تعزيز مهارة النجاة والبقاء على قيد الحياة

سواء كان هدفك النجاة من كارثة أم التعامل مع مشكلات الحياة العادية، فإنَّ مهارة واحدة  ستخدمك أكثر من أيَّة مهارة أخرى.



لنبدأ بسيناريو كارثة بحجم نهاية العالم، بالتأكيد قد يكون من الجيد في هذه الحالة معرفة كيفية إشعال النار وخياطة الجروح، ومن المفيد معرفة الاتجاهات والاطلاع على بعض المعارف الأساسية في علم النبات وتربية الحيوانات والخياطة؛ فكلُّها مهاراتٌ مفيدةٌ.

تُعدُّ هذه مهارات تطبيقية، ومع ذلك يمكنك تعلُّمها فإذا كنت لا تعرف كيفية الخياطة أو إشعال النار، يمكن لشخص ما أن يعلِّمك إيَّاها، فمثلاً تخيل سلسلة من ورش العمل بعد الظهر أُنشئت خلال الأسابيع القليلة الأولى من نهاية العالم، بالتأكيد شخص ما سينظم مثل هذا الشيء.

لكن يوجد شيء آخر أكثر أهمية بكثير؛ فليست مهارة يمكن تدريسها في ورشة عمل، إنَّها مهارة تحتاج إلى اكتسابها وممارستها بنفسك؛ إنَّ مهارة البقاء الحقيقية هي الاعتقاد والإيمان بأنَّه يمكنك البقاء على قيد الحياة، وكلُّ شيء آخر يُعدُّ ثانوياً لنظام المعتقدات هذا وليس بالبساطة التي يبدو عليها.

لا يكمن الحديث هنا عن الإيمان الأعمى أو الغطرسة أو حتى التفاؤل، لكن عن الدليل التجريبي الذي يثبت قدرتك على النجاة، فأنت لا تأمل فقط أنت تؤمن وحتى أفضل وأكثر من ذلك، أنت تعلم بمجرد أن يكون لديك هذا الإحساس يصبح كلُّ شيء آخر أسهل بكثير.

تعزيز الإيمان بقدرتك على البقاء حياً:

قد لا تظهر هذه المهارة في قائمة موضوعات ورشة العمل، لكن يمكن تطوير هذه المهارة بالغة الأهمية بطريقة ما، فبعد كلِّ شيء نحن نتحسن فيما نمارسه باستمرار، ولتطوير هذه المهارة أو نظام المعتقدات، ابدأ بالتفكير في السيناريوهات بينما تمضي يومك.

ذكر أنَّ البقاء على قيد الحياة هو مهمتك، فقد يقضي المحاسب كثيراً من الوقت مع الأرقام، وقد يقوم مشرف البناء بمراجعة المخططات وإجراء المذكرات الإرشادية؛ لذا بصفتك أحد الناجين المحترفين عليك أن تعتاد على إيلاء مزيد من الاهتمام والعناية في كلِّ مكان تذهب إليه، والتفكير دائماً، كأن تسأل نفسك: ما هو الخطأ الذي يمكن أن يحدث في أيَّة لحظة؟ وكيف ستتعامل إذا واجهت موقفاً صعباً؟

إقرأ أيضاً: 5 أكاذيب تعيقك عن التقدم في الحياة

اسأل نفسك دائماً ماذا لو؟ وماذا بعد؟

قد يكون من السهل البدء بسيناريو للسلامة الجسدية، كأن تمشي في الشارع وتقترب سيارة باتجاهك والسائق لا يراك، ماذا تفعل؟ عليك الصراخ لجذب انتباه السائق وبعد ذلك تحاول الابتعاد عن الطريق ثمَّ ماذا بعد؟ ماذا لو لم تتمكن من تجنب الاصطدام بالسيارة؟

يمكن أن تقفز على غطاء المحرك مع اقتراب السيارة؛ ولكنَّك ستتأذى بالتأكيد، وقد يكون ذلك أفضل من أن تُدهس، وأيضاً احم رأسك.

هذا أمر أساسي إلى حدٍّ ما، لكن إذا كنت جديداً في تعلُّم طرائق النجاة والبقاء على قيد الحياة، فهذه البداية، وبمرور الوقت سترغب في استكشاف سيناريوهات أكثر شخصية وأكثر احتمالاً؛ ففي النهاية السيارات في الشارع لا تمثل التهديد الأكبر بالنسبة إليك.

قد تتضمن السيناريوهات الأخرى ما يأتي:

  • ماذا لو فقدت وظيفتك اليوم؟
  • ماذا لو استنزفت حسابك المصرفي؟
  • ماذا لو لم يحبك الشخص الذي تحبه؟
  • ماذا لو أدركت أنَّك اتخذت قراراً خاطئاً؟

بالطبع ليس من الجيد التفكير في هذه الأسئلة أو في أيِّ شيء آخر مشابه قد يخطر ببالك، لكن لكي تتدرب على مهارات النجاة والبقاء على قيد الحياة يجب أن تكون مستعداً لكلِّ شيء.

شاهد بالفديو: 8 نصائح تساعدك على فهم دروس الحياة جيداً

في الختام:

تنشئ التهديدات سلامتك من الحديث السلبي عن النفس والتسويف والنقد الخارجي أحياناً، وبصرف النظر عن مصدر التهديد أنت بحاجة للدفاع عن نفسك وحمايتها، ويمكنك أن تبدأ اليوم من خلال خوض معترك الحياة، وتسأل نفسك كيف تتعامل مع أنواع السيناريوهات جميعها، وتذكَّر دائماً أن تسأل: ماذا لو حدث كذا؟ فما عساي أفعل؟

في بعض هذه المواقف قد لا تستطيع التفكير بوضوح فلا تقلق بشأن ذلك، انس الأمر قليلاً واعلم أنَّك ستكون قادراً على اكتشاف الحلِّ فيما بعد. لا يمكنك التخطيط لكلِّ سيناريو، لكن من خلال الإيمان بقدرتك على البقاء، ستكون مستعداً لمواجهة المواقف الصعبة وغيرها من التحديات غير المتوقعة.

المصدر




مقالات مرتبطة