عقولنا رباعية الأبعاد!

اطّلعت على مبادرة معملية ضخمة بعنوان «الدماغ الأزرق» يقوم بها المعهد السويسري لأبحاث الدماغ منذ عام 2005 بقيادة البروفيسور Henry Markam وفريقه المكون من 35 باحثاً في علوم الأعصاب والرياضيات والحاسب الآلي. ويهدف المشروع للوصول إلى رسم خارطة هندسية كاملة للدماغ من أجل تطوير نظام كمبيوتر يستطيع محاكاة العقل البشري، وسيكون هذا العقل الرقمي قادراً على التفكير والتذكر واتخاذ القرارات!



يقول Markam أنّ الأمر استغرق منه 15 سنة و15000 تجربة لاستنباط المخطط العصبي الكهربائي التفصيلي لكيفية عمل خلايا العمود القشري، فالبرنامج الحاسوبي العملاق الذي يتم تطويره، يستطيع منذ الآن محاكاة سلوك العمود القشري، والذي يمثل وحدة البناء الرئيسة للقشرة الدماغية الجديدة. ويقول أيضاً إن العمود القشري هو الجزء الأكثر تعقيداً في المخ وإذا حلت هذه المشكلة، فإن إنجاز البقية تحصيل حاصل.

وبعيداً عن التشكيك أو التفاؤل في تحقيق هدف هذا المشروع شدني أنّ الفريق البحثي وأثناء هذه الرحلة البحثية الطويلة يعترف باندهاشه المستمر لعظمة وتعقيد العقل البشري. ومن بين هذه الاندهاشات اكتشافهم أن العقل ليس له بعد أو اثنان أو ثلاثي الأبعاد، بل للعقل البشري 11 بعداً! حيث أنّ الدماغ مليء بهياكل هندسية متعددة الأبعاد! ولكن تظل هناك 4 أبعاد معقدة جداً سيجد العلماء صعوبة بالغة في محاكاتها من وجهة نظري الشخصية، وهي:

1. بُعد الفكر:

من السمات الرئيسة لنا نحن البشر، والتي تميزنا عن باقي المخلوقات هي القدرة على فهم الأشياء واستخدامها لصالحنا وإنشاء حضارة حديثة بناءً عليها، وابتكار موارد جديدة بناءً على الموارد المتاحة، ولدينا قدرة على التعلم البنائي المبني على المحاولة والخطأ أو من خلال الاستنتاج والاستقراء والتنبؤ والتفكير فيما وراء المعرفة.

إقرأ أيضاً: برمجة العقل البشري..

2. بُعد الهوية:

هذا هو البعد الثاني للعقل، والهوية هي نفسها متعددة الأبعاد وليست طبقة واحدة، فعلى سبيل المثال قد تكون ابناً وأباً ومعلماً وعدداً من الهويات الأخرى في الوقت نفسه، وتتبدل بناء على الظرف الزماني والمكاني، ولدينا المرونة اللازمة للانتقال بين هذه الهويات بسهولة وبإتقان.

شاهد بالفيديو: 10 حقائق قد لاتعرفها عن العقل البشري

3. بُعد الذاكرة:

تشكل الذاكرة جزءاً كبيراً من هويتنا، فمنذ طفولتنا ننشئ ونخزن ذكريات تتعلق بالعلاقات مع أشخاص مختلفين ومهارات ومعرفة ومجموعة من الأشياء الأخرى، والفكر والهوية يعتمدان على الذاكرة، لذا إذا فقدنا ذاكرتنا فسنفقد إحساسنا بهويتنا التي تعتبر بصمة تميزنا عن الآخرين.

4. بُعد الوعي:

يبقى الوعي أحد أهم التحديات التي تميزنا ككائنات ذكية، لأنه يعمل كغراء يثبت كل شيء في مكانه! وهذا الوعي يكون بشكل شعوري ولا شعوري، ومن خلاله تتشكل شخصياتنا وأحكامنا وقراراتنا بطريقة ديناميكية إرادية ولا إرادية، معتبراً جميع العوامل بعقلية نمو غير ثابتة.

 

المصدر: صحيفة مكة.




مقالات مرتبطة