تحقيق النجاح من خلال الاهتمام بالموظفين

لا ترتكب الخطأ المعتاد وتظن أنَّ معاملة الموظفين بإنسانية تؤثر سلباً في أرباح شركتك. قد لا يبدو الأمر جديداً، ولكنَّ من الجدير بالذِّكر أنَّ معاملة الموظفين بإنسانية، تعود بفوائد عظيمة على شركتك، ولكنَّ ما قد يكون صادماً في الواقع للقُرَّاء هو أنَّ أصحاب الشركات ما يزالون يتجاهلون هذه الحقيقة في كثير من الأحيان؛ وذلك لأسباب تتعلق بأرباح شركاتهم، بالطبع، كل قرار له تأثير مالي، لكنَّ التركيز على الأرباح على حساب سلامة وعافية الموظفين هو نهج قاصر، وخطأ فادح.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة فيكتوريا ميتلاند (Victoria Maitland) والتي تُحدِّثنا فيه عن الاهتمام بالموظفين لتحقيق النجاح.

الحقيقة هي أنَّه يمكن الاعتماد على الموظفين السعيدين في زيادة أرباح الشركة، فالموظفون في الوظائف المناسبة يشعرون بسعادة أكبر، ويبذلون جهداً أكبر، ويؤدون مهامهم بصورة أفضل، ويميلون إلى البقاء لفترة أطول في مناصبهم، وعندما يركز أصحاب الشركات على الموظفين بدلاً من التركيز على دورهم الوظيفي، يكون من الأسهل بكثير الإصغاء إلى تجاربهم والتعلم منها حتى يصبحوا قادة أفضل.

فيما يلي 5 طرائق يمكنك من خلالها تحقيق ذلك:

1. التحلي بالمرونة:

لقد علَّمتنا جائحة كورونا (COVID-19) جميعاً الحاجةَ إلى التكيف وتلبية احتياجات الموظفين؛ فأيُّ شيء يمكن أن يحقق التوازن والانسجام في حياتهم، سيؤدي إلى زيادة جهودهم، وعندما تتحدى القوى الخارجية تلك الجهود؛ تؤدي التسهيلات لتلبية احتياجاتهم على نحو أفضل إلى زيادة الإنتاجية، وتجعلهم يشعرون بالتقدير أيضاً.

أخبَرَني مسؤول تنفيذي يعمل في مجال التكنولوجيا مؤخراً أنَّه يريد إعادة الموظفين للعمل في مقر الشركة بأيِّ ثمن عندما تنتهي الجائحة، لقد صدمني تصميمه، بالتأكيد، هناك فائدة من وجود الموظفين في الشركة، ولكن قد يكون أفضل حالاً إن أُخِذَ بالحسبان الخيارات المتعددة عندما تتضح الأمور، فإذا تجاهلت احتياجات الموظفين في الظروف العصيبة، فقد تفقدهم تماماً.

إقرأ أيضاً: 4 أسباب تجعل المرونة مهارة شديدة الأهمية

2. الإصغاء إلى اهتمامات الموظفين:

يؤدي الإصغاء إلى الموظفين إلى تحسين بيئة الشركة؛ لذا اكتشف ما يقدِّره موظفوك، وطبِّق سياسات الإجازات والمزايا، واسأل نفسك عما إذا كان في إمكانك توسيع البرامج لتعزيز التنوع والشمولية، وأَصغِ إلى موظفيك لمعرفة ذلك.

على سبيل المثال، هذا العام جعلنا يوم الحرية (Juneteenth) عطلة رسمية كما فعلنا في العام الماضي احتراماً لحركة "تحرُّر العبيد في الولايات المتحدة" التي عمَّت البلد، وقد كان هناك إجماع ساحق على تكرار العطلة هذا العام؛ وذلك حتى يتمكَّن الجميع من التأمل، لقد استمعنا وتصرفنا بناءً على ما سمعناه، فكان لنا سابقة في هذا الأمر قبل توقيع الرئيس في حزيران على قانون يجعل هذا اليوم عطلة رسمية، بالتأكيد، استغرق الأمر بعضَ إعادة التوازن، لكن ما يزال الموظفون ينجزون أعمالهم.

