عادتان بسيطتان لتحقيق أهم أهدافك لهذا العام

لا بدَّ أنَّ لديك هدفاً محدداً في مقدِّمة أولوياتك من بين الأهداف التي حدَّدتها لهذا العام، الهدف الذي تعلم أنَّه أكثر هدفٍ يُحتمَل أن يغيِّر حياتك، دعنا نسمِّيه هدفك الأكثر أهمية لهذا العام، ولكن على الرَّغم من حماستك وعملك الجاد، من المرجَّح أنَّك تواجه صعوبةً في الحفاظ على استمراريتك في العمل، وهذه مشكلةٌ يعاني منها معظم الناس؛ إذ تعمل بحماسة ووتيرة ثابتة لأسبوع كامل، وتُنجز كل ما تحتاج إلى العمل عليه كل يوم بتركيز وطاقة كبيرين، ثمَّ تفقد في الأسبوع الذي يليه بعضاً من اندفاعك، فتبدأ بالمماطلة ولا تنجز الكثير، وما يزيد الأمر صعوبة هو أنَّه بعد مضي أسبوعٍ من الكسل، يستغرق الأمر أسبوعاً آخر لعودة إنتاجيتك إلى المستوى المطلوب؛ أي إنَّك تفقد أسبوعين كان يمكن أن تقترب فيهما من تحقيق هدفك، وقد يكون ذلك أمراً محبطاً.



لذا إليك الطريق لتحقيق هدفك الأكثر أهمية لهذا العام باستخدام عادتين بسيطتين فقط:

1. تحديد مهمَّة يومية سهلة:

لكي تحافظ على استمراريتك، وتعمل على تحقيق هدفك يومياً أيَّاً كان مستوى حماستك عليك البحث عن مهمة تتضمَّن النقاط الآتية:

  • يمكن إكمالها في خمس إلى عشر دقائق، ولكنَّها تقرِّبُك بطريقة فعَّالة من تحقيق هدفك.
  • مهمة سهلة، لا تتطلَّب جهداً كبيراً، ويمكن إكمالها في أي وقت وأي مكان.
  • تزيد معرفتك بما يعزِّز قوة نهجك نحو تحقيق هدفك

لتحديد مهمَّةٍ مثل هذه اقرأ كتاباً يتعلَّق بهدفك من على هاتفك في كل مرة تذهب فيها إلى المرحاض، أعلم أنَّ ذلك قد يبدو غريباً بعض الشيء، لكن لنكن صادقين، أنت تُدمن استخدام هاتفك في الحمام؛ لذا هذه طريقة مثالية لضرب عصفورين بحجر واحد، وبالنتيجة تكون قد قرأت لمدة عشرة دقائق إضافية كلَّ يومٍ.

إذا كنت تقرأ لمدة عشر دقائق في اليوم، فإنَّك بذلك تقرأ لمدة 3650 دقيقة إضافية في السنة؛ أي قُرابة 61 ساعة من القراءة في هذا العام، وعلى فرض أنَّ قراءة كتابٍ كاملٍ تستغرق ستَّ ساعاتٍ، فستتمكَّن من قراءة 10 كتبٍ هذا العام.

لنفترض أنَّ هدفك هو تحسين لياقتك؛ ستعلمك قراءة 10 كتب عن اللياقة البدنية أشياء لا تُقدَّر بثمن عن كيفية تحقيق ذلك، وتضمن أن تبقى مُركَّزاً على هدفك دوماً، ونتيجة لذلك، ستتعلم بطريقة أسرع، وتولِّدُ اندفاعاً لا حدود له.

لكن لنكن واضحين: لن تتحسَّن لياقتك، أو تنجز أي هدفٍ كان بمجرد القراءة، فتحديد مهمة يومية سهلة هو مجرد عادة أساسية؛ لذا تحتاج العادة التالية إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق هدفك الأكثر أهمية لهذا العام.

