تعرف على صفات التمساح

تختلط المفاهيم عن التماسيح بين تصنيفه إلى حيوان أو سمكة ولكن في الحقيقة هو من أخطر البرمائيات في العالم، وتكثر الحقائق والمعلومات عن التماسيح خصيصاً بعد كشف المؤرخين عن العلاقة القوية التي تجمع التمساح بالفراعنة والصينيين القدماء.

لنكون أكثر دقة في ذلك قررنا تفصيل وصف التمساح، وإبراز مزاياه الشكلية والسلوكية لتوضيح تلك المفاهيم جميعها ومنع الخلط بينها.

ما هي صفات التماسيح؟

التماسيح من الحيوانات الزاحفة المفترسة البرمائية، ويقسم هذا النوع من الزواحف إلى 23 نوعاً مختلفاً، وهذا رقم ضخم بالنسبة إلى التصنيفات العالمية للحيوانات وخصيصاً البرمائيات.

تعيش التماسيح في المياه العذبة والمالحة، وتنتشر في عديد من المناطق مثل أمريكا الشمالية، والجنوبية، وآسيا، وأفريقيا، وأستراليا، والآن سنتحدث عن صفات التماسيح الشكلية وصفاتها السلوكية.

صفات التمساح الشكلية:

يتمتع التمساح بمجموعة من الصفات الشكلية التي تميزه عن غيره من البرمائيات، فهو من الكائنات الحية المخيفة على عكس بعض الحيوانات الجميلة في شكلها، مثل الأسماك والسلاحف المائية؛ لذلك إليك وصف التمساح عن كثب:

1. وصف حجم التمساح:

قد يختلف حجم ذكور التماسيح عن إناثها، ويتراوح وزن ذكورها ما بين 408 إلى 522 كيلوغرام، وقد يصل طول الجسم ما بين 3.5 إلى 6 متر، أما إناث التماسيح  يتراوح وزنها بين 76 إلى 103 كيلوغرام، ويبلغ طول الجسم ما بين 2.7 إلى 3.1 متر.

قد يختلف حجم التماسيح على حسب نوعها، فمثلاً وصف التمساح القزم يختلف عن لولونغ، فالتمساح القزم يعد أصغر تمساح ويبلغ طوله نحو 1.7 متر، على الرغم من وزنه الذي يتراوح بين 6 إلى 7 كيلوغرام، وأكبر التماسيح في العالم هو تمساح (لولونغ) الذي يصل طوله إلى 6.17 متر، وقد يصل وزنه إلى 907 كيلوغرام.

2. فم التماسيح:

تتميز التماسيح بفكها العريض، الذي يعد سبب قوتها، كما تمتلك التماسيح أسناناً مخروطية تشبه الأنياب تماماً، يُمكِّنُها فكها من سحق العظام واللحوم بسهولة إضافة إلى الأحجار فلا تؤثر بالجهاز الهضمي للتمساح، وتستطيع التماسيح تغيير أسنانها بشكل سهل وفعال، فتتميز بأنَّ أسنانها تتجدد بشكل دائم، وتستطيع التماسيح أن تُبقي فمها مفتوحاً تحت الماء بسبب وجود صمام في خلف الحنجرة.

3. جلد التمساح:

جلد التمساح كثيف خشن متقشر يتحكم من خلاله بدرجة حرارته، فالأوعية الدموية المتشابكة بالجلد تسمح للتمساح بتعديل درجة حرارة بيئته، وتختلف ألوان التماسيح فمنها الزيتوني، والرمادي المائل إلى البرتقالي، والرمادي، والأسود، وأكثر ما يميز جلد التماسيح بكونه مغطى بطبقات حماية ومقاومة للماء، وهي مكونة من صفائح عظمية سميكة على الظهر، وتعمل على حفظ جسمه من الجفاف، وحمايته من الحيوانات الأخرى.

الدافع الوحيد لصيد التماسيح حول العالم هو الاستفادة من جلد التمساح لصناعة الملبوسات والأحذية والحقائب، فيتميز بجودته العالية؛ لذلك أصدرت بعض الدول قرارات بحظر صيد التماسيح بشكل كلي لحمايتها من الانقراض.

4. رأس التمساح:

من صفات التمساح أنَّ له رأس عريض، ويتميز بموقع عينيه وأنفه الموجودين في مقدمة رأسه، كما أنَّ أنفه طويل، وعينيه تمتلكان جفناً ثالثاً شفافاً يتيح له فتحهما تحت الماء.

5. الأرجل:

يتمتع التمساح بأرجل قصيرة ومخالب حادة وقوية، وهذا يسمح له بالتسلق والتحرك على الأرض بشكل سريع وفعال، ولديه أصابع مكشوفة، ويتميز بامتلاك غشاء سباح بين أصابع أرجله، وهذا يساعده على السباحة بشكل فعال في الماء والتحكم بحركته عند دخول المياه والخروج منها.

