حيل بسيطة لزيادة التركيز وضبطه لتحقيق النجاح الدائم

ينتابني الفضول دائماً بشأن ما يميز الأشخاص الناجحين عن غيرهم؛ فقد فكرت أنَّني إذا استطعت التعلم من طريقة تفكيرهم ومحاكاة سلوكاتهم وتبني عاداتهم، سأصل في النهاية إلى النتائج نفسها التي توصلوا إليها.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن خبير التفكير وبناء المرونة العقلية تشاز سكوت (Chazz Scott)، ويُحدِّثنا فيه عن تجربته في تطوير عادة الحفاظ على التركيز لتحقيق النجاح.

فهم لا يختلفون عني فقد يكون لديهم شبكة رائعة من المعارف ومال كثير؛ ولكنَّنا نمتلك العقل ذاته؛ لذلك اعتقدت أنَّ دراسة حياة أولئك الناجحين ستساعد على تغيير تفكيري للوصول إلى النتائج التي أردتها في حياتي.

عندما واصلت دراسة الأشخاص الناجحين الذين أعرفهم شخصياً والأشخاص الذين عاشوا في الماضي وغيرهم ممن لديهم شهرة واسعة، أدركت سريعاً الفرق بين أولئك الذين يحققون أهدافهم والذين لا يفعلون ذلك، وهو عبارة عن كلمتين فقط هما: ضبط الانتباه.

يسميه بعض الناس التركيز:

بالنسبة إلى بعضهم قد يبدو هذا وكأنَّه سمة بعيدة المنال لتحقيق قدر كبير من النجاح في الحياة؛ ولكنَّني اكتشفت أنَّ كلَّ شخص ناجح تقريباً يتمتع بهذه الخاصية الفريدة.

يعزو الصناعي الأمريكي أندرو كارنيجي (Andrew Carnegie) - والذي يُعدُّ أحد أغنى الأمريكيين في التاريخ - نجاحَه إلى هذه الصفة بالذات؛ فقد عمل في وظائف متفرقة عديدة بصفته ابن مهاجر، وفي النهاية بنى واحدة من أنجح إمبراطوريات الأعمال على الإطلاق.

لقد قيل إنَّ المسؤولين الحكوميين شكُّوا به بسبب السرعة التي كوَّن بها ثروته؛ لذا أعطى مجلس الشيوخ الأمريكي الأمر باستجواب أندرو كارنيجي، وعندما استجوبه المسؤولون كشف كارنيجي عن سره البسيط فقال: "يمكنني أن أُبقي ذهني مركزاً على شيء ما لمدة خمس دقائق متتالية"، فقد أتقن كارنيجي القدرة على إبقاء عقله مركزاً ومنتبهاً لبدء المهمة وإكمالها بالكامل دون تشتيت.

هذه الإجابة البسيطة والعميقة منطقية جداً:

إذا لم تتمكن من تركيز أفكارك على النتيجة المرجوة، فلا شيء يمكن أن يتقدم في الحياة سواء كان ذلك في الحفاظ على صحتك أم إنتاجيتك أم ثروتك.

كتب الدكتور أنجيل ريفيرا (Dr. Angel L. Rivera) في مقال نُشر على موقع مؤسسة نابليون هيل (Napoleon Hill Foundation) أنَّ ضبط الانتباه والتحكم به يُعرَّف بأنَّه "عمل لتنسيق قدرات العقل جميعها وتوجيه قوتها المشتركة إلى نهاية محددة، وهو فعلٌ لا يمكن تحقيقه إلا من خلال أشد أشكال الانضباط الذاتي"، وكتب إضافة إلى ذلك أنَّ التركيز الفعال "يتطلب تركيز الانتباه والتحكم به بالكامل وتوجيهه نحو نهاية محددة".

سواء كان الأمر يتعلق ببدء مهمة وإنهائها أم إعطاء اهتمامك الكامل لشخص آخر في أثناء المحادثة أم حتى شيء بسيط مثل التمسك بفكرة واحدة حتى النهاية فهذه ميزة اعتمدها الأشخاص الناجحون جميعهم.

