خيار بسيط من شأنه أن يغير حياتك

لقد حصلت نقطة التحول في حياتي عندما أصبح المحبة هو خياري الافتراضي لمدة 21 يوماً على التوالي؛ فقد تساءلت ما هي الفرص التي قد تتاح لي؟ وما هي العلاقات التي يمكن إصلاحها؟ وما هي اللحظات التي قد أعيشها والتي كنت سأفوِّتها لولا ذلك؟ وتساءلت كيف يمكن أن أصبح مستقبلاً؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدونة "آنجل كرنوف" (Angel Chernoff)، وتُحدِّثنا فيه عن خيار بسيط من شأنه أن يغير حياتنا.

لمدة 21 يوماً على التوالي عشتُ من أجل المحبة، وكما قد تتوقع لم يكن الأمر سهلاً دائماً؛ فمرت بعض الأوقات كنت أواظب على المحبة دون ابتسامة، وفي أحيان أخرى كنت أشعر بالقبح وبأنَّني بلا قيمة وغير كافية، وكنت وحيدةٌ وخائفة، وأحياناً لم أكن أعرف ما عليَّ فعله، وفي بعض الأوقات كان المحبة هو آخر شيء أريد القيام به، وفي أحيان أخرى كان لدي كثير من الأعمال والأشغال، وعادة ما كان ينفد صبري؛ لكنَّني على الرغم من هذا كله واظبت على المحبة، حتَّى عندما لم أملك ما يكفي من المحبة لأمنحه لأحد واظبت عليه واخترته.

على الرَّغم من العقبات والأعذار التي كان بإمكاني تقديمها، والضغوطات ومشتتات العالم الخارجي، وصوت الانتقاد الداخلي إلَّا أنَّني كنت أواظب على المحبة باستمرار؛ لأنَّني أصبحت أفضل ممَّا كنت عليه عندما بدأت بذلك.

لطالما شعرتُ بسلام وأمل وامتنان وبهجة أكثر؛ فقد وجدت المحبة هو الاختيار الصحيح، ولم أندم أبداً على إبداء المحبة على كل شيء آخر، فالمواظبة على المحبة قد غيرتني؛ فبدلاً من أن أكون تلك المرأة التي دائماً ما تكون مشغولة جداً، أو التي تبالغ في رد فعلها في كل الأوقات، أو نادراً ما تتمهل، أو تفوِّت كلَّ المرح؛ أصبحت معروفة بأنَّني تلك المرأة التي يُعَدُّ رأيها أهم من أي شيء آخر.

لقد أدى جعل اختيار المحبة ممارسة مُعتادة إلى تغييري من الداخل، وتغيير أسلوب تفكيري ومنظور حياتي بالكامل فيما يخص ما هو هام، وهكذا توصلت إلى الاعتقاد بأنَّ إجراءً واحداً فقط يملك القدرة على تغيير حياتنا؛ وهو اختيار المحبة قدر الإمكان.

على الرَّغم من التقدم الذي أحرزته على مر السنين فإنَّ رحلتي لأعيش أفضل حياة بالنسبة إلي لم تنتهِ بعد؛ بل إنَّني قيد التقدم، وأسعى باستمرار لأن أصبح نسخة أكثر حباً وأكثر حضوراً وامتناناً من نفسي، وفي الآونة الأخيرة كنت أشعر أنَّ المزيد من الفرح والتماسك والشغف والإبداع والمحادثة والشفاء تنتظر من يُقدِّرها.

بالنظر إلى السلبية والانقسامات السائدة في العالم الآن، فلا يمكنني التفكير في وقت أفضل لجعل اختيار المحبة عادةً بالنسبة إلي؛ لذلك أنا ملتزمة بتحدي اختيار المحبة لمدة 21 يوماً.

شاهد بالفيديو: 10 طرق لتُعبر لها عن حبك

لماذا أريد اختيار المحبة؟

توجد عدة أسباب لذلك؛ على سبيل المثال:

1. هل أفضِّل العمل لمدة ساعة إضافية على بعض الأعمال الورقية أم المحبة؟

أنا أختار المحبة؛ إذ إنَّني سأكون أكثر إنتاجية بعد أخذ قسط من الراحة.

