التدوين، إبدأ وصحح مسارك على الطريق

في كثيرٍ من الأحيان يُطرَح للنِّقاش مشاريع اجتماعيَّة أو ثقافيَّة توثيقيَّة أو حتى تجاريَّة، وتبدو للوهلة الأولى أنَّها هامَّة ومطلوبة، ولكن غالباً تُنْسَى أو لا ترى النور من باب العمل على اكتمال الفكرة وبلورتها أو العمل على تجميع كافَّة العناصر المطلوبة لتنفيذها، أو الحرص على إظهارها بأفضل وجهٍ، ولكنَّ الحقيقة أنَّها تموت وهي في هذا المخاض؛ لذلك أرى أنَّه من الهام تقدير حجم الكمال المطلوب مقارنةً مع ضرورته في ولادة المشروع، وأن لا يكون سبباً في فقدانه، ولا بأس من التقويم والاستكمال في مراحل متأخرة.

في هذا السياق يقول الكاتب زياد ريس: كانت المبادرة في إطلاق الكتاب الأول "تجربتي لحياة أفضل"، وأنا على عِلْم أنَّه يحتاج لاحقاً إلى تقويم وتصحيح، وبعد المراجعات البسيطة تبيَّنت لي مجموعة من الملاحظات والاستنتاجات أحببتُ أن أكتبها ربما تكون دافعاً للكتابة عند بعضكم.

نصائح وملاحظات للمدونين والكتاب:

يقول الكاتب زياد ريس: كانت المبادرة في إطلاق الكتاب الأول "تجربتي لحياة أفضل"، وأنا على عِلْم أنَّه يحتاج لاحقاً إلى تقويم وتصحيح، وبعد المراجعات البسيطة تبيَّنت لي مجموعة من الملاحظات والاستنتاجات أحببتُ أن أكتبها ربما تكون دافعاً للكتابة عند بعضكم، وهي كالآتي:

1. الكتابة تُعطي دافعاً كبيراً للقراءة.

2. الكتابة تحتاج إلى صفاء وهدوء:

ويتحقق هذا في ساعات الصباح الأولى، ما يجعل الكاتب يهتم بالاستيقاظ باكراً قبل الدُّخول في صَخْب الحياة اليوميَّة.

3. لأن الكتاب يحتوي على مادة تحفيزيَّة لبعض القِيَم وتطوير الذَّات:

فإنَّ الكاتب يعمل على الالتزام بها أولاً.

4. الاهتمام بصَرْف الوقت نحو الكتابة:

سوف يؤدِّي بشكلٍ تلقائي إلى عدم الاهتمام في مشاهدة التلفاز، ومتابعة برامج التَّواصل الاجتماعي.

شاهد بالفيديو: تعلم كيف تغتنم الفرص بـ 10 خطوات

5. تحرِّي دقَّة المعلومة:

تحث الكاتب على الخَوْض في آليَّات البحث في المواقع المعرفيَّة مثل غوغل ومراجع أخرى، ما يزيد من ثقافته ومعرفته.

6. دُور النَّشر وآليَّة التَّعامُل معهم خبرة بحَدِّ ذاتها.

7. إضفاء صفة المؤلف أو الكاتب:

تعطي صبغة خاصَّة لصاحبها وتقديراً أو احتراماً مُميَّزاً عند الآخرين، وكأنَّه شخص آخر عما كان عليه، ومَهْمَا كان الكتاب هامَّاً سوف يَبْقى ضمن منظومة القبول والاستحسان عند بعضهم، ومكان انتقاد عند الآخرين، وخلاف ذلك صحيحٌ.

8. (العنوان، المقِدّمة، الفهرس، اسم الناشر، تصميم الغلاف، لمحة عن الكاتب):

كلها عناصر هامَّة تؤدي دوراً في جَذْب القارئ للكتاب أو خلاف ذلك.

9. تمَّ الحديث كثيراً عن الكتاب الإلكتروني:

وبلا شك أخذ حيِّزاً كبيراً من عالَم الكتاب، ولكن تبقى النُّسْخَة الورقيَّة من الكتب لها عالمها وجمهورها من القُرَّاء.

إضافةً إلى ذلك تبيَّن لي أنَّ القارئ ذا المعرفة النحويَّة سوف يتعكر مزاجه بوجود أخطاء نحويَّة بالكتاب قد يَغْفرها المحتوى، مع ذلك فإنَّ الكتابة لا تحتاج إلى أديب أو لغوي ضليع، وسوف يجد الكاتب مَن يساعده في هذا السياق، واستمرار الكتابة يؤدِّي إلى تحسن الأداء من الكاتب، ولكنَّ الهام أن تكون عنده مادة مُميَّزة يقدِّمها أو تجربة يطرحها للآخرين.

نجاح الكتاب يَتْبع لعناصر كثيرة أهمُّها المحتوى، ومن ثَم دار النشر وقُوتها، واحتمالات النجاح تبقى ضعيفة جداً وقد لا تتجاوز ٢٪، ومع ذلك معظم الكُتَّاب يستمرون بالكتابة في إصدارات متلاحقة، ولم يقفوا عند الكتاب الأول، والنَّجاح قد يكون في الإصدار الخامس أو العاشر.

معظم الأشخاص لديهم محتوى هام ومادَّة من الضَّروري تدوينها ونشرها، ولكن ينتظرون الكمال أو الجرأة للانطلاق، ونصيحتي لهؤلاء:  "ابدأ وصَحِّح على الطريق".

أخيراً يحضرني قول أحد المحدثين: "كم أماتت رغبةُ الكمال إنجازَ كثيرٍ من جليل الأعمال، كما أمات التراخي والتسويف كثيراً من فريد التأليف".