خطوات للحصول على الدافع

ربَّما تلتزم بتحسين صحتك أو حياتك المهنية أو علاقاتك وتستسلم بعد يومين، ويحدث هذا الأمر لأنَّك لا تمتلك الدافع الكافي، وغالباً ما نتحدث عن بعض الأمور في حياتنا دون معرفة ما هو الدافع.



الدافع ببساطة هو السبب أو الأسباب التي تدفعك للعمل أو التصرف بطريقة معينة، والمشكلة هي أنَّ معظم دوافعنا لا تدوم طويلاً، أحياناً نشعر بالدافع في المساء، لكن عندما يرن المنبه في الصباح يتلاشى ذلك الدافع.

يمكنك استخدام الحديث الذاتي، والمواعيد النهائية المحددة، والإجراءات الروتينية، ووضعيات القوة، وغيرها من الأساليب شائعة الاستخدام للحصول على الدافع؛ لكنَّنا جميعاً نعلم أنَّ أيَّاً من هذه الأمور لا تدوم، فما نحتاجه هو استراتيجية للحصول على الدافع؛ لذا نقدم لك فيما يأتي 3 خطوات للحصول على الدافع:

1. ضبط الحالة النفسية:

الفكرة الأساسية وراء وجود الدافع هي وجود هدف لفعل أمر ما، فمن دون هدف لن يكون هناك أيَّ فعل، وهذا ما يعنيه الدافع في النهاية.

عندما تفتقر إلى الدافع ستفتقر إلى الهدف، فقد كرَّسَ "فيكتور فرانكل" (Viktor Frankl) الذي كان طبيباً نفسياً وناجياً من الهولوكوست (Holocaust) حياته لهذا الموضوع، وكتب في كتابه "الإرادة للعثور على معنى الحياة" (The Will To Meaning): "ما يحتاجه الإنسان في الواقع ليس حالة خالية من التوتر؛ وإنَّما السعي من أجل هدف جدير بالاهتمام، ومهمة مُختارة بحرية".

هذا هو الصراع الداخلي الذي نواجهه جميعاً، لماذا نفعل ما نفعله؟ ما هي الفائدة ممَّا نفعله؟ لماذا ننهض من السرير كل يوم؟

يقول فرانكل إنَّنا نحن من نحدد مصيرنا، ونحن من نختلق الدافع، إنَّه ليس شيء تمنحنا إياه الحياة؛ وإنَّما يأتي من داخلنا، فأنت من يقرر ما هو الهدف الجدير بالاهتمام في الحياة، ثمَّ تسعى إلى تحقيقه.

لكنَّ الأمر ليس بهذه البساطة؛ فسوف تغريك نفسك والآخرون للقيام بأمور مختلفة، وحالتنا الذهنية الطبيعية تميل إلى الإلهاء والتشتيت، ونحن نسعى إلى تحقيق أهداف مختلفةً؛ ونتيجة لذلك نشعر بالحيرة؛ لذا انظر إلى هذا الأمر على أنَّه لعبة الحياة.

توجد بعض القوى التي تدفعك للتخلص من هدفك، ومهمتك هنا هي إدارة اللعبة الداخلية، ويمكنك القيام بذلك من خلال تدوين يومياتك كل يوم؛ لتذكير نفسك بما يحفزك؛ لذا حاول القيام بأمور جديدة، وتحدَّ نفسك، ومارس التأمل، ويجب عليك أن تجمع بين عادات مختلفة بحيث تساعدك على إدارة الحالة النفسية.

شاهد بالفديو: 10 قواعد في الحياة للمحافظة على الدافع

2. إنشاء نظام للمساءلة:

يبدأ التحفيز من أنفسنا؛ لكنَّ الحياة لا تتعلق بالفرد فقط، ما سنجده هو أنَّ أهدافنا ترتبط دائماً بالآخرين؛ أي بعائلاتنا وأزواجنا وأطفالنا وأصدقائنا وحتَّى الغرباء.

