صياغة حديث المصعد: كيف تقدّم شركتك باختصار وبشكل مُقنع؟

لقد التقيتَ للتوِّ بعميلٍ سابقٍ في المطار، وبعد تبادل المجاملات، يسألك عمَّا تفعله شركتك الجديدة، وهنا تندهش، فمن أين يُمكن أن تبدأ؟ ثمَّ عندما تحاول تنظيمَ أفكارك، ينطلق النداء لحلول موعد رحلته، فيتابع طريقه. لو أنَّك كنت مستعدَّاً بشكلٍ أفضل، فمن المؤكَّد أنَّه كان سيبقى لمدَّةٍ أطول بما فيه الكفاية لجدولة اجتماعٍ في وقتٍ لاحق.



في مثل هذا الموقف، يساعدك "حديث المصعد" (elevator speech)، وهو خطابٌ قصيرٌ مُعَدٌّ مُسبقاً، يشرح ما الأعمالُ التي تقوم بها منظمتك بوضوحٍ واختصار.

سنستكشف في هذه المقالة المواقف التي تكون فيها هذه الأحاديث مُفيدةً، وسنتطرَّق إلى كيفيَّة صياغة حديثٍ فعَّال.

ما هي تقنية حديث المصعد؟

إنَّ حديث المصعد عبارةٌ عن خطابٍ مُقنِعٍ وجيزٍ تستخدمه لإثارة الاهتمام بما تفعله مؤسستك، يمكنك أيضاً استخدام هذه الأحاديث لخلق اهتمامٍ بمشروعٍ، أو فكرة، أو مُنتج، أو حتَّى بنفسك. وينبغي ألَّا يستمرَّ حديث المصعد الجيِّد فترةً أطول من الفترة اللازمة لركوب أيّ مصعدٍ والتي تكون عادةً قصيرة، وهي من 20 إلى 30 ثانية؛ ولذلك سُمِّيَّ بهذا المُصطلح. يجب أن تكون هذه الأحاديث مثيرةً للاهتمام ومُوجزة، وهي تحتاج أيضاً إلى أن تشرح ما الذي يجعلك أو يجعل منظمتك أو مُنتجك أو فكرتك، فريدةً من نوعها ومُختلفةً عن المنافسين.

متى تستخدم تقنية حديث المصعد؟

إنَّ بعض الناس يعتقدون أنَّ هذا النوع من الأحاديث مفيدٌ فقط لمندوبي المبيعات الذين هم بحاجةٍ إلى التحدُّث عن مُنتجاتهم وخدماتهم؛ ولكن، يمكنك أيضاً استخدامها في مواقف أخرى. على سبيل المثال: يمكنك استخدامها لتقديم مؤسستك إلى العملاء أو الزبائن المُحتملين؛ ويمكنك استخدامها في مؤسستك لإقناع رئيسك التنفيذي بفكرةٍ جديدة، أو لإخبار الناس بمبادرة التغيير التي تقودها؛ ويمكنك حتَّى صياغةُ مثل هذه الأحاديث لإخبار الناس بما تفعله من أجل لقمة العيش.

كيفية إنشاء حديث المصعد؟

قد يستغرق الأمر بعض الوقت لإنشاء الحديث الصحيح، ومن المرجَّح أن تمرَّ بعدَّة نسخٍ قبل العثور على واحدٍ أكثرَ إقناعاً، والذي سيبدو طبيعياً في أثناء المحادثة.

اتبع هذه الخطوات لإنشاءِ حديثٍ رائع، لكن ضع في اعتبارك أنَّك ستحتاج إلى تغيير نهجك اعتماداً على ماذا سيكون حديثك:

1. تحديد هدفك:

ابدأ بالتفكير في هدف حديثك، على سبيل المثال: هل تريد أن تخبر العملاء المُحتملين عن مؤسستك؟ هل لديكَ فكرةٌ رائعةٌ عن مُنتجٍ جديدٍ وتريد أن تتحوَّل إلى التنفيذ؟ أو هل تريد خطاباً بسيطاً وجذَّاباً لشرح ما تفعله لكسب رزقك؟

2. شرح ماذا تفعل:

ابدأ حديثك عن طريق وصف ما تفعله مؤسستك، وركِّز على المشاكل التي تحلُّها وكيف تساعد الناس؛ وإذا استطعت، أضِف معلوماتٍ أو إحصائيَّةً توضِّح قيمة ما تفعله. واسأل نفسك هذا السؤال عندما تبدأ الكتابة: ماذا تريد أن يتذكَّر المستمعون أكثر عنك؟

ضع في اعتبارك أنَّ حديثك يجب أن يثير حماسك أولاً؛ فبالنهاية، إذا كنت أنت غير مُتحمِّسٍ لما تقوله، فلن يشعرُ أيٌّ من مستمعيك بالحماس أيضاً. يجب لهذا الحديث أن يجلب ابتسامةً إلى وجهك، ويسرِّع نبضات قلبك؛ لأنَّ الناس قد لا يتذكَّرون كلَّ ما تقوله، ولكن من المرجح أن يتذكَّروا حماسك.

مثال على ذلك:

تخيَّل أنَّك تقوم بإنشاء حديث مصعدٍ يصف ما تفعل شركتك، وتخطِّط لاستخدامه في أحداث التواصل. يمكنك القول: "تصنع شركتي تطبيقات الأجهزة المحمولة للشركات الأخرى"، ولكنَّ هذا لا يجري تذكُّره جيدَّاً، وستكون الصياغة الأفضل: "تطوِّر شركتي تطبيقات الهاتف المحمول التي تستخدمها الشركات لتدريب مُوظفيها عن بعد. وهذا يؤدي إلى زيادةٍ كبيرةٍ في الكفاءة بالنسبة إلى مدراء المنظمة".

