تعرّف على أهم المعلومات عن القتل الرحيم

الموت طبياً هو توقّف جسم الإنسان عن النمو والاستقلاب والنشاطات الوظيفية الحيوية، أما الموت بحسب وجهة نظر الأديان السماوية هو خروج الروح من الجسد والانتقال إلى مرحلة الحياة الأخرى، ومؤخراً انتشرت ظاهرة القتل الرحيم في بلدان العالم وازداد الإقبال عليها حتى أن بعض الدول سمحت به ووضعت تشريعات تُنظّم تنفيذه، ونظراً للجدل الذي أثاره هذا النوع من الموت سنتحدث عنه فيما يلي بشكل تفصيلي.



تعريف القتل الرحيم:

هو القرار بإنهاء الحياة عن سابق إصرار للتخفيف من حدّة الألم والمعاناة التي يتعرّض لها الشخص، ووفقاً لمجلس اللوردات البريطاني اللجنة الخاصة بآداب مهنة الطب، فإن التعريف الدقيق للقتل الرحيم هو "إجراء تدخل متعمد مع الإعلان عن النية في إنهاء حياة، للتخفيف من معاناة مستعصية على الحل."

أصل كلمة القتل الرحيم:

  • أول مرة استخدم مصطلح الموت الرحيم أو القتل الرحيم كان المؤرخ سوطونيوس عندما وصف كيف مات مؤسس الإمبراطورية الرومانية والإمبراطور الأول لها "مات بسرعة وبدون معاناة في أحضان زوجته ليفيا، مما حقق له الموت الرحيم".
  • أمّا في المجال الطبي استخدم أول مرة من قبل فرنسيس بيكون في القرن 17 فقد اعتبره وسيلة سهلة وسعيدة وغير مؤلمة لمن يعاني من أمراض موجعة.

 

اقرأ أيضاً: ظاهرة الانتحار بين الأرقام والإحصائيات وكيف نعيش حياة سعيدة

 

تصنيف القتل الرحيم:

هناك ثلاثة أنواع من القتل الرحيم: طوعي، وغير طوعي، وقسري.

  • القتل الرحيم الطوعي: هو الموافقة على القتل من جانب المريض.
  • القتل الرحيم غير الطوعي: يحدث عندما تكون موافقة المريض غير متوفرة، ومن الأمثلة على ذلك القتل الرحيم للأطفال وهو عمل غير قانوني في جميع أنحاء العالم باستثناء بعض الظروف المحددة.
  • القتل الرحيم القسري: يحدث عندما يتم تنفيذ القتل الرحيم دون الرجوع لإرادة المريض.

تصنيف القتل الرحيم بحسب الوسيلة المستخدمة:

  • القتل الرحيم السلبي: عدم توفير العناية الطبية للمريض والتوقّف عن إعطائه العلاجات المناسبة حتى تتراجع حالته الصحية ويموت.
  • القتل الرحيم النشط: إعطاء المريض دواء أو حقنة تتسبّب في وفاته مباشرة.
  • القتل الرحيم غير المباشر: إعطاء المريض بعض الأدوية مثل الأدوية المخدرة لتسكين آلامه وأوجاعه، لكنها فيما بعد تتسبّب في تدهور حالته الصحية ووفاته.

 

اقرأ أيضاً: 7 نصائح لتتجاوز وفاة شخص عزيز عليك

 

أسباب نشوء فكرة القتل الرحيم:

  • الإصابة بأمراض مستعصية من غير الممكن علاجها: يتم القتل الرحيم بغرض التخفيف من عذاب المريض.
  • دخول المريض بحالة غيبوبة قد تستمر لمدة طويلة تصل إلى سنوات مما يستنزف الموارد المادية للعائلة فيتم اللجوء إلى القتل الرحيم.
  • تقوم بعض المستشفيات بتطبيق القتل الرحيم للمرضى المصابين بغيبوبة بغرض توفير أماكن شاغرة لمرضى آخرين بحاجة للعلاج.
  • للأسف انتشرت ثقافة الانتحار في الكثير من الدول وبالأخص دول العالم المتقدمة، وهذا ما جعل الكثير من المرضى وغير المرضى يقبلون على الموافقة على فكرة الموت الرحيم كحل نهائي لمعاناتهم.

الدول التي تشرّع الموت الرحيم:

  1. بلجيكا.
  2. لوكسمبورغ.
  3. هولندا.
  4. سويسرا.
  5. بعض الولايات الامريكية مثل واشنطن واوريغون وفيرمونت .
  6. فنلندا.
  7. فرنسا
  8. الهند.
  9. إيرلندا.
  10. إيطاليا.
  11. كولومبيا.
  12. المكسيك.

 

اقرأ أيضاً: الخوف من الموت: الأسباب والأعراض

 

حكم القتل الرحيم في الديانات السماوية:

  • حرّمت الديانة اليهودية القتل الرحيم واعتبرته التدخل في إرادة الله والتعدّي على حق الإنسان في الحياة.
  • كما حرّمت الديانة المسيحية القتل الرحيم لأنّ الله وحده هو صاحب السيادة عن كيفية وتوقيت موت الإنسان، وجاء في سفر أيوب 23:30 "لأني أعلم أنك الى الموت تعيدني، وإلى بيت ميعاد كل حي".
  • حرّمت الدين الإسلامي القتل بكل أنواعه واعتبره من الكبائر فقرار القتل غير متاح للطبيب ولا الأسرة ولا حتى المريض نفسه. قال تعالى في صورة النساء ”ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً”

 

وبذلك نتوصل إلى أن القتل الرحيم أمراً مخالفاً للقانون ولشريعة الله على الأرض، فلا بد من أن يصبر الإنسان على مصاعبه ويتحمل إلى أن يأتيه فرج الله ورحمته.




مقالات مرتبطة