طريقة تعليم الطفل قراءة اللغة الإنكليزية في المنزل

لقد أجبرنا انتشار جائحة كورونا على القيام بالعديد من الأمور، مثل ممارسة التمرينات الرياضية، وصنع الحلويات وغيرها الكثير مما لم نعتد القيام به في المنزل، أما بالنسبة إلى أولياء الأمور الذين لديهم أطفال صغار؛ فهناك تحدٍ فريد من نوعه، وهو تعليم الأطفال طريقة القراءة في المنزل بدلاً من تعلمها كلياً في المدرسة.



لذا سيكون هذا المقال موجزاً ويسلط الضوء على مهارة محددة بشكل خاص؛ وهي قدرة الأطفال على القراءة في المنزل عموماً، والإنكليزية خصوصاً؛ ولحسن الحظ، فإنَّ أهم المهارات الأكاديمية ليست مخيفة جداً إذا كنت تعرف طريقة التعامل مع العملية، وما الذي تبحث عنه بينما يبني طفلك الصغير مهارة في هذا المجال.

الصوتيات والوعي الصوتي وإدراك الأصوات الكلامية:

قبل الخوض في طريقة تعليم أطفالك القراءة، دعنا أولاً نناقش بعض المصطلحات السريعة، هل سمعت مسبقاً عن مصطلحات، مثل الصوتيات (phonics)، والوعي الصوتي (phonemic awareness)، وإدراك الأصوات الكلامية (phonological awareness)؟

غالباً، لم تسمع عنها ما لم تكن مُعلماً في مدرسة ابتدائية؛ فمن الصعب شرح هذه المصطلحات ولكنَّها ضرورية لنجاحك في تعليم طفلك القراءة في المنزل.

لنبدأ بشرح كل من هذه المصطلحات على حدة:

  • الصوتيات: هي ببساطة فهم أنَّ كل حرف له صوت موافق، على سبيل المثال، أنت تعرف بالتأكيد أنَّ كلمة "tee" تبدو مثل الحرف "T"، أليس كذلك؟ هذه هي طريقة الصوتيات.
  • الوعي الصوتي: حيث نستخدم الفهم المكتسب من خلال الصوتيات ونزيد من مستوى التعليم قليلاً؛ حيث نشرح كيف يمكننا تمييز أنَّ لفظ حرف /c/ في بداية كلمة "cat" يختلف عن /at/ الذي يتبع هذا الصوت، (ولتلطيف الأمر، يوجد 43 صوتاً فردياً في اللغة الإنكليزية، لكن لن تختبر طفلك الصغير بذلك بالتأكيد).
  • إدراك الأصوات الكلامية: يشبه هذا الوعي الصوتي؛ ولكنَّه ذو مستوى أعلى قليلاً، ففي المثال السابق، سلطنا الضوء على فهم لفظ حرف /c/ في كلمة "cat" الذي يبدو مثل حرف "K"، أليس كذلك؟ حسناً، هنا تظهر قدرة الفرد على معالجة وحدات الصوت المختلفة في كلمة واحدة؛ لذا فإنَّ وضع المقطع /ack/ مع الحرف /p/ في البداية يجعل صوت الكلمة مختلفاً عمَّا لو وضعنا الحرف /b/ قبل المقطع /ack/.

من المحتمل أن يحتاج طفلك الصغير إلى بعض الدعم لإتقان هذه المهارات عندما يبدأ رحلة القراءة؛ لذلك دعنا نلقي نظرة على طريقة تمكنك من معرفة وضع طفلك وماذا تفعل إذا احتاج إلى دعم في الصوتيات أو الوعي الصوتي أو إدراك الأصوات الكلامية.

شاهد بالفيديو: 10 طرق لعلاج صعوبات التعلّم عند الطفل

هل يفهم طفلك الصوتيات الأساسية؟

هل ينظر الطفل إلى حرف "D" ويقول إنَّه "C"، أم يبدأ في نطق كلمة "kart" ويقول "start"؟ إذا كان الأمر كذلك، فمن المحتمل أنَّ لديه مشكلة تتعلق بالأحرف الأبجدية أو الصوتيات، وقد لا يتمكن أيضاً من كتابة الحرف الصحيح عند إعطائه صوتاً أو العكس؛ كأن تقول له "K"، ويكتب "F".

ماذا يمكنك أن تفعل لمساعدة طفلك على بناء قدرته على تعلم الصوتيات؟

إذا كان لديك لعبة لوحية تحتوي على أحرف، فابدأ في بناء الكلمات، وتحدَّث مع طفلك عن أصوات الحروف في أثناء قيامك بتشكيل كلمات جديدة وممتعة، ولا تخف من ابتكار كلمات جديدة أيضاً.

