تقلب الطموح: أسبابه و5 حلول للتخلص منه

تخيَّل أنَّها الساعة العاشرة مساءً وأنت متحمِّس لجعل حياتك أفضل، فتقرر الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية في الساعة 8 صباحاً من اليوم التالي، لكن ما إن يحل الصباح، تجر نفسك جراً بعيداً عن الفراش، فتغير رأيك وتلغي فكرة الذهاب، فما حدث هو أنَّ طموحك تقلَّب.

4 أسباب لتقلب الطموح:

تتمثل الأسباب لتقلب الطموح في 4 نقاط وهي:

1. مستويات الطاقة:

عادة ما تُحدِّد مستويات طاقتنا رغباتنا في الوقت الحالي، فإذا كانت طاقتك منخفضة تنخفض طموحاتك أيضاً، فمن يستطيع تغيير العالم في أثناء أخذ قيلولة؟

2. التسويف:

تطمح للعمل على هدف من أهدافك ليلاً، فتؤجله إلى الصباح، وما إن يحل الصباح حتى تؤجل العمل عليه إلى بعد الظهر، فتستمر في التأجيل دون إنجاز أي شيء، فالتسويف أمر سهل؛ لكنَّه يفسد طموحاتك.

إذا رغبت في إحراز تقدُّم؛ لكنَّك تريد تأجيل العمل، فستستمر في الطموح دون فعل أي شيء بشأن تحقيقه، كما ستصنف المهام على أنَّها غير عاجلة، وتستمر في تأجيلها، وغالباً ما يتكرر الأمر هذا معك دون القدرة على فعل أي شيء لإصلاحه.

3. الخوف من الفرص الحقيقية:

تنخفض همتك لتحقيق الأفكار الجريئة عندما تعلم أنَّها لن تحدث أبداً، فتبدو أوهاماً بالنسبة إليك؛ فلا شيء مُخيف في فكرة محاربة الجريمة عندما تكون جالساً في أمان في المنزل؛ لكنَّ المخيف هو أن تمشي في الشوارع بهدف القضاء على الجرائم.

ينطبق الأمر ذاته عليك عندما يكون لديك وقت فراغ لساعة من الزمن تستطيع فيه كتابة مخطط لروايتك الأولى؛ لكنَّك تختار الخروج لشراء المثلجات بدلاً من ذلك.

يثير العمل الهادف الخوف أكثر من العمل الذي لا معنى له، فإذا وجدت مصدر إلهامك في أمر لا تستطيع فعل أي شيء حياله، فمن المحتمل أنَّك تخشى الفرص الحقيقية.

شاهد بالفديو: 5 استراتيجيات لبلوغ أعلى الطموحات وتحقيق الأهداف

4. غياب الثقة بالنفس:

مثل الخوف، ستمنعك قلة الثقة بالنفس من تحقيق أمور عظيمة؛ فالطموح يُظهر أنَّك تريد تحقيق هدفك، لكن قد تكون قلة الثقة بالنفس متجذرة في أعماقك لدرجة أنَّك لا تظن بأنَّك ستحصل على النتائج التي تريدها، فإذا كنت لا تتصور النجاح، فستتجنب العمل دوماً؛ لذا كلما زادت ثقتك بنفسك، ازداد سقف طموحاتك.

5 حلول للتغلب على الطموح المُتقلب:

1. تعلُّم كيفية التوقف عن التفكير:

عندما تُحلِّق في سماء طموحاتك ليلاً، تفكر فيما تريده بوضوح أكبر؛ لأنَّ فكرة العمل على تحقيق تلك الطموحات ليست خياراً مطروحاً، فأنت لا تخشى تَخيُّل مستقبل عظيم؛ لذا لا تدع شخصيتك المُتعَبة والخجولة والخائفة في اليوم التالي تخدعك؛ لأنَّك تفرط في التفكير؛ فالحل لهذه المشكلة هو التوقف عن التفكير والقيام بكل ما من شأنه تحسين حياتك، فإذا استطعت إتقان هذه الحيلة، ستكوِّن عادات إيجابية ستساعدك على تجاوز الأوقات التي تنخفض فيها طموحاتك.

2. العودة إلى عقليتك السابقة:

ربما لا تستطيع التوقف عن التفكير لسبب أو لآخر؛ ففي هذه الحالة حاول استعادة أفكارك ومشاعرك الطموحة، وأسأل نفسك: كيف أصبحتَ طَموحاً من قبل؟ ولماذا كانت أفكارك جذابة حينها؟ الشيء الوحيد الذي تغير هو أنت؛ فأفكارك الطموحة ما تزال رائعة؛ لذا ركِّز على فوائد العمل المثيرة، وقد تستعيد طموحك قبل انتهاء اليوم، وأهم شيء هو تجنب إشغال نفسك بأي أمر آخر يبعدك عن طموحك.

3. التحدث إلى صديق:

هل سبق لك أن تحدثت مع صديق عن أمر ما، ووجدت إجابات عن جميع أسئلتك دون أن ينبس ببنت شفة؟ ذلك لأنَّ معرفة أنَّ عقلاً آخر يحلِّل أفكارك يجعلك تفكر بطريقة أكثر منطقية، إضافة إلى ذلك، يمكن أن يقدم الأصدقاء رؤى وأفكاراً جديدة لمساعدتك على المُضي قُدماً.

إذا قررت التمرن في الليلة السابقة، وأنت الآن متعب، فربما يقنعك التشجيع من أحد الأصدقاء بالالتزام بخطتك أو حتى ينضم إليك في صالة الألعاب الرياضية.

4. تحريك جسدك:

الطموح سمة ذهنية، وأفضل طريقة لتحفيز ذهنك هي عبر النشاط البدني، فحتى المشي السريع يمكن أن يؤثِّر تأثيراً عميقاً في طموحك، فمجرد الركض لبضعة أميال كفيل بأن يجلب أفكاراً كثيرة إلى ذهنك.

5. حب التقدم:

يحب الجميع تحقيق النجاح؛ لكنَّ تحقيق التقدم هو خيار المتميزين؛ فالتقدم هو ما يصنع الخبراء، ويجعل من الرياضيين نُخبة، ويطوِّر مهاراتك بما يكفي لتحقيق كل ما يدفعك طموحك نحوه.

لا تركز على النجاح، وإلا سيتمحور طموحك حول النتائج التي تحرزها وتوقعاتك المتقلبة للوصول إلى النجاح أو الفشل، لكن عندما تركز على التقدم، ستبلغه دائماً بعد جهد، وسيظل طموحك مستقراً إذا كان هدفك حقيقياً؛ إذ يمكن إحراز التقدم دون نجاح، لكنَّ النجاح لن يتحقق دون إحراز تقدم.

في الختام:

إذا كانت طموحاتك منخفضة حالياً، فاستخدم الخطوات هذه لإعادة إحيائها، وإذا كانت عالية، ستعرف ما يجب فعله لاستعادة سحرها عندما يحين وقت العمل.