دليل النجاة من زميل العمل السام: كيف تحافظ على صحتك العقلية وتنجح؟

يستعرض هذا المقال 7 أنواع من زملاء العمل السامِّين وكيفية التعامل معهم.



تثبت الدراسات وجود زميل عمل سامٍّ واحدٍ على الأقل في معظم أماكن العمل، فقد يكون عددهم قليل؛ لكنَّه كفيل بتحويل مكان العمل من بيئة مريحة إلى كابوس حقيقي للموظفين، وتساعدنا الكاتبة تيسا ويست (Tessa West) مؤلفة كتاب "الحمقى في العمل" (Jerks at Work) على تحديد 7 أنواع من زملاء العمل السامِّين، وكيفية التعامل معهم.

ما هو تعريف زميل العمل السام؟

يتسبَّب زملاء العمل السامون في إحداث الفوضى لجميع الموظفين حولهم، وذلك من خلال فرض أعمال إضافية على الآخرين، أو إظهار سلوك وقح، أو ببساطة التملُّص من القيام بنصيبهم من عبء العمل، وقد لا يكون زميل العمل السام سيئاً بالمطلق؛ وإنَّما يمر بيوم عصيب.

مع ذلك تجدر بك معرفة كيفية التعامل مع هذه الشخصيات لتيسير عملك.

إليك فيما يأتي 7 أنواع من زملاء العمل السامين، وكيفية التعامل معهم:

1. المتطفل:

هو عبارة عن زميل متطفل على سير العمل، ينضم لفريق متكامل، ويقوم بأقل قدر ممكن من الأعمال وهو النوع السام الأكثر شيوعاً من الموظفين في المؤسسات والفرق.

قد يكون المتطفل اجتماعياً ومحبوباً وماهراً في إجراء محادثات ممتعة؛ إذ يشق على المرء ملاحظته للوهلة الأولى؛ لذلك يجب الاحتفاظ بسجل عمل أفراد الفريق لاكتشاف الزميل المتطفل؛ أي الإحاطة بالمهام الفعلية التي أنجزوها؛ لأنَّ المتطفل يستغل مجهود الآخرين، ويدفعهم إلى إنجاز أعماله؛ إذ يقوم بأقل قدر ممكن من العمل.

كيفية التعامل مع الزميل المتطفل:

يصعب التعامل مع المتطفل بسبب اكتسابه لتأييد معظم أفراد الفريق؛ لذلك عليك أن تجمع أدلة تثبت سلوكه، ثم تتعامل معه بإحدى الطرائق الآتية:

  1. المواجهة: قد لا تكون مواجهة سلوك المتطفل أمراً هيِّناً، إلا أنَّها يمكن أن تدفعه إلى تغييره حالما يدرك أنَّه عليه بذل مجهود لإصلاح الأمور، وفي حال إنكاره لما يفعله، يمكنك مناقشة الوضع مع الإدارة.
  2. الشريك الموثوق: يمكنك مشاركة معلوماتك مع زميل موثوق في الفريق وطلب رأيه.

شاهد بالفيديو: أسباب كره وحقد الزملاء فيما بينهم

2. المدير المزيف:

يقصد به الزميل الذي يتدخل في كل صغيرة وكبيرة، ويشرف على جميع عمليات الفريق على الرَّغم من أنَّه ليس المدير الفعلي؛ بل مجرد زميل سام متعطش للسلطة والقيادة، ويميل أصحاب هذا السلوك إلى فرض آرائهم على الآخرين وإخبارهم بكيفية تنفيذ مهامهم، حتى لو لم يتمتعوا بالخبرة اللازمة.

كيفية التعامل مع المدير المزيف:

في حال تشدَّق عليك المدير المزيف بسيل من المطالب يمكنك أن تطلب منه إرسال بريد إلكتروني بكل شيء يرغب في تغييره، وقد يدرك في أحسن الأحوال أنَّ قائمة طلباته غير منطقية، وفي أسوأ الأحوال تستطيع إرسال البريد الإلكتروني للمدير الحقيقي أو صاحب العمل لمناقشة الوضع معه.

