حقائق تساعد في التخلي عن الماضي

أستطيع أن أرى بالنظر إلى الماضي معظم مشكلاتي تنبع من عدم قدرتي على نسيانه؛ فأنا أسمح للأحداث الماضية بتحديد سلوكي الحالي، فعلى سبيل المثال: إذا وصفني شخص ما بأنَّني خجول أو ممل، فقد سمحت لتلك الصفات بتحديد شخصيتي الحالية، وتبنَّيت معتقدات مختلفة عمَّن أكون؛ فقد كنت حبيس الماضي، وجميعنا، إلى حدٍّ ما، مقيدون بماضينا، لكن باختصار نحن أكثر سعادة وإنتاجية عندما نتخلى عن الماضي، ومعرفة سبب صعوبة نسيان الماضي هو الخطوة الأولى لتصبح حراً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب أليكس ماذرز (Alex Mathers)، ويُحدِّثنا فيه عن كيفية التخلص من الماضي.

الماضي ليس شيئاً محسوساً:

يبدو الماضي كأنَّه كيان حقيقي ملموس، لكن في الواقع، الماضي مثل المستقبل، ليس حقيقياً؛ بل مجرد سلسلة من اللحظات الحالية؛ إذ نخلق وهماً في أذهاننا بأنَّ الماضي حقيقي بينما هو ليس كذلك؛ فكلُّ ما لدينا وما كان لدينا هو اللحظة الحالية، فلا يوجد ما يدعو للقلق في الوقت الحاضر؛ لأنَّك موجود فيها؛ لذا فكر في هذا للحظة.

إقرأ أيضاً: بعض الاستراتيجيات لتحرير نفسك من الماضي

الذكريات هي أحداث زمنية وليست عبرة لنتعلم منها:

تتيح لنا الذكريات تخزين المعلومات واستردادها لحماية أنفسنا، ونظراً لطبيعتنا البشرية المعقدة؛ فإنَّنا نحاول غالباً إيجاد المعنى الشخصي في الذكريات؛ إذ نظنُّ أنَّ الذكريات تحدِّد هويتنا، ممَّا يؤدي إلى حدوث المشكلات، فعلى سبيل المثال، نظنُّ أنَّنا غير أذكياء؛ لأنَّنا قلنا ذات مرة شيئاً طائشاً، وانتُقدنا بسببه؛ فنحن نظنُّ أنَّ الذكريات يجب أن تحدد شخصياتنا الحالية، وتفرض سلوكاتنا الحالية، ممَّا يحاصرنا ويحدنا، فنحن نسيء استخدام الذاكرة بوصفها دليلاً بدلاً من استخدامها بوصفها أداة تسجيل.

شاهد بالفيديو: 7 خطوات تساعدك على التعلم من أخطاء الماضي

الماضي لا يتراكم مادياً:

إذا مررنا بحدث صادم، فقد يبدو أنَّ الصدمة ما زالت في أجسادنا، أو أنَّ أدمغتنا قد تضررت أو أُعيدت برمجتها في هذه العملية، لكنَّ هذا الاعتقاد يؤدي إلى استمرار المشكلة فقط، ونظنُّ أنَّ هذا صحيحاً بسبب التأثير القوي للأفكار في تجربتنا العاطفية، وإذا مررنا بوقت عصيب في الماضي؛ فإنَّ استجابة بقاء الإنسان هي إعطاء الأولوية للفكر والعاطفة المصاحبة لذلك الفكر؛ فنحن ندفع هذا الفكر والعاطفة إلى أذهاننا على الفور، وخاصةً عندما يُدرك وجود تهديد.

مجرد فكرة ناشئة ليست هي المشكلة؛ بل الاستمرار في اجترار هذه الفكرة يسبب مشكلات، ولسنا بحاجة إلى ذلك؛ فهو مثل جرح، وإذا تمكَّنا من ترك الجرح وشأنه، فإنَّنا نتحرر من الصدمة، ويقل احتمال قيام أدمغتنا بإثارة هذا الفكر الدفاعي، وكلَّما طالت مدة تمسكنا بالاعتقاد بأنَّنا بحاجة إلى تجديد أدمغتنا وشفاء أنفسنا، طالت مدة بقائها معنا على ما يبدو؛ فهو أمر غير متوقع تماماً.

إقرأ أيضاً: كيف نتخلّص من الماضي المرير؟

الماضي ليس عذراً:

يمكن للحقيقة أن تكون مؤلمة في كثير من الأحيان؛ إذ يريد معظم الأشخاص الذين علقوا في الماضي، وما زالوا يكافحون اليوم أن يعانوا؛ فيستخدم كثيرون ماضيهم المعقد بوصفه ذريعة لإخفاقاتهم الحالية، ويصبح الماضي وسام شرف أو درعاً واقياً.

عليك أن تكون صادقاً مع نفسك بشأن درجة صحة ذلك بالنسبة لك؛ فإنَّه جيد إلى حدٍّ ما بالنسبة إلينا جميعاً، وما لم تكن على استعداد لتحمُّل المسؤولية عن كلِّ أغلاطك ونجاحاتك، فلن تتذوق طعم الحرية الحقيقية أبداً، ولن تعرف أبداً ماذا يعني أن تكون على طبيعتك.

طريقك إلى التخلص من قيود الماضي هو رؤية وهم الماضي والمعاني المغلوطة المرتبطة به

معظم الناس لديهم هوس غير صحي بماضيهم، لكن يمكنك أن تكون حراً، فلقد اخترت التحرر منه برؤية الماضي على حقيقته؛ وذلك لأنَّه أفضل شيء يمكنك القيام به لنفسك، ويمكنك الآن العودة إلى ما هو أكثر أهمية؛ وهو الاستمتاع بالحاضر.

المصدر




مقالات مرتبطة