2. هل أفضِّل أن أصرخ على السائق الذي عرقل طريقي أم المحبة؟

بالطبع أنا أختار المحبة؛ إذ سيكون ذلك أفضل لضغط الدم وكذلك للأشخاص الذين سيسمعون صراخي.

3. هل أفضِّل قراءة رسالة نصية عند إشارة المرور أم المحبة؟

أنا أختار المحبة؛ إذ يمكن لهذا أن ينقذ حياتي وحياة أحبائي، ويمنعني من أن أتسبب في موت أحد.

4. هل أستمر في حمل الضغينة أم المحبة؟

أنا أختار المحبة، دع الاستياء يرافق شخصاً آخر مدى الحياة.

5. هل أفضِّل أن أقول لطفل ما: "لا أستطيع اللعب معك" أم المحبة؟

أنا أختار المحبة؛ إذ إنَّ رؤية ابتسامة الطفل الذي يرغب في اللعب تملؤني بشعور من السلام لا أجده في أيِّ مكان آخر.

6. هل أفضِّل أن تكون لي الكلمة الأخيرة في أيِّ جدال أم المحبة؟

أنا أختار المحبة؛ فستُسمع كلماتنا على نحو أفضل عندما يهدأ كلانا.

7. هل أفضِّل الصراخ لأنَّ القهوة انسكبت أم المحبة؟

أنا أختار المحبة؛ فيمكنني تنظيف القهوة المسكوبة، في حين من الصعب إصلاح القلوب المكسورة.

8. هل أفضِّل نشر صورة للحظة الحاضرة على وسائل التواصل الاجتماعي أم المحبة؟

أنا أختار المحبة؛ فسوف أتذكر اللحظة أكثر وضوحاً إذا التقطتها بعينيَّ فقط.

إقرأ أيضاً: الدلالات النفسية لصورتك الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي

9. هل أفضِّل توبيخ نفسي على إخفاقي بشيء ما أم المحبة؟

أنا أختار المحبة؛ فتقبُّل إنسانيتي يمنح الحرية لأحبائي في أن يكونوا بشراً أيضاً.

سأختار المحبة اليوم وغداً وفي اليوم الذي يليه أيضاً، وإذا اخترتُ التشتيت، أو الكمال، أو السلبية خطأً دون المحبة فلن أنغمس في الندم؛ بل سأختار المحبة بعد ذلك، سأختاره حتى يصبح استجابتي الأولى، وشعوري الغريزي، ورد فعلي الطبيعي، وهويتي.

فكر في الاحتمالات للحظة: ما الذي قد ينتج إذا أصبح المحبة خيارك الافتراضي لمدة 21 يوماً على التوالي؟ وما هي الفرص التي قد تتاح لك؟ وما هي العلاقات التي يمكن إصلاحها؟ وما هي اللحظات التي قد تعيشها والتي قد تفوتها بطريقة أخرى؟ ومن الشخص الذي قد تصبح عليه؟

بدلاً من أن تكون الشخص المشغول دائماً الذي يبالغ في رد فعله، ولا يصغي أبداً، ونادراً ما يتمهل، ويكون عابساً دائماً، ولا يترك هاتفه، ويفوِّت كلَّ المرح، والمستسلمَ؛ فقد تصبح الشخص الذي لطالما رغبت في أن تكون عليه؛ أي تجيد الإصغاء، ودقيق الملاحظة، ومُسامحاً كريماً، وشخصاً يضحك من قلبه، ومجازِفاً يبحث عن المغامرة، وملقياً للدعابات، ومدركاً للحظة، ومستمتعاً بالحياة؛ لأنَّ الأشياء الجيدة تبدأ بالمحبة.

إقرأ أيضاً: 4 مفاتيح تُكسبك محبة الناس

في الختام:

لا تقلق بشأن مظهرك اليوم أو البارحة، وواظب على المحبة فقط؛ فثمة شيء يخبرني أنَّك ستصبح أفضل ممَّا كنت عليه عندما تبدأ بذلك.




مقالات مرتبطة