خبراء رعاية الأطفال يشرحون عن الأسابيع الأولى الفوضوية لنمو الطفل

يتفوَّق كتاب "الأسابيع العجيبة" (The Wonder Weeks) -الذي أصبح بعد صدوره في عام 1992 من أكثر الكتب مبيعاً؛ وترجم إلى 20 لغة- على ما تذهب إليه كتب التربية. وقد صدرت مؤخراً نسخةٌ محدَّثةٌ بالكامل منه تقدِّم آخر المعلومات الشاملة عن التنمية العقلية للرضَّع، وترتكز في جوهرها على عقودٍ من الأبحاث التي أجراها المؤلِّفان الأصليان للكتاب، وهم عالمة الأنثروبولوجيا الراحلة الدكتورة "هيتي فان دي ريجت" (Hetty van de Rijt. Ph.D)، وعالم الأحياء السلوكي الدكتور "فرانس بلويج" (Frans Plooij. Ph. D). ولكنَّك سترى أيضاً بعض العناصر الجديدة التي جرى تحديثها من قبل ابنتهم "كزافيرا بلاس بلويج" (Xaviera Plas-Plooij) -وهي الآن رئيسٌ تنفيذيٌّ وأمٌّ لثلاثة أطفال- للآباء والأمهات.



إليكم بعض الأسئلة والأجوبة:

ما الذي يشير إليه مصطلح "الأسابيع العجيبة"؟ ومتى تحصل هذه الأسابيع؟

تشير "الأسابيع العجيبة" إلى الفترة التي تلي ما نسمِّيه "حروف السي الثلاثة" (The Three C's)، وهي: "البكاء" و"غرابة الأطوار" و"سلوك التعلُّق"؛ سيلي ذلك أسبوعٌ يرى الآباء فيه جميع أنواع المهارات الجديدة المستجدة عند طفلهم، حيث يظهر هذا النمط مرةً تلو الأخرى خلال فترة "الأسابيع العجيبة". سيحدث هذا ويستمر حتَّى 20 شهراً تقريباً.

ماذا يعني مصطلح "قفزة"؟ كم هو عدد القفزات؟ وما هي بعض الأمثلة عنها؟

كمثل النمو الجسدي، لا يتجلَّى النمو العقلي بسلاسةٍ وبشكلٍ تدريجي؛ بل هناك فتراتٌ منتظمةٌ تليها زيادةٌ مفاجئة، إذ يبدو هذا كما لو أنَّ طفلك يقفز إلى مستوىً آخر من النمو. هذه القفزات صعبةٌ بالنسبة إلى الأطفال، وإنَّ القيام بها يعني أنَّ الإدراك يتغيَّر، حيث يبدو العالم بغتةً غير مألوفٍ للطفل، كما لو أنَّه على كوكب جديدٍ وكلُّ شيءٍ غريبٌ عنه؛ ويستمرُّ هذا لمدةٍ من الزمن.

ما الذي يمكن أن يفعله في هذا الوضع؟ قد يبكي ويتصرَّف بغرابةٍ ويتشبَّث بالناس الذين يعرفهم فقط.

لذلك، دائماً ما تبدأ القفزة بمرحلةٍ صعبة. لحسن الحظ أنَّنا نعرف الوقت المحتمل لحدوث هذه القفزات، وكيف يمكنك مساعدة الطفل خلالها، مثلاً: فكِّر في القفزة الخامسة التي تحدث في الشهر السادس تقريباً، حيث يفهم طفلك الآن وللمرة الأولى العلاقات مثل: العلاقة المكانية بين شيئين؛ لهذا السبب يبدأ الطفل، بعد القيام بالقفزة الأولى، بالبكاء أكثر كلَّما غادرت الغرفة، أو عندما لا يمكنه رؤيتك. هو يدرك الآن أنَّه يمكنك التحرُّك، وأنَّ المسافة بينكما تكبر، وأنَّه لا يوجد شيءٌ يمكنه القيام به لإيقافك باستثناء أن يجعلك تدرك أنَّه يريدك أن تغلق تلك الفجوة بينكما.

إقرأ أيضاً: 10 أمور طبيعية تحدث حينما ترزقين بمولودٍ جديد

أليس لكلِّ طفلٍ تفرُّده؟ كيف يمكنك التنبؤ بتوقيت الفترات الصعبة والقفزات؟

نعم، إنَّ كلَّ طفلٍ حالةٌ فريدةٌ من نوعها. ولكن، وبشكلٍ لافتٍ للنظر، تحدث هذه القفزات في الإطار الزمني نفسه، إلَّا أنَّ طريقة تعامل الطفل مع القفزة، وما يخرج به من القفزة؛ هو ما يجعل كلَّ طفلٍ حالةً فريدةً من نوعها. قارن هذه القفزة بسنِّ البلوغ الذي يمرُّ به كلُّ ​​الأطفال في العمر نفسه تقريباً، ستجد أنَّ الطريقة التي يخوضونه بها، وكيف يفعلون ذلك، وما يخرجون به منه؛ هو ما يجعل كلَّ مراهقٍ حالةً فريدةً من نوعها.

ما الذي يجب على الوالدين مراعاته عندما تبدو المطالب التي عليهم القيام بها مرهقةً وهائلة؟

تشكِّل القفزات تحدِّياً للطفل، وبالتالي هي تمثِّل تحدِّياً للآباء أيضاً؛ فأنت تريد مساعدة طفلك بكلِّ الطرائق الممكنة، حيث أنَّ رؤيتك للطفل يبكي تجعل قلبك يبكي، ولكنَّ إدراك ما يجري في عقل طفلك يمكنه طمأنتك وإعطاؤك منظوراً جديداً إيجابيَّاً لهذه المرحلة الصعبة؛ بحيث تمنحك هذه المعرفة الطمأنينة.

إقرأ أيضاً: نصائح يجب عليك أن تسمعيها قبل أن تقضي أسبوعك الأول مع طفلك

تختلف ممارسات الأبوة من بلدٍ إلى آخر، ومن جيلٍ إلى جيل. كيف يمكنك تطبيقها على الوالدين الآن؟

التطور العقلي هو تطورٌ عام؛ فهو لا يتعلَّق بالثقافة، حيث أنَّ جميع الأطفال يقومون بالقفزات نفسها. نحن لا -ولن- نملي على الآباء أبداً طريقة ممارستهم لأبوَّتهم، بل نقدم رؤىً يمكن للآباء حول العالم أن يختاروا منها بأنفسهم؛ لأنَّ كلَّ والدٍ يمكن أن يتبنَّى ممارسة أبوَّته بشكلٍ خالٍ من التوتر.

 

المصدر




مقالات مرتبطة