إقرأ أيضاً: كيف يساعد الإصغاء إلى موظفيك على تحسين عملك؟

3. تحميل الموظفين المسؤولية:

إنَّ تحميل الموظفين مسؤولية حياتهم المهنية، يدفعهم إلى القيام بعمل أفضل لأنفسهم، وللشركة في المحصلة، على سبيل المثال، بدلاً من إجراء تقييمات الأداء السنوية في تاريخ معين، يشارك موظفونا في تحديد موعد تقييمهم، عندما سألتني إحدى الموظفات مؤخراً عن موعد إجراء التقييم لها، بدلاً من تحديد موعد، ناقشنا الخيارات؛ حيث كان هدفي هو تمكينها من الشعور بأنَّها تستحق الانتقال إلى المستوى التالي، وأنَّها مستعدة للخطوة المهنية التالية، فقرَّرَت الترتيب للمراجعة بعد الانتهاء من بعض المشاريع الرئيسة، وهذا أمر رائع.

4. التفاعل مع الموظفين:

شجِّع نهج "الموظفين أولاً" من خلال إعلام أعضاء الشركة بأنَّك تنتمي إليهم، دع مكتبك واندمج معهم، فهذه الإنسانية المشتركة تجعل الموظفين يشعرون بأنَّهم أكثر من مجرد أشخاص يؤدون أدوارهم؛ لذا لا تكن مديراً تنفيذياً في مكتب فخم بعيداً عن موظفيك، ففي شركتي، نجلس جميعاً ونتبادل الأفكار ونتناول الغداء معاً، حتى أنَّك لن تستطيع تمييز ذلك المسؤول بلباس غير رسمي وهو يتواصل مع الآخرين؛ حيث يعمل الموظفون الذين يشعرون بأنَّهم جزء لا يتجزأ من الفريق بجد وكد لمصلحة الجميع.

شاهد بالفيديو: 8 طرق لتحفيز العاملين على العمل

5. تقدير الموظفين:

يعني الاهتمام بالموظفين تقدير قيمتهم، بالطبع، تمثِّل التقييمات وقتاً مناسباً لتقدير العمل الجاد، ولكن في الحقيقة، الوقت مناسب دائماً لتقدير قيمة الموظفين والجهود التي يبذلونها، ومن الصعب العثور على موظفين متميزين، ودوران العمالة مكلف؛ لذلك عندما تعين الموظفين، يجب أن تكون مرناً ويقظاً، فعندما يعرف الموظفون أنَّ أفكارهم تحظى بالاهتمام والتقدير، فإنَّهم يثقون بقدرتهم على اكتشاف طرائق من شأنها تحسين وضع الشركة، على سبيل المثال، اقترحت إحدى الموظفات توسيع برنامج الصحة الذهنية؛ وهو موضوع عزيز على قلبها، ولكنَّه هام أيضاً لصحة موظفينا، بالنسبة إلي، لم أحتج إلى التفكير، فقلت لها: "يبدو اقتراحاً رائعاً، كيف يمكنني أن أقدم المساعدة؟".

يؤدي الحرص على استمتاع الجميع بوظائفهم والشعور بإسهاماتهم في حياتهم المهنية إلى إرساء ثقافة السعادة التي بدورها تؤدي إلى زيادة الإنتاجية وتحقيق المزيد من الأرباح؛ لذا لاحظ انخفاض معدل دوران العمالة، وتحسُّن الولاء، وذروة الابتكار؛ إذ يُثبت معدل الاحتفاظ المذهل في شركتي 91% أنَّ نهج "الموظفين أولاً" يحقق نجاحاً باهراً.

المصدر




مقالات مرتبطة