خطوات للتخلص من الشعور بالذنب المتعلق بالإنتاجية

يجب أن تمارس الرياضة أربع مرات في الأسبوع، وليس الركض فقط؛ وإنَّما التدريب المتواتر عالي الكثافة، وتتَّبِع نظام الصيام المتقطع، وشرب حوالي لترين من الماء يومياً، ولا تنسَ ممارسة التأمل.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن سكوت إتش يونغ (Scott H Young)، ويُحدِّثنا فيه عن تجربته الشخصية في تجاوز الشعور بالذنب بشأن الإنتاجية.

إذا كنت لا تستيقظ عند الساعة 4 صباحاً، فأنت تفوِّت أكثر ساعات اليوم إنتاجيةً، هل تقضي وقتك في مشاهدة التلفاز؟ إذا كان الأمر كذلك فقد كان من الممكن أن تستغل هذا الوقت في قراءة كتب مفيدة.

هذا هو الشعور بالذنب المتعلق بالإنتاجية، فهو الشعور المزعج الدائم بضرورة إنجاز المزيد من المهام، وإذا كنت لا تنجز كلَّ شيء يجب عليك إنجازه؛ فأنت شخص كسول متهرب من المسؤولية ولن تحقق أهدافك أبداً.

ما الذي يسبب الشعور بالذنب المتعلق بالإنتاجية؟

تسهم المقالات التي تنصح بتعزيز الإنتاجية إسهاماً كبيراً في الشعور بالذنب المتعلق بالإنتاجية، ولسوء الحظ، يعدُّ هذا الأمر أحد الآثار الجانبية لتقديم النصائح والاقتراحات، وبالنسبة إلى بعض الأشخاص ستكون الاقتراحات مفيدةً في حلِّ مشكلاتهم، أمَّا بالنسبة إلى الآخرين، فستكون هذه الاقتراحات كثيرةً عليهم، وتجعلهم يشعرون بالذنب.

شاهد بالفيديو: 10 طرق لزيادة الإنتاجية في العمل

طريقة تجنب الشعور بالذنب:

لحسن الحظ، أنت تمتلك القدرة على تجنب الشعور بالذنب، وفيما يأتي ثلاث خطوات للمساعدة على تجنب الشعور بالذنب المتعلق بالإنتاجية:

1. تقبُّل أنَّك لست مثالياً دائماً:

جميعنا لا يمكن أن نفعل كلَّ شيء بصورة مثالية طوال الوقت، فأنا قد أنشأتُ مدونة كتبتُ فيها في ثلاثة عشر عاماً، أكثر من 1200 مقالاً، معظمها يحتوي على نوع من النصائح أو الاقتراحات، وجميعها كثيرةً على أيِّ شخص ليطبقها في وقت واحد وبصورة دائمة.

أنا أمر بمراحل تطوُّر فيها عاداتي؛ فالأفكار القديمة التي كتبت عنها استبدلتها بأخرى جديدة، وذلك ليس لأنَّ الجديد أفضل من القديم؛ وإنَّما لأنَّني أتغير دائماً كما تفعل أنت وغيرك.

2. يجب ألا تكون مثالياً دائماً:

الخطوة الأولى هي إدراك أنَّ المثالية ليست أمراً عملياً، والخطوة الثانية هي إدراك أنَّ المثالية أمر غير مرغوب فيه.

عادةً ما تكون النصيحة اتجاهاً، وليست وجهةً؛ ممَّا يعني أنَّ الانتقال من مكانك الحالي في الاتجاه الذي تشير إليه النصيحة، سيمنحك بعض الفوائد، لكنَّ التعامل مع الأمور بطريقة مبالغ فيها لن يكون أمراً جيداً في كثير من الأحيان.

أحياناً، يمكن أن يحدث هذا الأمر ببساطة عن طريق جمع كثير من النصائح التي تناسبك شخصياً، والتي إذا بالغت في تطبيقها وكَثُر عددها، يمكن أن تبدأ في مواجهة بعض العقبات، ربما تكون كلُّ نصيحة وحدها جيدةً، لكنَّ تطبيقها كلَّها معاً، لن يترك لك سوى قليل من الوقت والطاقة المتبقية في اليوم لأمور عادية ولكنَّها هامة.

