صدقة الفطر: أحكامها، مقدارها، وعلى من تجب

صدقة الفطر هي الصدقة التي تجب بالفطر من رمضان، وقد شرعها الله سبحانه وتعالى على عبادهِ المسلمين في السنة الثانيّة للهجرة، وإنّ هذهِ الصدقة متعلقة بذمة كل مسلم، وسميت بالفطر لأنّ إخراجها  يتزامن مع الفطر من رمضان وانتهاء فترة الصيام، فيما يلي سنتحدّث عن أحكام صدقة الفطر، مقدارها، وعلى من تجب.



أولاً: أحكام زكاة الفطر

  • إنّ حكم زكاة الفطر هو الإيجاب أو الفرض العيني على كل مسلم ومسلمة، ويستوي في ذلك كل من الكبير والصغير، والذكر والأنثى، والحر والعبد، وهذا ما جاء في الحديث النبوي الشريف ( فَرَضَ رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر، صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير على العبد الحر، والذكر، والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تُؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة).
  • إنّ صدقة الفطر واجبة على كل مسلم ومسلمة، وليست مستحبة كما يتوهّم البعض.
  • إنّ هذهِ الصدقة ليست واجبة على الحر دون العبد، أو على الذكر دون الأنثى، أو على الكبير دون الصغير، بل هي واجبة على الجميع.
  • إنّ أفضل الأوقات لإخراج صدقة الفطر هو قبل خروج المسلمين إلى صلاة العيد، حيث أكدّ العلماء على أنّ وقت صدقة الفطر يبدأ من طلوع فجر يوم العيد إلى ما قبل أداء صلاة العيد، وهو الوقت الذي أطلقوا عليهِ وقت الفضيلة.
  • حثّ بعض العلماء أيضاً على جواز إخراج صدقة الفطر قبل العيد بيومين أو أكثر.

 

اقرأ أيضاً: 8 أدعيّة خاصة بليلة القدر

 

ثانياً: الحكمة من وجوب صدقة الفطر

  • تطهير للصائم من الرفث واللغو، ورفع الصيام والأعمال إلى السماء.
  • إغناء للفقراء من السؤال في يوم العيد، حيث تساهم صدقة الفطر في إدخال الفرح والسرور في قلوبهم.
  • مواساة للمسلمين، من فقراء ومحتاجين، وأغنياء، وذلك لكي يتفرغ الجميع للعبادة في هذا اليوم.
  • نيل الأجر والثواب العظيم الذي وعد الله بهِ عبادهِ عند أدائها لمستحقاتها حيثُ قال الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ( فمن أّداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أدّاها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات).
  • زكاة للجسد، حيث يبقيهِ الله عاماً من الأعوام، وينعم عليهِ بالبقاء، ومن أجل ذلك استوى في مقدارها الذكر والأنثى، والكبير والصغير، والفقير والغني، والحر والعبد، ففرض على كل واحد منهم مقدار صاع، شكر لله بأنّ أنعم على المسلم إتمام شهر رمضان.

 

اقرأ أيضاً: 7 طرق لتحسين الحالة المزاجية طيلة شهر رمضان

 

ثالثاً: مقدار صدقة الفطر

يبلغ مقدار زكاة الفطر الواجب إخراجها عن كل إنسان صاعاً نبويّاً، وهو ما يُعادل أمداد، والمد الواحد يُساوي ملئ قبضة يد متوسطة، أمّا إذا كان الشخص غير مقتدر مالياً ولا يستطيع إخراج هذا المقدار من الزكاة لا حرج بأن يخرج المقدار الذي يستطيع عنهُ وعن عائلتهِ.

كما يجوز إخراج قيمة زكاة الفطر نقداً بدلاً من الطعام، ويحدد قيمة الزكاة بالأموال سنوياً علماء الدّين في كل بلد، ويجب الانتباه إلى أنّ إخراج الزّكاة بالأوراق النقديّة جائزاً فقط في المذهب الشافعي والحنفي، ولا يعتبر جائزاً في المذهب المالكي والحنبلي.

عند الرغبة في إخراج زكاة الفطر من الطعام، يمكن استخدام العديد من الأصناف ومنها ما ورد ذكره بالأحاديث النبويّة كالقمح، الشعير، الذرة، السلت، التمر، الأرز، الزبيب، الأقط، كما يمكن إخراجها من الطعام الشائع استخدامه في البلاد من غير هذه الأصناف.

 

اقرأ أيضاً: أحاديث نبوية عن فضل ليلة القدر

 

رابعاً: على من تجب صدقة الفطر؟

بين العلماء بأنّ زكاة الفطر لا تجب على من لا يملك قوته وقوت عياله في يوم العيد وليلته، فأي مسلم لديه من القوت ما يكفيه ليوم العيد وليلته فعليه إخراج زكاة الفطر عنه وعن الذين تجب عليه نفقتهم، وصدقة الفطر لا تجب على الجنين في بطن أمه، ولكن قال بعض العلماء بأنه يستحب للمسلم أن يخرج الزكاة عنه.

وأخيراً نتمنى أن تكون قد استفدت عزيزي القارئ من كل هذهِ المعلومات المفيدة التي قدمناها لك، والتي تتعلق بصدقة الفطر وأحكامها.




مقالات مرتبطة