خطوتان لإحداث تغيير في حياتك

يتمنى الناس جميعهم بلا استثناء إجراء تغييرات إيجابية في حياتهم، مثل ممارسة التمرينات الرياضية بانتظام، أو الإقلاع عن التدخين، أو اتباع نظام غذائي صحي، أو تغيير الوظيفة وما إلى ذلك، إنَّهم يرغبون بشدة في هذه التغييرات، الأمر الذي يدفعهم إلى البحث عبر الإنترنت وجمع معلومات عن موضوع تحديد الأهداف، ثم يقومون بوضع أهدافهم، ويعقدون العزم على تغيير سلوكاتهم.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة "إرين فالكونر" (Erin Falconer)، وتُحدِّثنا فيه عن كيفية إجراء التغييرات في الحياة.

تتغير السلوكات مؤقتاً لمدة شهر أو شهرين ثم تبدأ العزيمة والإرادة بالضعف تدريجياً، ويعود الفرد إلى نقطة البداية من جديد، ويعتمد النجاح اعتماداً أساسياً على وضع أهداف واقعية وقابلة للتحقيق والقياس، وتوجد عوامل أخرى يجب أخذها في الحسبان لنجاح عملية التغيير.

يشرح المتحدث التحفيزي "زيج زيجلر" (Zig Ziglar) الفكرة باختصار، فيقول: "لا بُدَّ أن تُحرِز النجاح في حياتك شرط أن تخطط للنجاح وتستعد للنجاح، وتتوقع النجاح"؛ إذ يُخفق معظم الأفراد نتيجة إهمال هذه العوامل.

خطوتان لإحداث تغيير في حياتك:

إليك فيما يأتي خطوتان لإحداث تغيير في حياتك:

1. التخطيط والاستعداد:

لا تستطيع أن تعتمد على عزيمتك وحسب لكي تحقق هدفك؛ لأنَّ العزيمة يمكن أن تَضعُف مع مرور الوقت بسبب مشاغل الحياة؛ لذا يجب أن تخطط وتستعد لكي تضمن تحقيق أهدافك، وإلا فإنَّها ستضيع وتُنسى بسبب مشاغل الحياة اليومية، وعندها ستضطر إلى تأجيلها إلى أجل غير مُسمَّى بحجة ضغوطات العمل والحياة.

على فرض أنَّك تعتزم الذهاب إلى النادي الرياضي 3 مرات في الأسبوع، وقد انتسبت لأحد النوادي، وأحضرت معك ملابس التدريب وما إلى ذلك إلى المكتب، هذا رائع؛ لكنَّه غير كافٍ لتحقيق النجاح؛ إذ يجب أن تنظر في نمط حياتك، وتحدِّد الأيام والأوقات المثالية للتمرين لتتوافق مع جدول أعمالك.

تستطيع أن تُحدِّد موعد التمرين بعد العمل على سبيل المثال، لكن إذا اعتدت الخروج برفقة زملائك دون تخطيط مُسبق بعد انتهاء الدوام، فعندها يُفضَّل أن تذهب إلى النادي الرياضي خلال استراحة الغداء، مع الحرص على عدم تحديد اجتماعات قبل موعد الاستراحة في أيام التمرين.

إذا لم تأخذ العوامل السابقة في الحسبان، قد تلتزم بالذهاب إلى النادي الرياضي أول فترة؛ لكنَّك سرعان ما ستبدأ بالتغيب وتفويت مزيد من الجلسات لكي تخرج مع زملائك بعد انتهاء الدوام؛ لأنَّك قضيت يوماً عصيباً في العمل، ثم تتوقف عن الذهاب إلى النادي نهائياً.

شاهد بالفيديو: 6 طرق تساعدك على التخطيط لحياتك

2. تُوقُّع النجاح:

يغفل معظم الأفراد عن أهمية هذا العامل؛ فكثير من الأشخاص يحاولون الإقلاع عن التدخين، وأشخاص نجحوا فعلاً في الإقلاع عنه في مكان عملهم، وقد لاحظتُ وجود اختلاف جوهري في توصيف الهدف ما بين مَن ينجح ومَن يفشل في الإقلاع عن التدخين؛ وذلك كما يأتي:

1. الناجح في الإقلاع عن التدخين:

هذا صحيح، لقد توقفت عن التدخين، فقد كلَّفني مالاً كثيراً، وأزعج زوجتي، وصرت أستثمر أوقات الاستراحة بالتنزه حول مبنى الشركة واستنشاق الهواء المُنعش، بدلاً من التدخين. لقد تخلَّصت من السجائر وصرت أشرب الشاي عندما يخرج زملائي للتدخين خلال الاستراحة، ولم أعد أرتاد المتاجر التي اشتريت منها السجائر فيما مضى.

إقرأ أيضاً: التدخين يسرق صحتك عمرك، ونقودك!

2. الفاشل في الإقلاع عن التدخين:

لقد طلبت مساعدة مختص في التنويم المغناطيسي، وقد تحسَّنت قليلاً، وأنا أعتزم الإقلاع عن التدخين فعلاً؛ لكنَّني أواجه وقتاً عصيباً في العمل وأحتاج إلى التدخين بين الحين والآخر، ويَصعُب عليَّ الإقلاع عن التدخين، وأنا أحاول منذ سنين عديدة، وسأحاول مجدداً، وأرى إن كنت سأنجح هذه المرة. إنَّني أبذل جهداً مُضنياً في محاولة الإقلاع، وسأحاول الإقلاع عن التدخين جدياً هذه المرة؛ لكنَّني أحتفظ ببعض السجائر في درج المكتب في حال احتجت إليها.

تفكير الشخص الثاني منطقي بعض الشيء؛ لأنَّ الإقلاع عن التدخين هو مهمة شاقة بالفعل، وتتطلب بذل جهود مُضنية، لكن يبدو أنَّه لا يتوقع الإقلاع عن عادة التدخين، وأما الشخص الأول فلا يتوقع احتمال الفشل من الأساس؛ لأنَّه اتخذ قراره، ويبدو أنَّه سيلتزم به، ولا يحضِّر نفسه لاحتمال الفشل، مثل الاحتفاظ ببعض السجائر في حال فشلت عملية الإقلاع.

إقرأ أيضاً: التغيير في الحياة: لماذا نخافه؟ وكيف نتغير؟

يتعرض معظم الأشخاص لهذه المشكلة، فهم يرغبون في الإقلاع عن التدخين؛ لكنَّهم لا يثقون بقدرتهم على الإطلاق، ويود بعضهم التخلص من الوزن الزائد؛ لكنَّهم يظنون أنَّها مهمة شاقة جداً، ناهيك عن أنَّهم سبق أن حاولوا وفشلوا، وتراهم يقولون إنَّهم سيجربون نظاماً غذائياً جديداً هذه المرة؛ لكنَّهم لا يتوقعون النجاح، ويوجد من يرغب في الحصول على وظيفة جديدة، لكن توجد منافسة شديدة في السوق وليست لديه سيرة ذاتية بارزة، وهو لا يتوقع النجاح على الإطلاق بحسب تعبيره.

في الختام:

يجب أن تنتبه إلى الطريقة التي تتحدث بها عن هدفك للآخرين، حتى تعرف ما إذا كنت ستتوقع تحقيق أهدافك، وتتخلص من العوائق الذهنية وتغير سلوكاتك في نهاية المطاف، وتذكَّر دائماً وأبداً أنَّك خُلِقت لتكون ناجحاً.




مقالات مرتبطة