غالباً ما تُستَخدم الكلمات غير المنطقية لمساعدة الطلاب على فهم القواعد الأساسية للصوتيات؛ على سبيل المثال، ليست كلمة "frub" ذات معنى، ولكن إذا استطاع الطالب قولها وتقسيمها إلى مقاطع لفظية؛ فإنَّه سينجح في تعلم الصوتيات.

الفروق البسيطة بين الوعي الصوتي وإدراك الأصوات الكلامية:

ما لم تكن والداً ومعلماً في المدرسة الابتدائية في الوقت نفسه، يمكن ببساطة أن تخلط بين هذين الأمرين باستمرار؛ لذا سنقدم الدعم لكليهما في هذا المقال؛ وذلك لأنَّ الاختلاف بينهما لا يهم عند تعلم القراءة في المنزل.

قد تتذكر كطالب اعتماداً على عمرك أو مدى جودة ذاكرتك تقسيم المقاطع اللفظية للكلمات بصوت عالٍ في المدرسة؛ هذا ما يسمى بعملية تقسيم الكلمات إلى مقاطع لفظية، والتي تختلف من كلمة إلى أخرى.

من أولى المؤشرات التي تشير إلى أنَّ الطلاب بحاجة إلى الدعم في محو الأمية المبكرة هو عدم قدرتهم على تهجئة المقاطع اللفظية، ولهذا السبب، إذا كان طفلك يواجه صعوبة في هذا الأمر؛ فهو لا يفهم حقاً الأصوات داخل الكلمة؛ حيث تعد هذه الأصوات التي تسمى الصوتيات أساس اللغة الإنكليزية.

قد تفكر الآن، كيف يمكنك مساعدة طفلك في ذلك؟

سنقدم إليك فيما يلي استراتيجيتين يمكنك استخدامهما عندما تقوم بتعليم أطفالك القراءة، أو التدخل دون مقاطعته في أثناء القراءة، ولكن في الوقت الحالي، دعنا نناقش طريقة سريعة ومفيدة لدعم القارئ عندما يحاول فعلاً تعلم مهارة القراءة والوصول إلى كلمة لا يستطيع تقسيمها لفظياً.

أولاً، دع الأطفال يعانون في النطق ولكن لا تكن قاسياً جداً؛ بل شجِّعهم وأجبرهم على التفكير بعناية، ومهما فعلت لا تساعدهم خلال هذا الوقت؛ فإذا لم تكن معهم وواجهوا كلمة كبيرة أو صعبة لم يصادفوها من قبل، فسوف ينظرون ببساطة إلى الكلمة ويستسلمون ويطلبون مساعدة شخصٍ كبيرٍ في الغرفة؛ فلا تفعل ذلك، وبدلاً من ذلك أشر إلى الكلمة واسألهم عن الجزء الذي يعتقدون أنَّهم يعرفونه بالفعل.

لنأخذ على سبيل المثال كلمة: (memorize)، تتكون الكلمة من المقطع "me" ثم "mo"، ونلاحظ بأنَّ الكلمة التي تنتهي بالحرف "e" تؤثر على لفظ الحرف المتحرك قبل الحرف الساكن (في هذه الحالة، الحرف "i" قبل الحرف "z"، بحيث يكون المقطع "i-z-e" ويلفظ الحرف "i" مثل كلمة "Eye" أي يصبح المقطع اللفظي "EYE-z-e").

حسناً، من المحتمل أن يعرف طفلك الآن طريقة تهجئة كلمة (memorize) فوراً، ولكن مع بعض الدعم سينجز ذلك في وقت أقصر.

لذلك، بالنسبة إلى المصطلحات؛ يعني الوعي الصوتي فهم أبسط أصوات اللغة، ويعني إدراك الأصوات الكلامية التلاعب بأبسط أصوات اللغة، فلا يوجد فرق كبير، ولا حاجة للتمييز بينهما.

إذا كان طفلك يعاني من مشكلات في تقسيم المقاطع اللفظية، فقم بالنشاط الرائع المذكور أعلاه مع استخدام جميع أنواع الكلمات الممتعة الموجودة في المنزل وفي القراءة، ويمكنك القيام بما يلي:

  • أنشطة تجزئة ودمج الكلمات: خذ وقتك لتفكيك الكلمات (التجزئة) ووضع الكلمات معاً (الدمج) من وجهة نظر سليمة؛ فهذا الأمر ممتع، وسيُحبُّ أطفالك ذلك.
  • اختر بعض الكلمات واحذف منها بعض المقاطع والأحرف: مثلاً، كيف تصبح كلمة "fun" بدون حرف "f"؟

يساعد هذا الأمر في التعرف على أصوات معينة وكيف تتلاءم مع سياق الكلمات الكبيرة. (بالنسبة إلى الأشخاص المتفوقين، فهذه هي مهارة الوعي الصوتي).

