توقف عن القلق بشأن تفويت عاداتك

من المحتمل أن يخيب أملك بنفسك إذا لم تمارس عاداتك ليوم واحد؛ فجميعنا مدركون لأهمية العادات، ونحاول جاهدين الالتزام بها، وثمة مجموعة كبيرة من الأبحاث التي تُظهر فائدتها؛ لكن يوجد شيء واحد يجب أن تعرفه، وهو أنَّك إذا مارست عاداتك ممارسة مبالغاً فيها، فإنَّها ستؤتي بنتائج عكسية عليك.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون داريوس فوروكس (Darius Foroux)، ويُحدِّثنا فيه عن أهمية التوقف عن القلق بشأن تفويت عاداتك.

على سبيل المثال؛ هل سبق لك أن قلت أشياء لنفسك من قبيل:

  1. "لقد نسيت أن أمارس التأمل في الأمس، إنَّني أفقد صوابي".
  2. "أعلم أنَّني أسافر كثيراً، لكن يجب أن أتناول طعاماً صحياً كلَّ يوم، فقد اكتسبت وزناً بالفعل".
  3. "لم أتمرن اليوم، أعتقد أنَّ صحتي سوف تسوء".

كُفَّ عن المبالغة والشكوى، فلا بأس في عدم الالتزام بعاداتك ليوم أو يومين، فهذه ليست نهاية العالم.

شاهد بالفيديو: 9 خطوات تساعدك على السيطرة على القلق

ينبغي ألا تكون العادات عبئاً لك:

نحن البشر نحب المبالغة في القيام بكلِّ شيء، وعندما يتعلق الأمر بالعادات، فقد وجدتُّ أن معظم أصدقائي وعائلتي وقرَّائي وحتى طلابي يملكون عقلية: "كلُّ شيء أو لا شيء".

أي على سبيل المثال، عليك أن تتمرن كلَّ يوم أو لا تتمرن أبداً، أو أن تكتب كلَّ يوم أو لا تكتب شيئاً على الإطلاق، لماذا كلُّ هذه الجدية؟ أعتقد أنَّ السبب في ذلك هو الحديث الذاتي السلبي؛ إذ نفترض أنَّنا إذا لم نمارس عاداتنا لبضعة أيام فهذا يعني أنَّنا فشلنا.

لكنَّنا لسنا في المدرسة، وما من أحد سوف يُعاقَب إذا لم يلتزم بمهمته؛ أي يمكنك أن تفعل كلَّ ما تريده، وإذا كنت لا تريد الالتزام بعادات معينة، فهذه حياتك الخاصة وأنت حرٌّ فيها؛ لذلك من الأفضل أن يكون لديك نهج لطيف عندما يتعلق الأمر بتحسين الذات والعمل، وإلا ستعاني باستمرار.

أحد معلمي اليقظة الذهنية والكُتَّاب المفضلين لدي هو "ثيتش نيات هان" (Thich Nhat Hanh)، فقد قرأت معظم كتبه وقرأت منذ فترة كتابه الذي يحمل عنوان "أنت هنا: اكتشاف سحر اللحظة الحالية" (You Are Here: Discovering the Magic of the Present Moment)؛ إذ يتحدث في هذا الكتاب عن الكف عن المقاومة والمعاناة والاستسلام للحظة الحالية؛ فنحن بحاجة إلى نهج مماثل عندما يتعلق الأمر بالعادات، فقد كتب: "لقد عانيتَ في الماضي، وربما ما زلت تعاني؛ لكنَّ ذلك غير ضروري؛ فلا فائدة منه؛ لذلك توقف عنه".

إقرأ أيضاً: كيف تتعامل مع القلق حينما يصيبك بشكل مفاجئ؟

الحرص على ممارسة أيَّة عادة باستمرار دون أيِّ انقطاع يضر:

لا يهم في الحياة ما فعلته بالأمس؛ بل يتعلق الأمر بما تفعله اليوم، لكن معظمنا يصر على إقحام الماضي في اللحظة الحالية؛ إذ نقول أشياء مثل: "لم أتمرن بالأمس؛ لذا لا فائدة من التمرُّن اليوم".

تنبع هذه الفكرة من أولئك الذين ينادون بممارسة العادات وتعزيز الصحة والتأمل؛ فكلُّ تطبيق مرتبط بذلك تقريباً يحوي على ميزة تتبُّع مدى التزامك بممارسة العادات؛ إذ يريد صانعو هذه التطبيقات تشجيعنا من خلال إظهار عدد الأيام المتتالية التي مارسنا التأمل أو التمرينات الرياضية فيها، أو التزمنا بأيِّ نوع من العادات الأخرى.

على الرَّغم من أنَّني أحب الحماسة، إلا أنَّني لا أفضل هذا النوع من التلاعب؛ فدائماً ما تأتي الانتصارات المتتالية بنتائج عكسية؛ إذ قد نقوم بشيء على مدى 20 يوم، ثم نتوقف عن القيام به في يوم ما، لنستسلم بعدها على الفور.

لقد تعلمت أن أتعامل مع العادات اليومية باستخفاف، فعلى سبيل المثال، أسعى إلى المشي 10000 خطوة يومياً، لكن لا داعي لأن أقلق إذا لم أفعل ذلك خلال يوم، وعلى الرَّغم من أنَّه قد تمر بعض الأيام التي لا أحقق فيها هدفي، إلا أنَّني ما زلت نشطاً.

إقرأ أيضاً: العلاج المعرفي السلوكي لاضطراب القلق العام

في الختام:

إذا كنت تمارس اليقظة الذهنية الحقيقية، فلا يهم مدى التزامك بها يومياً، ويجب ألا تكترث بما فعلته بالأمس؛ بل اكترث بما تفعله اليوم فقط، وحاول تحقيق أقصى استفادة من ذلك دائماً.

توقف عن المقاومة والمعاناة، وعِش اليوم الحاضر، إنَّ الحياة أقصر من أن تلوم نفسك إذا لم تمارس عاداتك ليوم واحد، وإذا عشت حياتك على هذا النحو، فلن تشعر بأيِّ عبء على الإطلاق.

لن تنتهي حياتك إذا تناولت وجبات سريعة لبضعة أيام في السنة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى العادات الأخرى، بالتأكيد، إذا كان لديك نوع من الحساسية القاتلة، فقد يكلفك خطأ واحد حياتك بأكملها، لكن هذا لا ينطبق على 99.9% من العادات الأخرى في الحياة.

لهذا السبب أنا لا أشعر بالقلق بشأن تفويت يوم واحد من الكتابة أو ممارسة التمرينات الرياضية أو التمدد أو جميع العادات الأخرى التي أمارسها؛ لأنَّني أعلم أنَّني أملك فرصة جديدة غداً، وأعتزم استثمار هذه الفرصة بالكامل، إنَّ الأمر الأساسي الذي يجب أن تقوم به هو ألا تتوقف عن محاولة أن تصبح الأفضل على الإطلاق.

المصدر




مقالات مرتبطة