3. الإيجابي السام:

هو الشخص الذي يبدو سعيداً دوماً، وتراه يتشدق بأقوال مبتذلة مثل "تجمَّل بالابتسام"، أو "ابتهج"، يُظهِر هؤلاء الزملاء السامون علامات تقليدية للإيجابية السامة، ويمكن أن يصبحوا مصاصي طاقة لمن حولهم؛ إذ يقولون عبارات مثل:

  • "عليك أن تبتسم أكثر".
  • "لنتحلَّ بالإيجابية اليوم".
  • "لا تكن سلبياً لهذا الحد".
  • "انظر إلى الجانب المشرق".

يستهدف الإيجابيون السامون الانطوائيين، وعلى الرَّغم من أنَّ نواياهم قد تكون طيبة، إلا أنَّهم يتسببون بمعاناة عاطفية بين أفراد الفريق ويتحكَّمون بمستويات الطاقة فيه.

 كيفية التعامل مع الإيجابي السام:

ينبغي أن تسلِّم بصحة مشاعرك، فأنت غير مضطر للتمسك بالإيجابية طوال الوقت؛ بل إنَّ الإعراب عن حزنك أو غضبك يُعدُّ استجابة سليمة للإيجابي السام.

4. السلبي السام:

يتطرف أصحاب هذا السلوك بالسلبية، فتراهم يشتكون طوال الوقت من الطقس أو من كمِّ العمل المفروض عليهم، ويتغذَّى السلبيون على الطاقة التدميرية ويطيحون بزملائهم معهم أيضاً.

كيفية التعامل مع السلبي السام:

كلما أيَّدتَ شكواهم عزَّزتَ من سلوكاتهم، ويمكن لتغيير مجرى المحادثة أن يُحدث تأثيراً كبيراً في هذه الحالة؛ أي أن تتفاعل مع شكواهم بإيماء رأسك أو تجيب باختصار، ثم تطرح موضوعاً جديداً للنقاش.

5. الثرثار:

هو الزميل الذي يحب التحدث، وعلى الرَّغم من أنَّ إجراء المحادثات الممتعة أمر لبق ولطيف، إلا أنَّ مشكلة الثرثار تكمن في أنَّه يتحدث بلا توقف عن كل شيء الغث والسمين من الموضوعات، مثل مباراة كرة القدم ومآسي الأسبوع الفائت وواجباته وغيرها، وقد تعوقك أحاديثهم عند حاجتك إلى الهدوء والتركيز على عملك.

كيفية التعامل مع الزميل الثرثار:

يجب أن تختصر محادثاتك معهم، كما في حال التعامل مع السلبيين، أو أن تتعلم طرائق الانسحاب من المحادثات بلباقة دون الشعور بالإحراج.

6. صاحب المآسي:

يرغب أصحاب هذا السلوك في أن يكونوا محور اهتمام من حولهم، وأن ينقلوا مشاعرهم إلى جميع أعضاء الفريق، وقد يكون لديهم وجهات نظر متعنتة ومبالغة فيما يخص عملية صنع القرار.

تسيطر العواطف على هؤلاء الزملاء، ولا يمكن الاعتماد عليهم في إنجاز المهام، ويسبب وجودهم استنزاف طاقة من حولهم.

كيفية التعامل مع الشخص صاحب المآسي:

يمكن أن يستنزف صاحب المآسي طاقة مَن حوله، لا سيما الانطوائيين منهم؛ لذلك يجب ألا تشعر بالذنب حيال تجنبك للمبالغات التي يختلقها صاحب المآسي؛ بل عليك أن تحدد أولوياتك، وأنَّك موجود بالعمل من أجل تحقيق أهداف سامية.

7. الزميل الذي لديه نزعة المقارنة الاجتماعية:

 هي عبارة عن ميل الفرد لمقارنة إنجازاته وخبراته وظروفه مع الآخرين؛ إذ يعطي هؤلاء الأفراد السامون الأولوية للمكانة داخل الشركة أو الفريق في مكان العمل، ويوصَفون بالانتهازية واعتمادهم مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، وتملق المسؤولين في المناصب العليا وإهانة وانتقاد زملائهم الأدنى منهم وظيفياً.

يمكن أن يسبب اكتشاف التعامل مع شخص لديه نزعة المقارنة الاجتماعية الشعور بالتلاعب النفسي وعدم اليقين، فتسأل نفسك هل أنت تواجه فعلاً شخصاً متلاعباً أم أنَّ الأمر برمته من نسج خيالك؟ لكن يمكنك أن تتأكد من خلال الاستعانة بزميلك في المكتب لتتأكد من الأمر أكثر.