شاهد بالفيديو: 6 نصائح لتحفيز قدرتك على تحقيق أهدافك

2. التخطيط في المساء ليوم غد:

عليك أن تبدأ باتخاذ الإجراءات اللازمة لتحقيق هدفك، ليس فقط مرةً أو اثنتين، وإنَّما باستمرار كلَّ يومٍ تقريباً، ثمَّة كثير من نصائح المساعدة الذاتية التي تحاول مساعدتك على البدء بالعمل، مثل ممارسة طقوس الصباح، ووضع قوائم مهام، والاستيقاظ أبكر بثلاث ساعات للعمل وما إلى ذلك، فإن كانت أي من هذه العادات تنفعك، فاستمر بذلك، وحافظ دوماً على العادات التي تناسبك، ما عليك سوى تطبيق العادة الأولى إلى جانب البدء بالعمل وستكون على ما يرام.

لكن يجد كثيرون أنَّ معظم نصائح المساعدة الذاتية عن تخطيط وقت عملك صارمةٌ جداً؛ إذ إنَّ مشاغل الحياة تَحول دون ذلك، فقد يقوم أحدٌ بزيارة عفويةٍ لاحتساء فنجان من القهوة ويقاطع خطة عملك المثالية، فيجب أن تأخذ استراتيجية عملك مثل هذه المقاطعات في الحسبان.

العمل دون وضع أي نوع من الخطة ليس حلَّاً؛ لذلك لاتخاذ إجراءات يومية نحو هدفك، تحتاج إلى التوازن الصحيح بين المرونة والثبات، وهذا ما ستجده في العادة الثانية.

إقرأ أيضاً: 5 أمور هامَّة ترشدك للوصول إلى هدفك

كيف تخطط في المساء ليوم غد؟

  • حدِّد المهمة الأكثر فاعلية في إحراز تقدُّم نحو تحقيق هدفك.
  • دوِّن كل ليلة قبل النوم جميع المهام التي عليك إكمالها غداً، يتضمَّن ذلك مهمتك الأكثر فاعلية، إضافة إلى مهام أخرى، مثل شراء البقالة، أو العمل، أو زيارة الأصدقاء.
  • دِّد موعداً لبداية ونهاية كل مهمةٍ.
  • أعد ترتيب جدول الغد الزمني قدر ما تحتاج حتى تشعر أنَّه مريح وقابلٌ للتنفيذ.
  • تابع خطتك في اليوم التالي، وإذا لزم الأمر أجبر نفسك على الالتزام بها.

ضع كل مساء نشاطاً محدداً ليوم غد يساعدك على تحقيق هدفك الأكثر أهمية لهذا العام، إذا كان هدفك اللياقة البدنية، فقد يكون النشاط هو ممارسة التمرينات الرياضية، وإذا كان هدفك التدوين، فقد يكون النشاط هو الكتابة، وإذا كان هدفك الحصول على درجات أفضل في الجامعة، فقد يكون النشاط هو الدراسة.

يجب أن تكون واقعياً ومرناً في تحديد ذلك، وإن كانت لديك أولويات أخرى تشغل يوم غد، فاعمل عليها، لكن مع تخصيص 15 دقيقة للقيام بشيء يدفعك نحو هدفك، وفي أيام العطلة خصِّص ما يقارب الساعتين.

توجد عدة استراتيجيات للإنتاجية، لكنَّ كثيراً من الناس يجدون التخطيط لليوم التالي هو الاستراتيجية الأكثر فاعلية؛ إذ توفِّر التوازن الصحيح بين المرونة والثبات الذي يضمن العمل على الهدف كل يوم.

دعونا نلخِّص العملية برمَّتها:

  1. اختيار هدفك الأكثر أهمية لهذا العام.
  2. اختيار كتاب عن موضوع ذي صلة، واقرأه كلما ذهبت إلى الحمام.
  3. التخطيط ليوم غد في الليلة السابقة، وتخصيص وقتٍ لمهمةٍ تساعدك على تحقيق هدفك مع مرور الوقت.
إقرأ أيضاً: كيف تحدد الأهداف بفاعلية وتستمر في التطور؟

في الختام:

إذا طبَّقت هذه الخطوات البسيطة، فإنَّ العادة الأولى ستزيد اندفاعك، وتسرِّع عملية تعلُّمك، وستضمن العادة الثانية أنَّك تعمل نحو هدفك كل يوم، وستصبح المماطلة أمراً منسياً، ولن تقلق حين تعترض مشاغل الحياة طريقك، وإنَّما سيكون لديك نظام للتعامل معها وتحقيق تقدُّم ثابتٍ أسبوعاً بعد أسبوع.




مقالات مرتبطة