تعيش في الصحراء، وتزويد تلك القوافل بالطعام والماء.

وعانت الدولة العثمانية خلال القرن التاسع عشر من التدهور والانحطاط السريع في مُختَلَف الجوانب الاقتصادية والزراعية والصناعية والتعليمية، ما أدَّى إلى تفجُّر عددٍ من الثورات، فاندلعت عام 1850 انتفاضة حلب، وانتفاضة حوران عام 1852، وكسروان عام 1854. وقد عانى الأردن من إهمالٍ في تطوير البُنَى التحتية بشكلٍ عامٍّ في العهد العثماني، ولعلَّ أهمَّ الأعمال والمشاريع الإنشائية في ذلك الزمن مشروع إنشاء خط سكَّةِ حديد الحجاز، الذي يصل دمشق بالمدينة المنوَّرة، والتي تعرَّضت إلى هجماتٍ عديدةٍ وُجِّهَت إليها خلال الثورة العربية الكُبرى.

حيث جرى الاتفاق بين العرب والبريطانيين من خلال ما عُرِفَ (بمراسلات حسين مكماهون)، التي جرت بين الشريف حسين والسير هنري مكماهون للقيام بالثورة بتمويلٍ بريطاني، والقضاء على الحكُم العثماني.  وقد انتهت الثورة بعقد هُدنةِ مودروس في 30 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1918، مُتضمِّنةً استسلام جميع القوَّات العثمانية، وقُبول الدولة العثمانية تخلِّيها عن بلاد الشام والعراق والحجاز وتُهامة وعسير واليمن نهائيَّاً.

إقرأ أيضاً: اليوم الوطني السعودي وتاريخ الاحتفال به

2. الانتداب البريطاني على الأردن:

الأمير عبد الله الأول بن حسين

عَقِبَ القضاء على الدولة العثمانية، نقضت بريطانيا عهودها مع الشريف الحسين بإبرامها اتفاقية (سايكس بيكو) مع فرنسا، والتي نصَّت على تقسيم منطقة بلاد الشام إلى خمس دولٍ تحت حُكم الاحتلال البريطاني والفرنسي. وقد أصدرت بريطانيا في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 1917 وعد بلفور المشؤوم، والتي منحت بموجبه وطناً قوميَّاً لليهود غرب نهر الأردن.

أمَّا بالنسبة إلى المنطقة الواقعة شرق نهر الأردن، والتي سُمِّيت شرق الأردن، فقد عُيِّن الأمير عبد الله حاكماً عليها في عام 1921، حيث اقترح عليه وزير المُستعمرات البريطاني (ونستون تشرشل) أن يستقرَّ في شرقي الأردن، وأن تعترف به بريطانيا أميراً على تلك المنطقة كإمارةٍ مُستقلةٍ واقعةٍ تحت الانتداب البريطاني، على أن تُستثنى هذه الإمارة من إقامة وطنٍ قوميٍّ لليهود فيها، والاكتفاء فقط بفلسطين؛ وقد ظلَّت البلاد تحت الإشراف البريطاني حتَّى عام 1946.

إقرأ أيضاً: العيد الوطني الجزائري

3. استقلال الأردن:

توقيع اتفاق استقلال الأردن

عند تأسيس إمارة شرق الأردن في عام 1921، وضع الأمير عبدالله بن الحسين نُصبَ عينيه هدف الحصول على الاستقلال. وتشكَّلت أوَّل حكومةٍ برئاسة رشيد طليع في عام 1921، ووُضِعَ أوَّل قانونٍ أساسيٍّ يحكم البلاد في عام 1928، تلاه في عام 1929 افتتاح أوَّل مجلس تشريعي؛ وقد ناضل الأردنيون الأحرار بقيادة الأمير عبد الله للحصول على حُرِّيّة الإمارة واستقلالها عن الحكم البريطاني، إلى أن تحقَّق لهم الحلم الوطني الكبير.

وقد عَقَدَ الأمير عبد الله مجموعةً من المُعاهدات مع الحكومة البريطانية، كان آخرها في 22 آذار 1946، وعُرِفَت باسم المعاهدة الإنجليزية الشرق أردنية، ونالت بموجبها شرق الأردن الاستقلال الكامل، وأصبحت تُعرَف باسم "المملكة الأردنية الهاشمية" في 25 مايو /أيار 1946، وبات الأمير عبد الله يُعرَف بملك الأردن.

وثيقة إعلان الاستقلال

وقد اتَّخذ المجلس التشريعي بالإجماع قرارَ الاستقلال في 25 أيار 1946، ومن ثمَّ رُفِع هذا القرار إلى الأمير الذي وشَّحه بعبارة: "مُتَّكِلاً على الله تعالى أوافق على هذا القرار، شاكراً لشعبي، واثقاً بحكومتي"، وجرت مراسم توقيع قرار الاستقلال والبيعة في قصر رغدان العامر، كما ألقى الملك عبدالله بن الحسين كلمةً خلال حضور أعضاء المجلس التشريعي وممثِّلي الدُوَل وزُعماء البلاد ووفود البلاد العربية، وأُقيم استعراضٌ حافلٌ للجيش العربي الأردني، شهده الآلاف من أبناء الأردن والأقطار العربية المجاورة، وتقرَّر عدُّ يوم 25 أيار عيداً للاستقلال. وقد انضمَّ الأردن إلى الأمم المتحدة في عام 1955.

إقرأ أيضاً: الرموز الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة

4. مظاهر الاحتفال بعيد الاستقلال الأردني:

مظاهر الاحتفال بعيد الاستقلال

يُعدُّ عيد الاستقلال الأردني يوم عطلةٍ رسميةٍ في الأردن، الذي يُصادِف يوم 25 أيار من كلِّ عام، ويتضمَّن الاحتفال بعيد الاستقلال العديد من الفعاليات، من استعراضاتٍ عسكريةٍ وإطلاقٍ للألعاب النارية وعددٍ من المُبادرات الثقافية. وقد شهد الاحتفال بعيد الاستقلال الرابع والسبعين، إطلاق مُبادرة "علمنا عالٍ"، وذلك برفع العلم الأردني على المنازل والمباني والمنشآت والأسواق التجارية في كلِّ أرجاء المملكة، احتفاءً بهذه المُناسبة الغالية على قلوب الأردنيين.

المصادر: 1، 2، 3، 4، 5، 6




مقالات مرتبطة