عائد الاستثمار من تحسين مشاركة الموظفين

لقد قضى معظم القادة ساعات لا تُعَدُّ على أمل عودة الأعمال للمستويات الهامة التي كانت سائدة قبل حالة الركود. لقد انتظروا أمراً ما لإنقاذهم من التحديات غير المنتهية التي يواجهونها يومياً، وتساءلوا عن التقدم الكبير القادم الذي سيُخرِج الاقتصاد من حالة الركود ويعيد مؤسساتهم لحالة الازدهار.



لكنَّ بعض القادة كانوا يعرفون أنَّ هذا التقدم سيأتي من شخص ما، وليس من أمر ما، فقد استغل هؤلاء القادة موارد موظفيهم، وشجعوهم على المساعدة في التغلب على التحديات وعدم اليقين الاقتصادي.

وقد نجحت منظماتهم في التغلب على العقبات بصورة أفضل؛ لأنَّها فكرت جيداً في الأيام القادمة، فقد عرفوا أنَّ الحل لتحقيق المزيد من الابتكار وتوفير التكاليف وزيادة الأرباح والنمو المؤسسي والحصول على عملاء أكثر رضى وولاءً كان بين أيديهم.

إقرأ أيضاً: 4 استراتيجيات لتعزيز مشاركة الموظفين

المشاركة أمر هام جداً لنجاح الشركات:

تدعم مجموعة كبرى من الأبحاث أجرتها مؤسسة "غالوب" (Gallup Organization) هذه الفكرة، وتستمر في تأكيد أنَّ فكرة إشراك الموظفين أو العملاء يسبب زيادة الأرباح بنسبة تصل إلى ضعفين ونصف ممَّا لو لم تستثمر في المشاركة. إذا حسَّنت مستويات المشاركة لدى العملاء والموظفين، فيمكنك مضاعفة هذه المكاسب مرةً أخرى.

كشفت شركة "ويليس تاورز واتسون" (Willis Towers Watson) عن نتائج مشابهة؛ إذ تتمتع الشركات التي يعمل بها موظفون مشاركون بزيادة تبلغ 19% في إيرادات التشغيل، ومن دون المشاركة تنخفض الإيرادات التشغيلية بنسبة 30%.

يمثل هذا الأمر اختلافاً بنسبة 50% تقريباً؛ وقد يعني هذا الفرق ما إذا كنَّا قادرين على النجاة من حالة الركود القادمة أم لا. كما لاحظوا أنَّ تحسناً بنسبة 15% في مستويات المشاركة أدى إلى تحسُّن بنسبة 2% في هامش التشغيل، وهي ميزة لا يستطيع سوى القليل من القادة تحمُّل تجاهلها.

ما تحتاج الشركة إلى القيام به لتحقيق النجاح هو تحفيز الأشخاص المشاركين في مؤسستك مثل العملاء والموردين والموظفين. يمكن لكل مجموعة من هذه المجموعات المساهمة في تحقيق نجاح عملك أو التقليل منه، ولا مفر من حقيقة أنَّ مستقبل مؤسستك يعتمد على مدى مشاركتهم في تحقيق أهداف شركتك.

يمكن أن تؤدي زيادة مستويات التزام الموظفين إلى تحسُّن بنسبة 57% في جهودهم التقديرية، التي يمكن أن تؤدي بعد ذلك إلى تحسُّن بنسبة 20% في الأداء العام، وفقاً لـ "مجلس قيادة الشركات" (Corporate Leadership Council).

شاهد بالفيديو: 5 طرق لبثّ روح الإبداع لدى الموظفين

قوة القوى العاملة المشاركة:                   

تُعَدُّ قوة القوى العاملة المشاركة فعَّالة جداً لدرجة أنَّ دراسة أجرتها شركة "كوانتوم وورك بليس" (Quantum Workplace) اكتشفت وجود علاقة هامة بين مستويات مشاركة الموظف والمؤشرات الاقتصادية مثل معدلات البطالة، ومؤشر داو جونز الصناعي (Dow)، ومشاعر المستهلك، وحتى أسعار الوقود.

إذا كنت غير مقتنع بعد بفوائد الاستثمار في مشاركة الموظفين، ففكر فيما يأتي:

  • تذكُر مؤسسة "غالوب" (Gallup) أنَّ العملاء يتأثرون بتجربتهم مع الموظفين ثلاث إلى ست مرات أكثر من تأثرهم بمبادراتك التسويقية الأخرى.
  • يحدد 27% من المستهلكين التزام شركتك بالمسؤولية الاجتماعية للشركات اعتماداً على معاملتك للموظفين، ويتخذ 76% قرارات الشراء بناءً على معاملة موظفيك، بحسب "الرابطة الوطنية للمستهلكين" (National Consumers League).
  • وجدت شركة "ويليس تاورز واتسون" (Willis Towers Watson) أنَّ ممارسات رأس المال البشري الجيدة تمثل باستمرار مؤشراً رئيساً للأداء المالي للشركات.

سيساعدك اتخاذ الإجراءات اللازمة الآن لإشراك موظفيك بصورة كاملة على تنشيط مؤسستك والتعافي بسرعة أكبر من حالة الركود القادمة الحتمية.

إنَّ موظفيك هم سلاحك، وهم في انتظارك لتقودهم إلى أعلى المستويات لتحقيق نجاح الشركة.

المصدر.




مقالات مرتبطة