تجربة شركة تومسون رويترز في التعامل مع الموظفين الانطوائيين

أودُّ أن أعرض عليكم مقابلة أجريتها مع مارسي غوهمان (Marci Gohmann)، المدير الأول للمواهب والتنمية في شركة تومسون رويترز(Thomson Reuters)، أشرفت "مارسي" على برنامج قدمته شركة كوايت ريفولوشن (Quiet Revolution) إلى شركة تومسون رويترز (Thomson Reuters)، وقد لعبت دوراً أساسياً في تحقيق رسالتنا في الشركة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتبة سوزان كين (Susan Cain) والتي تُحدِّثنا فيه عن الحوار الذي دار بينها وبين أحد موظفي شركة تومسون رويترز.

إليك ما قالته عن تجربتها:

سوزان: ما الذي دفعكِ إلى استخدام برنامجنا في المقام الأول؟

مارسي: عندما سمعنا خطابكِ في كُلية جريس هوبر (Grace Hopper)، عرفنا المزيد عن رسالة شركتك: "إطلاق العنان لمواهب الانطوائيين لنستفيد منها جميعاً".

لقد لاقى حديثكِ عن الانطوائيين صدىً واسعاً في شركتنا؛ إذ لدينا في قسم التكنولوجيا نسبة كبيرة من الانطوائيين، لقد بدأنا الحديث عن التحديات التي قد يواجهها الانطوائيون في شركتنا، وأردنا معرفة المزيد عما يمكننا القيام به لتحقيق أقصى استفادة من جميع موظفينا.

سوزان: يبدو أنَّكِ تُبلين بلاءً حسناً في تبنِّي مبادئ شركتنا في مكان عملكِ، ولا سيَّما تطوير موقعكم على الشبكة كوايت آت تي آر (Quiet at TR)، فهل لكِ أن تخبرينا المزيد عن ذلك؟

مارسي:

  1. أنشأنا مجموعة جديدة على موقعنا الإلكتروني الداخلي تسمى "كوايت آت تي آر"، وهو مكان مخصص لمعرفة المزيد عن طباع الموظفين، ولتشجيعهم على المشاركة في هذا الموقع، أنشأنا شارة عبر الإنترنت يمكنهم الحصول عليها من خلال اتباع خطوات عدة تساعدهم على معرفة المزيد عن طباعهم وكيفية العمل مع الآخرين الذين يمتلكون طباعاً مختلفة، وطلبنا منهم أيضاً الخضوع لاختبار تقييم لطباعهم والتعريف بأنفسهم، من خلال مشاركة طباعهم وما يحتاجون إليه لتحقيق أقصى إمكاناتهم، فكانت النتيجة أن عرَّف ما يزيد على 500 موظف عن أنفسهم خلال الأسبوع الأول من إطلاقنا هذه الخدمة.
  2. لقد عقدنا العديد من الجلسات المباشرة والافتراضية حول الطبع؛ حيث توفر هذه المبادرات فرصة عظيمة للموظفين لمعرفة المزيد عن أنفسهم وعن الآخرين، ولتعزيز الطاقة التي تعتمد على إدراج عامل الطبع في العلاقات الاجتماعية، وأدَّت هذه الجلسات إلى مزيد من الاهتمام وخلقت فرصة للعمل مع المزيد من الفرق السليمة.
  3. لدينا ورشة عمل تُعنى بالطباع نعمل فيها مع فرق سليمة، وهذا ما أجده فعالاً للغاية، قبل ورشة العمل، يخضع الحاضرون إلى اختبار تقييم الطبع، وخلال ورشة العمل، نعرض نتائج التقييم للجميع، ثم نتحدث عما يعنيه هذا لفرقهم، ما هي التحديات التي قد نواجهها؟ ما هي المفاجآت التي نراها؟ ليس الهدف من ورشة العمل هذه أن تكون نهاية المناقشة، ولكنَّها تساعد الفرق على أن تكون أكثر انفتاحاً بشأن ما تحتاج إليه، على سبيل المثال، إذا كان الانطوائي في بيئة مفتوحة ويحتاج إلى الذهاب إلى مكان هادئ لفترة من الوقت، فيمكنه طلب ذلك من زملائه الذين أصبحوا يتقبَّلون ويتفهَّمون موقفه.