إقرأ أيضاً: 8 قواعد أساسية لتعلّم اللغة الإنكليزية

بعض الملاحظات على الكلمات البصرية:

لسوء الحظ، اللغة الإنكليزية معقدة للغاية؛ فبعض الكلمات مثل "the"، لا تتناسب مع الفهم الصوتي البسيط، والأطفال في هذه المرحلة بحاجة إلى التعليم؛ لذلك ابحث عن قوائم كلمات بصرية مختلفة تتناسب مع عمر طفلك.

سنقدم إليك طريقة لتحديد فيما إذا كان طفلك بحاجةٍ إلى دعم في الكلمات البصرية وما هي الكلمات التي يحتاج إلى المساعدة فيها بالضبط حسب عمره:

  1. تذكر أنَّه يمكن البحث عن الكلمات البصرية بحسب العمر أو المستوى الدراسي؛ لذلك، ابدأ بالبحث (أو اسأل مدرس طفلك، إذا كان ذلك ممكناً) عبر الإنترنت للعثور على قائمة كلمات تناسب عمره.
  2. اختبره من بداية القائمة، ولا تختر كلمات من القائمة عشوائياً؛ وإنَّما ابدأ من الأعلى، وانتقل للكلمة التي تليها مباشرة.
  3. إذا كان طفلك يتقن بعض الكلمات من خلال القائمة الخاصة بمستوى صفه الدراسي، فانتقل إلى مستوى أعلى من مستواه، على سبيل المثال، إذا كان طفلك في الصف الثاني، فابدأ بقائمة كلمات للصف الثالث، وإذا تعلم كل هذه الكلمات تعلماً صحيحاً، فابحث عن قائمة كلمات للصف الرابع وهكذا.
  4. عندما يُخطئ طفلك في كلمتين أو ثلاث كلمات من قائمة الكلمات البصرية، فهذه هي القائمة التي سيحتاج إلى التدرب عليها؛ وبالتالي هي القائمة التي ستحتاج إلى تدريسها بفاعلية.

على الرغم من كونها طريقة محبطة، لأنَّها لا تتبع نهجاً حقيقياً قابلاً للتعليم؛ فإنَّ الكلمات البصرية هي المفتاح لقراءة نص معقد، وهذا يستحق وقتك.

المتعة المرتبطة بالحديث بطلاقة واختيار الكتاب:

أنت الآن مدرب محو الأمية لطفلك، وقد يكون من الصعب تعليم أطفالك القراءة، لكنَّه أمر طبيعي؛ لذلك بمجرد أن يصبح لدى طفلك إلمام جيد بالصوتيات، ابدأ في الاستمتاع باختيار النصوص وتحقَّق من تحدثه بطلاقة باستمرار؛ فالطلاقة هي ببساطة عدد الكلمات التي يمكن لطفلك قراءتها قراءة صحيحة في دقيقة واحدة (مطروحاً منها الأخطاء التي ارتُكِبَت من مجموع الكلمات المقروءة).

تقيس الطلاقة في قراءة الجمل مدى حيوية قراءة الطالب (حيث تسمى إيقاع أو لحن الكلمة) وفيما إذا كان يتوقف لفترات عندما يصل إلى الفواصل، فتعلُّم التحدث بطلاقة يساعد في كل ذلك.

وأخيراً، عليك باختيار الكتب؛ اسأل أطفالك عمَّا يحبون، وابحث عن الكتب التي تساعدهم على فهم المزيد حول هذه الموضوعات، واحصل على مجموعة من الكتب التي تتحدث عن موضوعات مختلفة ومن مصادر مختلفة.

تُعد خطوات القراءة ممتعة وذات أهمية كبيرة؛ لذا استمتع بالأمور البسيطة، وكن سعيداً بمجيء طفلك إليك ليلاً قائلاً: "هل يمكنني أن أقرأ لك الليلة؟".

الخلاصة:

لقد تحدثنا كثيراً عن الصوتيات والوعي الصوتي والحديث بطلاقة؛ خذ كل خطوة مما سبق وافهمها جيداً واستخدمها عند الضرورة، ولكن الأهم من ذلك، استمتع بالخطوات الصغيرة التي يتخذها طفلك عند إتقان مهارة القراءة.

اقرأ مع طفلك كثيراً، وليس فقط قبل النوم، واطرح عليه أسئلة حول الكتب لترى أنَّ فهمه يزداد ويتطور حقاً، واقرأ بنفسك، بحيث يمكن لطفلك أن يرى منك أكثر مما يسمع، وعندها ستكون سعيداً؛ وذلك لأنَّك أبديت اهتماماً فعالاً في هذا المجال، وربما بأكثر المهارات أهمية التي يمكن أن يتعلمها أي طفل صغير سيكبر ليغدو فرداً ناجحاً في المستقبل.

المصدر




مقالات مرتبطة