دور المدير التنفيذي في الاحتفاظ بفرق الموظفين

يشكِّل الاحتفاظ بالموظفين المميَّزين والحفاظ على اندماجهم في العمل مصدر قلق كبير لمعظم المنظمات والمتخصصين في الموارد البشرية؛ إذ تزداد فرص العمل التي تناسب الموهوبين من الموظفين بمعدل سريع للغاية، وعلى الشركات البحث عن حلول فعالة إذا أرادت الاحتفاظ بالموظفين لأطول فترة ممكنة والحفاظ على إنتاجيتهم.



يأتي هنا دور المديرين التنفيذيين؛ إذ تمثِّل جودة العلاقات بين المدير والموظف المحرِّك الرئيس الذي يؤثر في تجربة الموظف في العمل، سواء أكانت للأفضل أم الأسوأ.

استطلع تقرير "توقعات القيادة العالمية" (Global Leadership Forecast) لعام 2023 آراء 1827 متخصصاً في الموارد البشرية و13695 قائداً من 1556 منظمة حول العالم؛ حيث يقدم البحث الذي يشمل أكثر من 50 دولة و24 قطاعاً صناعياً كبيراً، آراءً عميقة حول أفضل المواهب وممارسات القيادة، وفي ضوء كل ذلك، سنتطرق للعديد من المجالات التي استُطلِعت في التقرير، ونناقش الآراء المطروحة بالتفصيل.

أولى اهتمامات المدير التنفيذي:

هذا سؤال يهم الجميع، وقد بلغت نسبة المديرين التنفيذيين الذين كانت إجابتهم "جذب أفضل المواهب والاحتفاظ بها" نسبة 59%؛ إذ عبَّر المدير التنفيذي لشركة "كونسيومر بروداكتس أند رتيل" (Consumer Products & Retail) عن الفكرة هذه خير تعبير بقوله: "لقد كان أكبر تحدٍ واجهته بعد تولِّي منصب المدير التنفيذي هو بناء فريق ناجح والاحتفاظ به".

في عام 2022، شهدت نحو 54% من الشركات زيادة في معدل التسرب الوظيفي، وهي قضية تُنذِر بالخطر وتستدعي من جميع المديرين التأهب للخروج بحلول لها، الأمر الذي جعل الاحتفاظ بالموظفين تحدياً خطيراً يدرك المديرون التنفيذيون وموظفو الموارد البشرية أنَّه يجب عليهم مواجهته لتعزيز نجاحهم في مواجهة جميع التحديات الأخرى، لكن مع تغيُّر توقعات الموظفين، يجب على الشركات إجراء تغييرات كبيرة في الثقافة التنظيمية، لا سيما إذا كانت تتطلع إلى جذب موظفين أصغر سناً والاحتفاظ بهم.

شاهد بالفديو: طرق تعامل المدير الناجح مع الموظفين

من بين العوامل التي تؤثر في الاحتفاظ بالموظفين سلباً، يبرز المديرين غير الفاعلين بوصفهم السبب الأول وراء رغبة القادة في ترك منصبهم في الشركة خلال عام؛ فحينما لم يُدرك القادة مدى فاعلية منصب القيادة ومهارات التعامل مع الآخرين في الشركة، ازدادت رغبتهم في مغادرتها خلال عام بمقدار 3.5 مرة.

أما السبب الثاني وراء مغادرة القادة للشركات، فكان عدم توفير المرونة في العمل، وهذا ما زاد نية القادة في المغادرة خلال عام بمقدار 1.3 مرة، وكان التوجه هذا أعلى بين الموظفين الذين تقل أعمارهم عن 35 عاماً، والذين ازداد احتمال مغادرتهم الشركات التي لم تدعم العمل المرن بمقدار 2.2 مرة.

لذلك، يجب على المديرين التنفيذيين والإدارة العليا الذين يحذرون من خطر فقدان المواهب في مؤسساتهم، تقييم ثقافتهم القيادية والتفكير في كيفية تحديد أسلوب العمل وتطوير القادة ليقودوا وفق نهج شامل محوره الإنسان، ويلبي الاحتياجات الشخصية والعملية للعمل.

إقرأ أيضاً: من هو المدير التنفيذي (CEO) في الشركات؟ وما هي مهامه؟

في الختام:

يؤدي وجود المديرين الأفضل والراغبين في المساعدة إلى ازدياد سعادة وإنتاجية الموظفين؛ إذ يجب أن تحرص القيادة في الشركة على تأمين الموارد اللازمة للمديرين ليتمكنوا من توفير أفضل تجربة ممكنة للموظفين.




مقالات مرتبطة