شاهد بالفديو: طرق تعامل المدير الناجح مع الموظفين

سوزان: لقد كنتِ شخصياً سفيرة شركتنا داخل شركة "تومسون رويترز"، فهل يمكنكِ إخبارنا بالمزيد عن هذا الدور، وما الذي ألهمك لتوليه؟

مارسي: أمضيت 25 عاماً في قسم التكنولوجيا؛ حيث كان العديد من أعضاء فريقي انطوائيين، وبصفتي شخصاً معتدلاً - ما بين الانطوائي والاجتماعي - كنت أشعر في أغلب الأحيان بأنَّني اجتماعية مقارنة بأعضاء فريقي.

لقد جرَّبتُ أساليب مختلفة لإخراج أفضل ما في أعضاء فريقي، وخلق بيئة تعاونية يشعر فيها الجميع بالراحة في المشاركة بطريقتهم الخاصة، وقبل عامين، انتقلت إلى قسم الموارد البشرية للموهبة والتطوير، وهناك كان الاختلاف في الطباع بين الموظفين في قسم التكنولوجيا والموظفين في قسم الموارد البشرية واضحاً للغاية؛ إذ كان على مقاطعة الموظفين حتى يسمعوني، وهذا ما لم أعتد عليه خلال عملي مع فريق من الانطوائيين في قسم التكنولوجيا.

عندما فكرت في هذه الاختلافات، بدأت أتساءل عما إذا كنت قد فعلت ما يكفي للتأكد من وجود مساحة هادئة كافية لأعضاء فريقنا الأكثر انطوائية للتحدث والاستماع، وتساءلت عما إذا كنا نوفر حقاً بيئة يمكن أن يزدهر فيها الانطوائيون، فأصبحت مهمتي هي زيادة الوعي بالطباع وإنشاء ثقافة شاملة لهذا الأمر.

سوزان: ما هو برأيك أهم شيء يجب أن تفهمه الشركات عن موظفيها الانطوائيين؟

مارسي: قد لا تحصل بعض الشركات على أفضل النتائج من موظفيها الانطوائيين؛ حيث أصبحت مساحات العمل لدينا أكثر انفتاحاً بفضل التعاون المستمر، مما يخلق بيئة مليئة بالتحديات بالنسبة إلى الانطوائيين.

عندما نفكر فيما إذا كانت لدينا بيئة يمكن أن يزدهر فيها الانطوائيون، يجب علينا طرح بعض الأسئلة، فمن غير المحتمل أن نغير تصميم مساحات العمل لدينا، ولكن هل نفعل ما يكفي لتوفير الفرص لأعضاء فريقنا لاستعادة نشاطهم بطريقتهم الخاصة؟ هل هناك مساحات هادئة كافية؟ هل نعرف ما يحتاج إليه الانطوائيون لدينا لاستعادة طاقتهم؟ هل هناك ما يكفي من الوقت لإنجاز عملنا بسلاسة، أم أنَّ عملنا يُقاطَع باستمرار؟ بالنسبة إلى أعضاء الفريق الأكثر هدوءاً، هل نعرف كيف يفضلون المشاركة؟ هل يريدون أن نطلب منهم إبداء آرائهم؟ هل نُفسح المجال أمام الجميع للتحدث؟

في شركتنا، نقضي وقتاً طويلاً في الاجتماعات، ولا أعتقد أنَّ هذا مُستغرَبٌ في الشركات، وكانت أعظم فكرة تعلَّمتها من برنامجكم التدريبي هي عقد اجتماعات مفيدة ومؤطرة بجدول أعمال؛ حيث لم أفكر أبداً في مدى أهمية جدول الأعمال لأعضاء فريقنا الانطوائيين، فمن خلال وجود جدول أعمال، سيكون الانطوائيون أكثر استعداداً وميلاً للتحدث خلال الاجتماع؛ لذا يجب الحرص على وضع جدول أعمال لكل اجتماع والالتزام به، وهذا أمر بسيط للغاية، ولكنَّه سيزيد من فاعلية الاجتماعات.