إنَّ الجملة الأخيرةَ أكثرُ إثارةً للاهتمام، وتُظهِر القيمة التي تقدِّمها شركتك إلى هذه المُنظمات.

إقرأ أيضاً: الكتابة الهرميّة المقلوبة، لخص أولاً ثمّ اشرح آخراً

3. الابلاغ عن عرضِ البيع الفريد (USP) الخاص بك:

يجب أن يشمل حديثك أيضاً الإبلاغ عن عرض البيع الفريد (Unique Selling Proposition) خاصتك. حدِّد ما الذي يجعلك أنت أو مؤسستك أو فكرتك فريدةً من نوعها، وعندها سترغب بإيصال عرضك الفريد بعد أن قدَّمت ما تفعله إلى الآخرين بشكلٍ جيد.

مثال على ذلك:

لتسليط الضوء على ما يجعل شركتك فريدةً من نوعها، يمكنك القول: "نحن نستخدم نهجاً جديداً؛ لأنَّه على عكس معظم المطوِّرين الآخرين، نقوم بزيارة كلِّ مُنظَّمةٍ لمعرفة ما يحتاجه الناس بالضبط. على الرغم من أنَّ هذا يستغرق مزيداً من الوقت، ولكن 95% من عملائنا في المتوسِّط سعداءُ بالنسخة التجريبية الأولى من التطبيق الخاص بهم".

4. طرح الأسئلة وإشراكهم في الحديث:

بعد توصيل عرضك الفريد، تحتاج إلى جذبِ جمهورك. ولكي تفعل هذا، أعِدَّ الأسئلة المفتوحة -الأسئلة التي لا يمكن الإجابة عنها بـ: "نعم" أو "لا"- لإشراكهم في المحادثة؛ واحرص على أن تكون قادراً على الإجابة عن أيِّ أسئلةٍ قد تكون لديهم.

مثال على ذلك:

قد تسأل: "إذن كيف تتعامل مؤسستك مع تدريب الأشخاص الجدد؟".

إقرأ أيضاً: كيف تطرح الأسئلة بشكل جيّد وتدهش الآخرين!

5. تلخيص حديثك:

عند الانتهاء من كلِّ قسمٍ من الحديث، حاول ربط ما سبق مع بعضه، ثمَّ اقرأه بصوتٍ عالٍ، واستخدم ساعة توقيتٍ لتحديد الوقت الذي تستغرقه. يجب ألَّا يزيد حديثك عن 20-30 ثانية فقط. وخلافَ ذلك، فإنَّك تخاطر بفقدان اهتمام الشخص، أو احتكار المحادثة لوقتٍ طويل؛ لذا حاول الاستغناء عن أيِّ أمرٍ لا يلزم قوله مطلقاً، وتذكَّر أنَّ الحديث يجب أن يكون سريعاً وجذَّاباً، وكلَّما كان أقصر، كان ذلك أفضل.

مثال على ذلك:

إليكَ كيف يمكن أن تجعل حديثك مُترابطاً: "تقوم شركتي بتطوير تطبيقات الهاتف المحمول التي تستخدمها الشركات لتدريب الموظفين عن بعد. هذا يعني أنَّ كبار المدراء يمكنهم تخصيص جزءٍ من وقتهم للمهام الأخرى الهامَّة"؛ أو يمكنك القول: "على عكس الشركات الأخرى المماثلة، نقوم بزيارة كلِّ مؤسسةٍ لمعرفة ما يحتاجه الناس بالضبط. هذا يعني أنَّ 95% من عملائنا في المتوسِّط سعداء مع الإصدار الأول من التطبيق الخاص بهم. لذا كيف تتعامل منظمتك مع تدريب الأشخاص الجدد؟".

إقرأ أيضاً: طريقة تلخيص الأفكار الرئيسية وإعادة الصياغة

6. التدريب والممارسة:

مثل أيِّ شيءٍ آخر، فإنَّ التدريب يصنع المثاليَّة. تذكَّر أنَّ الطريقة التي تقول بها الأمور لا تقلُّ أهميَّةً عن محتوى ما تقوله؛ فإذا لم تمارس ذلك، فمن المحتمل أن تتحدَّث بسرعةٍ، وأن تبدوَ غير طبيعي، أو تنسى العناصر الهامَّة في حديثك.

حدِّد هدفاً بالتدرُّب على حديثك بانتظام؛ فكلَّما مارست حديثك أكثر، كلَّما أصبحَ طبيعياً أكثر، فأنت تريده أن يبدو وكأنَّه محادثةٌ سلسة، وليس حديثَ مبيعاتٍ اندفاعيّ.

تأكَّد من أنَّك على درايةٍ بلغة جسدك في أثناء التحدُّث، والتي تنقل المعلومات إلى المستمع بالقدر نفسه الذي تنقله كلماتك التي تقولها. تدرَّب على ذلك أمام المرآة، والأفضل من ذلك أمام الزملاء، حتَّى يصبح الحديث طبيعياً بالنسبة إليك.

عندما تعتاد على تقديم أحاديثك، من الجيِّد تغييرها قليلاً؛ لأنَّ الفكرة هي ألَّا يبدو الحديث مُعدّاً مُسبقاً، على الرغم من أنَّه كذلك.

 

المصدر: موقع "مياند تولز".




مقالات مرتبطة