تغذية الطفل المصاب بالسكري

يعتبر المرض في معظم حالاته حالة قدرية لا نملك دفعها عن أنفسنا أو عمن حولنا. وداء السكري هو أحد هذه الأمراض التي قد تشكل للمصاب ولمن حوله ما يشبه الأزمة وتجعلهم في حالة استنفار دائم لما يتطلبه هذا المرض من متابعة دورية ومراقبة دقيقة ونظام غذائي صحي. وإحكام المراقبة وتنظيم الحياة اليومية للطفل بالشكل الذي يشعره بأنه لا يختلف في شيء عن أبناء جيله، وأن عليه التأقلم مع هذا المرض وتقوية عزيمته للتعايش معه.



اعتمد علاج الداء السكري عند الأطفال أساساً على إعطاء الأنسولين مع التدبير الغذائي الخاص وتضطلع التغذية أحد ثلاثة أركان في تدبير المصاب « بالإضافة إلى الأنسولين والنشاط الرياضي.

وقد أثبتت الدراسات إن الضبط الغذائي قد أسهم بصورة فعالة في ضبط سكر الدم وفي تجنب حدوث اضطرابات مختلفة لدى الأطفال السكريين. مبادئ تغذية الطفل السكري: في تغذية الطفل السكري ينبغي مراعاة القواعد التالية:

• لا يجوز تحديد المأخوذ الغذائي: حيث أن حاجات الطفل السكري الغذائية تماثل حاجات الطفل الطبيعي وإن تحديد الوارد الغذائي سيؤدي إلى اضطرابات في النمو عدا خطر حدوث انخفاض السكر.

• يجب تنظيم مواعيد وجبات الغذاء: بدقة وعدم جواز تجاوز أي من الوجبات وخاصة وجبتي الفطور ووجبة العصر خوفاً من حدوث نقص سكر تال لحقن الأنسولين إذا لم يتناول الطفل وجبته في وقتها.

• لا تعتبر المحليات الصناعية من توصيات التغذية: للطفل السكري حيث أنه من المفضل تدريب الطفل على تناول أغذية فقيرة بالسكريات السريعة حتى ولو اضطر الأمر إلى تجنب المحليات الصناعية.

• يجب التركيز على ضرورة تناول الخضار والفواكه نظراً لاحتوائها على الألياف الغذائية المنظمة لامتصاص سكر الدم.

• ومواعيد الحقن والوجبات مرتبطان يبعضهما فلابد من الأكل بعد الحقن بالأنسولين مباشرة اذا كان الانسولين المستعمل سريع ألمفعول أما إذا كان يعمل بعد ‏15‏-ـ‏30 ‏ دقيقة فيجب الانتظار نفس الفترة الزمنية قبل البدء في تناول الطعام.

• ‏ يجب إدخال وجبات إضافية صغيرة من النشويات بين الوجبات الثلاث الرئيسية حتى لا يتعرض الطفل لانخفاض نسبة السكر في ألدم.

• وينبغي عدم نسيان أي وجبة حتى لا يتعرض الطفل لانخفاض السكر بالدم‏، ويجب أخذ وجبة إضافية صباحية ومسائية بعد 3 ساعات من الحقنة حتى نتجنب انخفاض ألسكر وذلك إذا كان مفعول الانسولين لا يزال سارياً بعد مرور ساعات من حقنة ألأنسولين

• السكريات سريعة الامتصاص كالعصائر المصنعة والمشروبات الغازية والعسل والمربي تؤدي إلي ارتفاع كبير في مستوي السكر في ألدم لذلك ينصح بتجنب تناولها إلا في حالة حدوث انخفاض نسبة السكر في الدم.

• تجنب الإكثار من الأطعمة الدهنية‏،‏ وتناول كمية كافية من النشويات والخضراوات والفاكهة كالتفاح والكمثري والبرتقال وتجنب العنب والبلح والتين والمانجو وينبغي علي طفل السكر الحفاظ علي وزنه المثالي ألطبيعي وان يستمر في المحافظة عليه طيلة حياته حتى يتمكن من التحكم في مستوي السكر في الدم. أعراض هبوط سكر الدم في حدوث تعب دوخة عرق رعشه جوع‏،‏ شحوب نعاس توتر عصبي‏، وإذا لم يسارع الطفل بتناول بعض السكريات يمكن ان يؤدي ذلك الي حدوث غيبوبة نقص السكر لاقدر الله. أعراض ارتفاع سكر الدم حدوث تعب، عطش، كثرة شرب الماء، كثرة التبول، نقص في الوزن، ازدياد الشهية للطعام، الم في البطن، فقدان للوعي وإغماء. بعض الأسئلة التي تواجه اهل الطفل المصاب بالسكري هل يوجد غذاء خاص للطفل المصاب بالسكري ؟ الاجابة: لايوجد غذاء معين ولفترة محددة لان الطفل المصاب بالسكري مثل غيرة يحتاج الى جميع انواع الغذاء لأنه في مرحلة نمو ولكن يحتاج الى غذاء صحي متوازن يعتمد على المكونات الطبيعية من اللحوم والخضروات والفواكه والنشويات والبعد عن المصنعة وغير المفيدة لان ذلك يساعد الطفل على تكوين نمط غذائي وعادات خاصة به في المستقبل. طفلي يحب المشروبات الحلوة، ما الحل؟ هناك مواد محلية كالسكرين والأسبارتام، ولكن يجب الاعتدال بأخذها خشية أثرها التراكمي، إن بعض المواد كالسوربيتول يجب ألا تستخدم إطلاقاً. وهذا في المرحلة الاولى لكن مع الاستمرارية بتثقيف الطفل يمكن أن يستوعب أضرار السكريات والحلويات بالنسبة له. كيف يكون توزيع الوجبات لطفلي خلال اليوم؟ توزع السعرات الحرارية اليومية بمقدار 20% للفطور 30% للغداء 30% للعشاء، ونترك 20 % لكل وجبة خفيفة بين تلك الوجبات، أما عن نوعية الأغذية فهي كثيرة، نختار منها مايناسب الطفل وحاجاته وذوقه الشخصي. ماهي اهمية النشاط البدني وطبيعته للطفل المصاب بالسكري؟ الحركة والجهد ضروريان للإنسان، والطفل السكري يلعب كل الألعاب بما فيها المسابقات الرياضية، المشكلة هي حصول نقص سكر الدم خلال أو بعد الجهد، وإذا لم يحدث ذلك فلا داعي لتعديل العلاج والخطة الغذائية، بل من المحتمل أن يتحسن مستوى السكر بالتمارين المنتظمة، أما الطفل الذي يعاني عدم استقرار في مستويات السكر فقد تؤذيه التمارين العنيفة، قبل الجهد يعطى الطفل المزيد من السكريات، إن العصير وكذلك المشروبات الغازية أو الحلوى يجب توفرها خلال وبعد الجهد بحدود مناسبة. إن الطفل الذي يتعرض لنقص السكر رغم ذلك، ينصح بخفض جرعة الأنسولين بإشراف الطبيب، فالركض لمسافات طويلة قد يضطرنا لخفض الدواء للنصف.