ضرورة السعي والعمل لتحقيق الأهداف

تسير الحياة على نحو غريب، ويشتكي الناس من ظلمها طوال الوقت، وتراهم على الرَّغم من ذلك يفرحون عند تحقيق أهدافهم وتغلُّبهم على منافسيهم، ومن المنطقي أن تكون الحياة ظالمة؛ فهي تنصف الأشخاص الذين يعملون بجدٍّ على تحقيق أهدافهم وتكافئهم.



لا يكف بعض الأفراد عن الشكوى والتذمر من طبيعة حياتهم وعملهم؛ لكنَّهم لا يحاولون تغيير وضعهم ويستسلمون للواقع، ويستحيل أن يحقق الإنسان التقدم في حياته ما لم يتخذ التدبيرات الفعلية اللازمة؛ فما كان سيحصل العبيد على حريتهم لو أنَّهم استسلموا لواقعهم وامتنعوا عن المطالبة بحقوقهم الإنسانية المشروعة؛ لكنَّهم أبوا الاستسلام ونهضوا، وقرروا تحرير أنفسهم، واستعادة حقهم المسلوب في تقرير مصير حياتهم، والمطالبة بمساواتهم مع الآخرين، والحصول على حقوقهم الإنسانية المشروعة.

تطبيق الأفكار:

يخطر في بال الإنسان عدد كبير جداً من الأفكار، ولا بدَّ أن تنجح إحداها وتقلب حياته رأساً على عقب، إنَّ تطبيق الأفكار الجديدة هو عين الصواب دائماً وأبداً، لذا يجب أن تكف عن التفكير بما يمكن أن يحدث عند تطبيق الفكرة وتباشر العمل عليها.

ما كان رجل الأعمال الأمريكي "بيل غيتس" (Bill Gates) ليدخل التاريخ لو أنَّه تردد وشغل باله بالنتائج المحتملة، وامتنع عن تطبيق فكرته المرتبطة بالبرمجيات؛ أي باختصار يجب ألَّا تشغل نفسك بالاحتمالات الواردة، وتمضي في تنفيذ الفكرة على أرض الواقع بأقصى سرعة ممكنة دون أي تأجيل؛ حتى لا تفوت فرصة النجاح على نفسك.

شاهد بالفيديو: 8 أقوال لـ بيل جيتس ستعلِّمنا أن نعمل بما نحب في هذه الحياة

أهمية المباشرة في إجراءات العمل:

يستحيل أن يخفق مَن يستثمر أفكاره ويباشر العمل عليها؛ بل إنَّ الفشل من نصيب المتقاعسين؛ إذ لا بأس في أن تفشل عند تنفيذ بعض الأفكار واستثمار عدد من الفرص؛ لأنَّك ستتعلم من أخطائك وتتجنبها في تجاربك المستقبلية.

يتعلم الإنسان عندما يقترف الأخطاء، وتزداد خبرته في الحياة العملية، ويصبح قادراً على تحديد الإجراءات الناجحة والأخرى الفاشلة عندما يعمل على تطبيق أفكاره المستقبلية؛ وهكذا تزداد فرص نجاحه.

كثيراً ما يتحسر الفرد على الفرص التي فوَّتها على نفسه وامتنع عن استثمارها في الماضي، ناهيك عن أنَّ خوض مزيد من التجارب يفتح المجال لكثير من الفرص أمامه، ويصبح الفرد في هذه الحالة قادراً على إدراك مزيد من الفرص التي لا ينتبه لها غيره؛ بفضل قدرته على إيجاد أفكار وطرائق جديدة لإنجاز الأهداف.

يجب أن تكف عن الخوف بشأن النتائج المحتملة، وتباشر العمل على تحقيق أهدافك، فيتطلب تحقيق الأحلام السعي والعمل؛ أي يجب عليك أن تتخذ ما يلزم من التدبيرات والإجراءات لبلوغ غاياتك؛ وبناءً على ما سبق يجب أن تسارع إلى القيام بالخطوات المبدئية لتحقيق أحلامك وأهدافك في الحياة.

إقرأ أيضاً: 9 خطوات سحرية لتحقيق أهدافك

ضرورة المباشرة في إجراءات العمل:

ثمَّة فارق ما بين أهمية المباشرة في إجراءات العمل وضرورتها، وقد تحدَّثنا عن موضوع الأهمية في الفقرة السابقة، فلم تعد عقلية "الوظيفة المستقرة والآمنة" أو "القيام بالمهن الرائجة" صالحة في أيامنا هذه؛ بل بات تحقيق النجاح في الحياة يتطلب اغتنام الفرص، وخوض المخاطر المحسوبة، وتجاوز منطقة الراحة، وهذا لا يتحقق من تلقاء نفسه؛ بل إنَّك يجب أن تتحمل مسؤولية حياتك وتسارع إلى القيام بالتدبيرات اللازمة.

تقتضي الضرورة أن تباشر العمل في الحال وتتولى مسؤولية حياتك الخاصة، وتستثمر الفرص المتاحة، وتمضي في تنفيذ الخطوات المبدئية لتحقيق أحلامك وأهدافك، وتتغلب على مخاوفك، وتعتمد على نفسك، وتطبق عادات الناجحين وتصرفاتهم كي تصبح مثلهم.

إقرأ أيضاً: الإدارة الإستراتيجية: كيف تقتنص الفرص، وتقاوم التهديدات؟

في الختام:

كفَّ عن التأجيل، وسارع إلى خوض التجارب، والتحديات الجديدة؛ لأنَّ الحياة تنصف من يعمل بجد على تحقيق أهدافه وأحلامه وتكافئه.




مقالات مرتبطة