إقرأ أيضاً: كيف يتعامل القادة مع الموظفين ذوي الشخصيات الاجتماعية والانطوائية؟

سوزان: لقد ذكرتِ أنَّ إحدى اللواتي تدرَّبن على برنامجنا بدأت بإدارة نادٍ للكتاب في شركتكم، هل يمكنك إخبارنا كيف فعلت ذلك، وما الموضوعات التي تناولتها؟

مارسي: قامت ميليسا ميجنانو (Melissa Mignano)، بعمل رائع في هذا النادي؛ حيث عقدوا 6 جلسات شهرية تناولت 1-4 فصول في الشهر؛ حيث تضمن جدول أعمال كل جلسة نشاطاً لكسر حاجز الرهبة للاستمرار في التعرف إلى بعضنا بعضاً، وسؤالاً أو تصريحاً لاستخدامهما من أجل التفكير الهادئ، ومناقشةً للفصول المخصصة، وموضوعاً معيناً لمعرفة المزيد حول إدراج مسألة الطباع؛ حيث تضمَّنت هذه الموضوعات أساطيرَ حول الطباع، والاجتماعات الشاملة، والتواصل بين الأفراد مختلفي الطباع، وغيرها من الموضوعات المتعلقة بالطباع؛ أدى جدول الأعمال الواضح لكل جلسة إلى مشاركة متوازنة بين جميع المشاركين.

مارسي: لديَّ بعض الأسئلة لك أيضاً، لقد أثرتِ تأثيراً كبيراً في الشركات والأفراد من خلال عملكِ وكتابكِ، فهل كان لديك أي فكرة عن تأسيس شركتك؟ لماذا تعتقدين أنَّ الناس متحمسون لموضوع الطباع؟

سوزان: الانطوائية والانفتاح هما أهم سمات شخصيتنا؛ حيث تتحكم هذه السمات بطريقة عمل الناس وتفاعلهم وعيشهم وحبهم، ومع ذلك، ما يزال من غير المقبول اجتماعياً التحدث عنها، والآن بعد أن حصل الناس على إذن لحل هذه الاختلافات، فإنَّهم لا يريدون التوقف.

مارسي: بما أنَّك درستِ موضوع الطباع، ما هو اكتشافك الأكثر إثارة للاهتمام أو للدهشة؟

سوزان: هناك الكثير من الأبحاث الشائقة التي تشير إلى أنَّ القادة الانطوائيين يحققون نتائج عظيمة، ويتجاوزون توقعات معظم الناس ويتفوقون في بعض الحالات على القادة الاجتماعيين، على الرغم من أنَّ القادة الاجتماعيين يتقاضون أجوراً أعلى.

إقرأ أيضاً: 10 أمور يقوم بها الأشخاص الاجتماعيون على نحو مختلف

مارسي: ما خططكِ المستقبلية؟

سوزان: سأعمل على حل مشكلات الشركة طوال حياتي، لكنَّني أكتب كتابي التالي الآن حول موضوع مختلف تماماً، فترقبوا ذلك.

مارسي: أقدر حقاً مهمتك وشغفك في تسخير مواهب الانطوائيين، فعندما تعرفت إلى مسألة الطباع وشركتكم، كنت أعلم أنَّ هذا موضوع هام، ولكن لم يكن لدي أي فكرة عن التأثير الذي سأراه عند العمل مع الفرق؛ فأنا أحب أن أرى الناس يتحدثون بصراحة عما يحتاجون إليه لتحقيق أقصى إمكاناتهم، وأن يستمع أعضاء فريقهم لهم، لقد رأيت تحولاً في طريقة تفاعل العديد من الفرق؛ لذا نحن في طريقنا إلى ثقافة شاملة للطباع في شركتنا.

المصدر




مقالات مرتبطة