بعد ذلك يجب أن تبدأ بمحاسبة نفسك، المساءلة الشخصية هي الاعتقاد بأنَّك على استعداد لتحمل مسؤولية أفعالك؛ إذ سيضمن لك ذلك أنَّك ستستمر في العمل عندما تفشل، لكن كيف تضع نظام مساءلة لنفسك؟ إليك مفهومين علميين:

مبدأ الالتزام والاتساق:

هذا المبدأ هو أحد الأفكار التأسيسية من كتاب "التأثير" (Influence) الذي كتبه عالم النفس "روبرت سيالديني" (Robert B. Cialdini)؛ إذ يرغب الناس في أن يظهروا متسقين في سلوكهم، فإذا سألك شخص ما إذا كنت من النوع المغامر وأجبته نعم، فأنت تميل إلى التصرف بطريقة تدعم ذلك، ويمكنك استخدام هذا المبدأ لتحفيز نفسك، وإخبار الناس ما هو هدفك، ثمَّ ستجد أنَّك تبذل قصارى جهدك لتحقيقه.

امتلاك شركاء للمساءلة:

يرتبط هذا الأمر بالمبادئ السابقة، فعندما نتحدث عن أهدافنا مع أحد أفراد الأسرة أو صديق أو كوتش أو زميل في العمل، فمن المحتمل أن نلتزم بما نقوله، وتُظهِر الأبحاث أنَّ فرصة الوصول إلى الهدف بنجاح هي 95% عندما يكون لديك موعد ثابت مع شريكك في المساءلة.

يمكنك تطبيق هذا المبدأ بطرائق مختلفة، لا نوصيك بالعمل مع الأصدقاء؛ لأنَّهم قد يخيبون ظنك، إذا لم يكن الناس من حولك جادين فتعامل مع كوتش، كما يعد من الجيد وجود شركاء متعددين للمساءلة؛ للتأكد من أنَّك لا تعتمد على شخص واحد.

إقرأ أيضاً: شريك المساءلة: من هو؟ وكيف تعثر عليه؟ وماذا تستفيد منه؟

3. مكافأة نفسك:

يوصى بالمكافآت على نطاق واسع لزيادة الدافع الشخصي، لكن قد يترافق  هذا الأمر بنتائج عكسية أيضاً إذا اخترت المكافآت الخاطئة أو تركت الدور للمكافآت لتحفيزك؛ الفكرة بسيطة، كافئ نفسك باستمرار على الإنجازات الصغيرة، وعندما تُحرز تقدماً في أهداف حياتك المهنية اشترِ لنفسك شيئاً لطيفاً.

لا نوصي بالمكافآت المادية؛ فمن غير الجيد أن تحفزك المكافآت فقط، فقد يؤدي هذا الأمر إلى الفشل في تحقيق هدفك، وهذا ما يُخطِئ فيه معظم الأشخاص الذين يكتبون عن التحفيز والمكافآت، قد تساعدك المكافآت لكن سينتهي ذلك بجعل الأمور أسوأ بكثير.

عندما نتحدث عن المكافآت فنحن نقصد تلك التي تمنحنا الرضى الداخلي، في كثير من الأحيان هذه الأمور لا تكلف كثيراً؛ على سبيل المثال بعد الانتهاء من العمل على مشروع كبير خذ عطلة لمدة أسبوع واقرأ كتاباً واذهب لرؤية الأصدقاء واسترخِ.

يستمتع معظم الناس بالطعام، ويمكن استخدام ذلك على أنَّه مكافأة؛ لذا افعل ما يناسبك، ببساطة ضع في حسبانك أنَّ كل ما تمنحه لنفسك هو مكافأة، لكن لا تذهب إلى صالة الألعاب الرياضية حتى تتمكن من تناول الآيس كريم مرةً أخرى، يتعارض هذا مع الهدف؛ لذلك بدلاً من ترك المكافآت تحدد سلوكك، افعل أموراً تستمتع بها بالفعل.

إقرأ أيضاً: 9 طرق بسيطة لمكافأة نفسك والقضاء على التراخي

في الختام:

قد تستغرق وقتاً طويلاً في التفكير لتجد الدافع والهدف، ومن السهل أن تضيع بين أفكارك، لكن تذكَّر أنَّه يجب أن نعيش هذه الحياة، والطريقة الوحيدة للتغلب على ذلك هي التوقف عن التفكير، وفي مرحلة ما يجب عليك التوقف عن التشكيك في كل شيء والبدء في تجربة الحياة.

اختر هدفك، وأخبر الناس به، ثم حاول السعي إلى تحقيقه، وكافئ نفسك على ما أنجزته، إنَّه ليس بالأمر السهل، لكن بصرف النظر عمَّا سيحدث استمر.

المصدر




مقالات مرتبطة