تحول صغير يعزز سعادتك
يقضي الناس الكثير من الوقت في محاولة اكتشاف كيف يصبحون أكثر سعادة، ولكنَّ الكثير من سعادتنا يتلخص في معادلةٍ بسيطة: السعادة = الواقع / التوقعات.
دعونا نراجع بعض عمليات الحساب الخاصة بالصف الثالث.
في الكسور، عندما يكون المقام أكبر من البسط، تكون النتيجة أقل من واحد؛ لذلك إذا قلنا إنَّ السعادة تساوي واحداً، وتوقعاتك تفوق واقعك، ستكون أقل سعادة، وفي كتابهما "هندسة السعادة" (Engineering Happiness)، أطلق الاقتصاديان راكيش سارين (Rakesh Sarin) ومانيل باوسيلز (Manel Baucells) على هذه المعادلة اسم "السؤال الأساسي" للسعادة، تخيل كيف يتم ذلك في حياتنا اليومية: لنفترض أنَّك عدت إلى المنزل وترك صديق لك هدية على عتبة دارك، لم يكن لديك أية توقعات لذلك، فارتفع واقعك بسرعة عالية؛ لذلك، فإنَّ سعادتك ارتفعت إلى أعلى الدرجات.
تخيَّل الآن أنَّك في أثناء جلوسك لبدء عملك، تنسكب قهوتك على مكتبك، ويتناقص البسط فجأة، فيكون واقعك قد تغيَّر فجأة، فلم تكن تتوقع أن تبدأ يومك وبقع القهوة متناثرة على دفتر ملاحظاتك، ومن ثم تنخفض سعادتك.
شاهد بالفديو: 8 نصائح لتبدأ نهارك وأنت في قمة السعادة
وحيث لا يمكنك التحكُّم بواقعك، يمكنك خفض توقعاتك، هذا كل ما في الأمر.
لا يتعلق الأمر بأن تلقى معاملةً سيئة - يجب أن يكون لديك دائماً توقعات معينة حول كيفية معاملتك للآخرين ومعاملة الآخرين لك، ولست بحاجة إلى التقليل من تطلُّعاتك؛ بل يجب عليك دائماً أن تعمل من أجل تحقيق مبادئك في النجاح؛ ويعني ذلك التعود على إجراء تحولات صغيرة في دماغك بمجرد أن يتغير واقعك.
في أثناء قيامك بمسح القهوة من على مكتبك، غيِّر توقعاتك من "سأحظى ببداية مثمرة ليومي" إلى "سأحصل على مكتب نظيف عندما أنتهي"، وعندما تنفد قوَّتك خلال ردِّك على البريد الإلكتروني، انتقل من "سأعود وأجيب على هؤلاء الأشخاص الثمانية اليوم" إلى "سأكتب خطة لكي أجيب في الغد"، وعندما ينفصل شريكك عنك، انتقل من "لن أضطر أبداً للقلق بشأن المواعدة مرة أخرى" إلى "سأتعلم شيئاً من هذا الموقف".
ليس من السهل طبعاً القيام بكل هذه التحولات، ففي بعض الأحيان، يتطلَّب الأمر بعض الوقت لاستيعابه بالكامل، ولكن بالنسبة لأي تحوُّل، فأنت تقوم بتصحيح مساراتك، كيف يمكنك تغيير معادلتك بناءً على وضعك الحالي؟ إذا كنت قادراً على تغيير بعض المعادلات كل يوم، ستجِد نفسك أكثر سعادةً بمرور الوقت؛ إنَّها عمليات حسابيَّة بسيطة.