كيفية التعامل مع مَن لديه نزعة المقارنة الاجتماعية:

يمكن أن يساعد عقد اجتماعات متكررة وقصيرة للاطمئنان على معنويات زملائك في حال وقوعهم ضحية لسلوك موظف ذي نزعة للمقارنة الاجتماعية، ويجدر بالمديرين وأرباب العمل إجراء تحريات دورية من خلال عقد اجتماعات قصيرة للتواصل مع الموظفين واختبار الروح المعنوية.

ما هو سبب خطورة زملاء العمل السامين؟

يتسبب زملاء العمل السامين بتدنِّي الإنتاجية وعرقلة المشروعات وأذية العلاقات، يؤدي انعدام الأخلاقيات في مكان العمل الناجم عن الأشخاص السامين إلى إلحاق الضرر بأداء الموظفين:

  • يمضي نصف الموظفين وقتاً أقل في العمل، ويقلِّلون الجهد المبذول في العمل.
  • خفَّض 38% منهم جودة عملهم خفضاً متعمَّداً.
  • انتهى المطاف بـ 12% منهم بالاستقالة من وظائفهم نتيجة سوء الأخلاق.
  • قام 25% من الموظفين بصب جام خيباتهم على العملاء.

وفقاً لكلية الأعمال في جامعة هارفارد (Harvard Business School)، فإنَّ تجنُّب الزملاء السامين أو إبعادهم بسرعة، يوفر على الشركات مقدار 12500 دولار أمريكي.

إقرأ أيضاً: التفاحة الفاسدة في الفريق: كيف نتعامل معها؟

ما هي علامات زميل العمل السام؟

نقدم فيما يأتي 8 علامات تدل على أنَّ سلوكات زملاء العمل السامين مدمرة لبيئة العمل:

  1. يخلِّف وجودهم شعوراً بالإجهاد المفرط واستنزاف الطاقة الذهنية، فتراك في حالة مستمرة من التفكير بهم في أثناء سيرك أو العمل أو حتى في استراحة الغداء، وتشعر بالتوتر كلَّما خطروا ببالك.
  2. يسرقون أفكارك، فتغدو متوتراً ومتردداً من الانفتاح ومشاركة آرائك خشية أن يُنسب الفضل إليهم.
  3. تُعدُّ "المجاملات" المشروطة والإهانات المبطنة سلوكاً شائعاً بينهم، فتراك تعيد التفكير في كل مرة تتلقى مديحاً منهم لترى إذا كان بدافع الصدق.
  4. لا يحترمون خصوصيتك ولا حدودك؛ إذ يمكن أن يقرؤوا أو يسترقوا السمع إلى محادثاتك.
  5. لا يهتمون بوقتك؛ لذلك عليك أن تتأخر بمقدار 10 دقائق على اجتماعاتك الفردية مع أحدهم؛ لأنَّهم سيتأخرون حتماً، كما يطالبون الجميع بانتظار قدومهم أيضاً.
  6. يتصيَّدون أخطاءك وينتقدون عملك ويبحثون باستمرار عن طرائق جديدة للاستخفاف بجهودك والتقليل من شأن إنجازاتك.
  7. يبعثون فيك شعور السلبية، وقد تجد نفسك تتحول إلى شخص مؤذٍ مثلهم بعد وجودك قربهم لفترة طويلة من الزمن.
  8. يبالغون في إظهار تعاليهم وتفوُّقهم في بعض الموضوعات على الآخرين، ويعتقدون أنَّهم يحيطون بكل المعارف، ويبذلون جهدهم لبث شعور الدونية.
إقرأ أيضاً: كيف تتعامل مع زملاء العمل الذين يعانون انخفاض الذكاء العاطفي؟

في الختام: كيف تتجنَّب تحوُّلك إلى زميل عمل سام؟

يمكن أن نغدو في بعض الأيام العصيبة زملاء سامين بسبب التوتر في المنزل أو إجهاد العمل الذي يدفعنا إلى إخراج سُمِّيَّتنا الداخلية في بعض الأوقات.

عليك أن تحدِّد نقاط ضعفك لتتجنب التحول إلى إنسان سام في المستقبل، بحيث تكتشف وتتفادى مسببات السمية كالتشاجر مع الشريك أو عدم الحصول على نومٍ كافٍ.




مقالات مرتبطة