سر اجتياز المواقف الصعبة

التجربة الإنسانية مليئة بالحب والعاطفة والإبداع والفرح والتواصل والرحمة والضحك، لكن نظراً لأنَّنا نتعلم ونتطور وننمو خلال تقلبات الحياة؛ فإنَّ تجربتنا تشمل أيضاً كثيراً من المواقف والظروف الصعبة؛ والحل هو عدم السماح لصعوبات الحياة بالتأثير فيك؛ لذا فكر في أكثر المواقف صعوبةً التي مررت بها في الماضي فمن المحتمل أن يؤدي القيام بذلك إلى بعض المشاعر غير المريحة للغاية، وقد تثير مشاعر القلق أو الغضب أو الحزن.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة "إنجل تشيرنوف" (ANGEL CHERNOFF)، وتُحدِّثنا فيه عن سر اجتياز المواقف الصعبة.

فتخيل الآن كيف ستشعر إذا تمكنت من تجاوز هذه المشاعر؟ وأعني بكلمة "تجاوز" أنَّك لم تعد تعاني شيئاً لا يمكن السيطرة عليه، وأعلم أنَّ هذا ممكن؛ لأنَّنا أنا وزوجي مارك (Marc) توصلنا إلى السلام مع المواقف الصعبة للغاية والمفجعة التي لا يمكن السيطرة عليها في ماضينا، وشاهدنا المئات من المتدربين لدينا يفعلون الشيء نفسه؛ يفكرون ويعيشون حياة أفضل، إذاً ما هو السر؟ لا توجد إجابة واحدة تناسب الجميع، لكن تبدأ جميع الإجابات المحتملة بكل مما يلي:

التخلص من أحكامك:

الحقيقة هي أنَّه من المستحيل تجاوز موقف صعب إذا كنت ما تزال تحكم عليه بقلق شديد وتقارنه بشيء آخر؛ لذا دعنا نعيد النظر في موقف واحد مؤلم من ماضيك مرة أخرى، واختر موقفاً ما يزال يثير المشاعر السلبية، ومن ثمَّ اسأل نفسك:

  1. هل ترى أنَّه ما كان يجب أن يحدث على الإطلاق؟
  2. هل تظنُّ أنَّ النتيجة كانت يجب أن تكون مختلفة؟
  3. هل تأخذ ما حدث على محمل شخصي؟
  4. هل تلوم شخصاً آخر على ما حدث؟
  5. هل تلوم نفسك؟
  6. هل تشعر أنَّه من المستحيل تجاوز هذه التجربة؟

إذا وجدت نفسك تجيب بـ "نعم" على واحد أو أكثر من هذه الأسئلة، فإنَّ ما يطيل من معاناتك ويمنعك من تجاوزها هو الأحكام، فقد تستمر أحكامك المتعلقة بما "كان يجب أن يحدث" في تأجيل مشاعر الحب والأمل والرعاية الذاتية التي تعرف أنَّك قادر على ممارستها.

الآن ربَّما تفكر أنَّ ما حدث كان فظيعاً، ولا تستطيع أن تتخيل أنَّك قد تتخطى ذلك أبداً؛ لكنَّ التخلص من أحكامك لا يعني أنَّك مسرور بما حدث أو أنَّك تدعمه؛ بل يعني أنَّك تقضي على العبء السلبي الذي تتحمله بالحكم عليه دائماً؛ فعندما تتخلى عن أحكامك السلبية، فإنَّك تستبدل تلقائياً القبول والحضور بعقلية الضحية، والقبول والحضور سيحرران عقلك ويدفعانك إلى الأمام.

عندما نفكر بطريقة أفضل في ظروفنا، فإنَّنا نعيش بأسلوب أفضل على الرَّغم منها، ولا يوجد سبب للتأجيل، فقد حان الوقت الآن للتدرب على أن تكون أكثر وعياً بأحكامك وكيف تستجيب للحياة، كما أنَّ تمرينات اليقظة عندما تكون روتيناً يومياً تشكِّل التحدي الأكبر؛ إذ إنَّها تصبح طريقة للعيش والوجود والرؤية والاستفادة من القوة الكاملة لإنسانيتك دون أي أحكام، فاليقظة الذهنية في جوهرها هي:

  1. إدراك ما يحدث في الوقت الحاضر دون الرغبة في أن يكون مختلفاً.
  2. الاستمتاع بكل تجربة ممتعة دون التمسك بها عندما تتغير.
  3. عيش كل تجربة سلبية دون خوف.

شاهد: كيف تستمر في مواجهة التحديات عندما تزداد الحياة صعوبة؟

أن تدع كل لحظة تأسرك:

قبل كل شيء إنَّ ما تحتاج إلى تذكره هو أنَّ مكانك وما تفعله في أي لحظة هو أمر ضروري للغاية؛ لأنَّها اللحظة الوحيدة المضمونة لك، فأنت لست في طريقك إلى مكان آخر ولست ذاهباً إلى وقت أو مكان أكثر أهمية، فالحاضر ليس مجرد نقطة انطلاق؛ إنَّما الوجهة النهائية، وهذه اللحظة هي حيث تكمن فرصتك الأكبر.

قد يبدو الأمر بديهياً؛ لكنَّنا ننسى أكثر الأمور بديهيةً، وطوال اليوم يشعر كثيرون منَّا أنَّ الحاضر ليس كافياً مثل أنَّ حياتنا الآن ببساطة لا تستحق حضورنا الكامل، وبسبب هذا نحكم عليها بقسوة ونفقد معظم جمالها الحالي.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح للحصول على السلام الداخلي وراحة البال

لكن ماذا لو فعلنا النقيض من ذلك؟ ماذا لو تقبلنا هذه اللحظة على أنَّها كافية؟ وماذا لو رأينا السيئ على أنَّه خير والإحباط على أنَّه درس والقلق على أنَّه فرصة أو جزء من صفقة شاملة تقدمها لنا هذه اللحظة وحدها؟ وماذا لو توقفنا الآن، ورأينا كل شيء بوضوح تام؟ وهل سنعيش حياة ذات مغزى لا تُنسى في الأيام والأسابيع المقبلة؟ وهل سيكون لدينا المزيد من القصص الجميلة لنفخر بها ونشاركها؟ بالطبع ستكون كذلك؛ لذا أرى أنَّ الآن هو أفضل وقت للبدء.

إقرأ أيضاً: 6 طرق لتجاوز عقبات الحياة والتغلب عليها

في الختام:

يستغرق تكوين عادة جديدة حوالي 60 يوماً؛ لذا طوال الأسابيع الثمانية القادمة استيقظ كل صباح وتدرَّب على أن تكون أقل إصداراً للأحكام وأكثر يقظة، وتدرَّب على النظر إلى الجانب المشرق من حياتك وسوف تعيد البهجة إليها.

1Secret to Getting Through Tough Situations (and Truly Bad Days)




مقالات مرتبطة