قد تسأل نفسك الآن كيف يمكنني تطوير انتباهي وتركيزي وتوجيه أفكاري؟ فمع كلِّ التشتيت الذي يسببه وسائل التواصل الاجتماعي ومطالب الحياة اليومية، يبدو أنَّ التركيز هو آخر شيء يشجعه مجتمعنا الحالي ناهيك عن أنَّ أذهاننا تشرد ما يقرب من 50% من يومنا؛ وذلك وفقاً لدراسة حديثة أجرتها جامعة هارفارد (Harvard).

إذا كنت لا تشعر بأنَّ لديك هذه السمة الآن أو تشعر أنَّك بحاجة إلى مزيد منها لإنجاز أهدافك ومهامك فابقَ معي؛ إذ يخلص العلم إلى أنَّ التركيز والانتباه مهارة يمكن تعلُّمها.

تناقش الدكتورة وأستاذة علم النفس أميشي جها (Dr. Amishi Jha) في كتابها ذروة العقل (Peak Mind) أنَّه يمكنك من خلال استثمار 12 دقيقة فقط في اليوم لمدة خمسة أيام في الأسبوع، زيادة انتباهك وذاكرة العمل لديك من خلال تمرين بسيط من اليقظة؛ لذلك مقابل استثمار بسيط لوقتك يمكنك جني مال كثير في كلِّ مجال من مجالات حياتك تقريباً.

شاهد بالفديو: 6 طرق لتدريب عقلك على تحسين التركيز

إذا كنت تبحث عن بعض الحيل الأخرى للحفاظ على تركيزك فإليك فيما يأتي بعضاً منها:

1. التخلص من المشتتات:

قبل البدء في أيَّة مهمة عليك تهيئة بيئتك للنجاح لتقليل احتمالية تشتيت انتباهك؛ وذلك من خلال ضبط أجهزتك جميعها على وضع "عدم الإزعاج"، أو وضع هاتفك في غرفة أخرى، أو الاستيقاظ باكراً قبل أن يبدأ أيُّ شخص آخر بإنجاز أيِّ مهمة، أنا شخصياً يجب أن أضع هاتفي في غرفة أخرى في بعض الأحيان لأنَّني سألتقطه دون وعي وأبدأ في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي، ممَّا يصرفني في النهاية عن المهمة التي أقوم بها؛ لذا يُعدُّ إعداد المساحة الخاصة بك وترتيبها للتخلص من المشتتات طريقة رائعة لتمهيد طريقك نحو النجاح.

إقرأ أيضاً: 4 تقنيات فعالة لتتوقف عن التشتت وتركز على عملك

2. أخذ فترات استراحة قصيرة:

يمكن أن يحدَّ العمل لفترة طويلة من الزمن من تركيزنا؛ لذلك يُعدُّ اتخاذ فترات راحة قصيرة طريقة ممتازة للتخفيف من هذه المشكلة؛ فأنا عادةً ما أعمل لمدة 30 دقيقة دون أيِّ مصادر تشتيت، ثم أمنح نفسي استراحة قصيرة لمدة 5 دقائق أقضيها إمَّا في تناول وجبة خفيفة أو النظر خارج النافذة، فهذا يصفي ذهني، وبعد انتهاء الاستراحة والعودة إلى العمل أشعر بالانتعاش والاسترخاء وزيادة التركيز.

إقرأ أيضاً: أهمية أخذ استراحة قصيرة في أثناء العمل وفقاً للأبحاث

3. ممارسة التمرينات الرياضية:

ينسب معظمنا الفوائد الصحية التي تكتسبها أجسامنا للتمرينات الرياضية التي نمارسها، ومع ذلك توجد كثير من الأبحاث التي تثبت أنَّ ممارسة التمرينات المنتظمة لها دور كبير في تحسين صحتنا العقلية عامة، والتي تشمل تركيزنا وإنتاجيتنا؛ فعندما يكون لديَّ مهمة صعبة تتطلب اهتمامي الكلِّي والكامل، عادة ما أقوم بجدولة مهمتي مباشرة بعد التمرين وقد أدت هذه الحيلة البسيطة إلى تسريع إنتاجيتي في المهام والأهداف جميعها.

المصدر




مقالات مرتبطة