في أحيان أخرى يمكن أن يكون إظهار الصورة المثالية أمراً سيئاً؛ لأنَّه بينما يكون التغيير في اتجاه واحد مفيداً؛ إلا أنَّ التغيير الكلُّي في هذا الاتجاه ليس كذلك، وربما يكون تخفيف قضاء الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي أمراً جيداً، لكن إذا لم يكن لديك أيُّ تواصل، فقد يؤدي ذلك إلى تقليل الإنتاجية.

3. نقطة البداية الخاصة بك تبدأ من وضعك الحالي:

إنَّ المصدر الحقيقي للشعور بالذنب ليس أنَّ المعايير المفروضة غير واقعية للغاية أو حتى غير مرغوب فيها؛ وإنَّما لأنَّه يوجد دائماً فجوة بين كيف نرى أنفسنا وكيف نودُّ أن نكون.

دائماً ما تكون الخطوة الصحيحة التي يجب القيام بها هي التي تدفعك قليلاً، ولكنَّك تتخذ من وضعك الحالي نقطة بداية لك، ويتضمن ذلك أيضاً نقاط القوة والضعف النفسية لديك.

لقد قدمت في الفترة الأخيرة نصائح على موقع تويتر (Twitter) لعدد قليل من الأشخاص الذين يرغبون في تعلُّم أمر جديد لكنَّهم استمروا في تأجيله؛ إذ ستلاحظ شعور الذنب لديهم؛ لأنهَّم لم يتمكنوا من إحراز تقدُّم.

لكنَّ هذه الطريقة مغلوطة؛ إذ سيكون من الجيد إن كنَّا كائنات مثالية ونتصف بالانضباط وامتلاك الوقت والحرية والموارد والذكاء غير المحدود، ولكنَّنا لسنا كذلك؛ فنحن نبدأ دائماً من الأغلاط محاولين جعل الأمور أفضل.

يجب ألا يكون السؤال: "ما الذي يجب أن أفعله فعلاً مثالياً لحلِّ هذه المشكلة؟"، وإنَّما: "كيف يمكنني القيام بالأمور بصورة مختلفة قليلاً عن المرة السابقة للحصول على نتائج أفضل قليلاً؟".

إقرأ أيضاً: كيف يؤثر الشعور بالذنب في طريقة إنفاقنا؟

الإنتاجية أمر جيد لكنَّ الشعور بالذنب بشأنها أمر سيئ:

إنَّ محاولة تحسين أنفسنا هو أمر جيد، ولكنَّ الشعور بالذنب لا يساعدك على القيام بذلك، إليك بعض الأمور التي يمكنك فعلها إذا كنت تشعر بالذنب في الآونة الأخيرة:

  1. اختيار بعض الأهداف للعمل عليها، وربما يكون هدفاً واحداً فقط، وإخبار نفسك أنَّه لا مشكلة في عدم العمل على أمور أخرى.
  2. التوقف عن موازنة نفسك بالآخرين؛ فالأشخاص الذين أنت معجب بهم لديهم أيضاً عيوب لا يظهرونها؛ ولذلك اعمل على تحسين نفسك، ولا تشعر بالذنب؛ لأنَّك لا ترى نفسك تصل إلى مواصفات شخص آخر.
  3. فصل النصائح اللطيفة عن الأساسية؛ فمعظم النصائح لطيفة، لكنَّ قليلاً منها يساعدك، فإذا كان بإمكانك التركيز على الأمور الأساسية التي تهمك في تحقيق أهدافك القليلة، فيمكنك التوقف عن الشعور بالذنب حيال أيِّ أمر آخر.
إقرأ أيضاً: لماذا نشعر بالذنب عندما نأخذ استراحة؟

في الختام:

توقف عن إخبار نفسك بأنَّ الشعور بالذنب هو أمر مفيد لك، فالشعور بالذنب هو دافع، ولكنَّه يكلفك كثيراً، وينتج عنه كثير من الآثار الجانبية، وقد لا تختار ما تشعر به، لكن لا يمكنك تعديله إذا كنت تظنُّ أنَّ الشعور المستمر بالذنب بشأن عدم إنجازك لما هو كافي، هو بطريقة ما الحالة المثالية؛ لذا حاول أن تكون متأنياً وصبوراً بدلاً من ذلك، وستحصل على معظم النتائج مع الشعور بقلق قليل.

المصدر




مقالات مرتبطة