6. الذيل:

يمتلك التمساح ذيلاً طويلاً مضغوطاً عمودي الشكل، كما أنَّه ثقيل الوزن لمساعدته على دفع نفسه تحت الماء، ويتعرف الباحثون والمصورون المتخصصون في الطبيعة خلال وجودهم فيها إلى التمساح من ذيله الضخم.

صفات التمساح السلوكية:

يتميز التمساح بمجموعة من الصفات السلوكية، ومنها نمط حياته المميز عن غيره من الزواحف البرمائية، ومن صفات التمساح السلوكية إليك الآتي:

1. التغذية:

يعد التمساح من الحيوانات آكلة اللحوم، فهوَ يتغذى على مجموعة متنوعة من الحيوانات، مثل الأسماك والزواحف والطيور والثدييات، ولديه قدرة على تناول طعامه من دون الحاجة إلى مضغها، ويستخدم أسلوب الانتظار للصيد أو الهجوم المفاجئ للحصول على الفريسة، ويستطيع التمساح البقاء حيَّاً فترة طويلة دون طعام.

2. التكاثر:

من صفات التماسيح السلوكية التكاثر عن طريق البيوض، فتضع الإناث عدداً من البيوض يتراوح بين 25 إلى 30 بيضة في المرة الواحدة، ويبلغ وزن البيضة بين 50 إلى 160 كيلوغرام، وتحتاج البيضة حتى تفقس إلى فترة تتراوح بين 55 إلى 100 يوم.

تضع الأنثى البيض داخل حفرة في الأرض، وتهتم الأم بصغارها وتحميهم وتقدم لهم التغذية حتى يكبروا ويتمكنوا من البقاء على قيد الحياة بشكل مستقل، ولكنَّها لا ترقد على البيوض قبل الفقس مطلقاً؛ بل تضع البيض بين الحشائش فقط، ويبلغ طول فرخ التمساح 20cm فقط.

3. وصف الحياة الاجتماعية للتماسيح:

تتمتع التماسيح بحياة اجتماعية متنوعة، فيعيش كثير منها في مجموعات صغيرة أو كبيرة، ويتفاعلون بعضهم مع بعض بالإيماءات الجسدية والإشارات الصوتية كالهسهسة، والسعال، والدمدمة، والنخير، وتحدد الهرمية الاجتماعية السلوكات والتصرفات داخل المجموعة، وتسمح التماسيح لطائر الزقزاق بدخول فمها لتناول بقايا الطعام والطفيليات العالقة بأسنانها، وفي حال بقيت ستسبب نخرها وإصابتها بآلام مبرحة.

4. حركة التماسيح:

يستطيع التمساح الركض بسرعة تتراوح بين 12 إلى 15 كم في الساعة، كما يتميز التمساح بالحركة السريعة في الماء وتصل سرعته  إلى 32 كم في الساعة.

5. النوم:

من أغرب صفات التماسيح النوم العميق الذي يمكن من خلاله البقاء في مكان واحد لفترات طويلة دون حركة، ويعد النوم جزءاً هاماً من حياتها، ويمكِّنها من أن توفر الطاقة وتحافظ على صحتها العامة، وتنام التماسيح وفمها مفتوح من أجل اللهث.

6. التنفس:

لا يستطيع التمساح أن يسبح إلى أعماق كبيرة مثل الأسماك، فيحتاج إلى التنفس باستمرار، وبدقة كل خمسة عشر دقيقة يصعد إلى البر للتنفس.

7. دموع التماسيح:

نسمع هذه الكلمة بكثرة في اللغة العامية للدلالة على المراوغة والنفاق، ولكن في الحقيقة سبب دموع التماسيح هو امتلاكها غدداً تفرز الدموع باستمرار للحفاظ على الجفون من الجفاف بسبب سماكة جلد التمساح والحراشف الخشنة.

8. استبدال الأسنان:

من أغرب صفات التمساح السلوكية قدرته على استبدال أسنانه بسهولة، فيتمتع التمساح بفك حاد جداً وفتاك للافتراس مؤلف من 76 سناً، وفي حال سقط أحد أسنانه يظهر له سن جديد، ويمكنه خلال فترة حياته كلها استبدال ما يقارب 8000 سن.

9. وصف حركة الفك عند التمساح:

لا يمكن للتمساح تحريك فكه السلفي مطلقاً بل يبقى ثابتاً متجهاً نحو الأمام، ويحرك بدلاً منه الفك العلوي لافتراس غنيمته، ولا تخشى الطيور الاقتراب من فك التمساح، فهي تنظف أسنانه بنقر بقايا الطعام منها وأكلها، وهي أغرب صفات التمساح السلوكية.

10. العيش في المياه الجارية:

لا يمكن للتمساح العيش في البرك الراكدة، وإنَّما يعيش في المياه الضحلة الجارية كالمستنقعات والمياه المالحة والأنهار الجارية بشرط أن تكون قليلة العمق.

في الختام:

إنَّ التماسيح خطيرة، لكن لاحظنا من خلال صفات التمساح السلوكية أنَّه من أكثر الكائنات الحية المؤثرة في النظام البيئي؛ لذا علينا بذل أقصى الجهود للحفاظ على التماسيح وحمايتها من الانقراض.