تأثير النفايات في البيئة: هل يمكن إعادة تدويرها أو استخدامها؟
يُعدُّ التغير المناخي أحد أهم المشكلات البيئية التي نواجهها في الوقت الحالي، وله تأثير كبير في صحتنا، وعافيتنا، وكلُّ جانب من جوانب حياتنا، وإنَّ إعادة التدوير تعني استخدام أقل كمية من المواد الخام في عملية التصنيع؛ ممَّا يساعد على التقليل من انبعاثات الكربون التي هي أحد أسباب تغير المناخ.
لقد أظهرت دراسة حديثة أجرتها شركة راجا (RAJA.UK) المتخصصة بتغليف الطرود البريدية، وغيرها وجود كمية مخلفات كبيرة لا يتم إعادة تدويرها، وبالنتيجة تضرُّ نظامنا البيئي.
إليك بعض التأثيرات المباشرة في صحتنا، وفي العالم من حولنا، والناجمة عن عدم تدوير الأغراض أو إعادة استخدامها:
1. الضغوطات التي تتعرض لها البيئة:
الزيادة الأخيرة في الأحوال الجوية القاسية هي نتيجة لتغير المناخ، وتشمل هذه الظروف الفيضانات، والجفاف، والانهيارات الأرضية بواسطة عدم إعادة التدوير أو إعادة الاستخدام، وإنَّ استخدامنا للمزيد من الطاقة والمواد الخام، يزيد من كمية غازات الاحتباس الحراري التي نطلقها، ويضع المزيد من الضغط على البيئة.
ونتيجة لذلك من المتوقع أنْ يواجه جنوب وجنوب شرق أوروبا مشكلات تتعلق بندرة المياه، ممَّا سيكون له أثر كبير في الزراعة، ويشمل ذلك المزارعين الذين ينتجون غلة أقل بكثير، ممَّا يؤدِّي بدوره إلى انخفاض إنتاج الأغذية من دون التكيف الفعال لاستراتيجيات الزراعة.
يمكن أنْ تؤدِّي كلُّ زيادة في درجة الحرارة المئوية في متوسط درجة الحرارة العالمية إلى تقليل المحاصيل العالمية من الذرة بنسبة 7.4%، والقمح بنسبة 6.0%، والأرز بنسبة 3.2%، وفول الصويا بنسبة 3.1%، وهذا يمكن أنْ يؤدِّي إلى نقص الأغذية، وارتفاع أسعارها.
2. تأثير التلوث في الكائنات الحية:
غالباً ما يكون الحرق، ودفن النفايات الوجهات النهائية للنفايات التي لا يُعاد استخدامها أو تدويرها، ومع ذلك، فإنَّ هذا ليس هو الحلُّ دائماً؛ إذ يمكن أنْ ينتهي الأمر بالنفايات الزائدة في محيطاتنا أو غيرها من المناطق الطبيعية إلى تعرض الكائنات التي تعيش هناك لخطر جسيم.
ويُقدَّر وجود 267 نوعاً متأثراً بالتلوث البلاستيكي في أنحاء العالم جميعه، ولسوء الحظ لا يتوقف الأمر عند هذا الحد؛ إذ إنَّ أكثر من 700 نوع معرضون لخطر الانقراض نتيجة للبلاستيك في محيطاتنا.
تُعدُّ النفايات البلاستيكية أحد أكبر التهديدات للحياة البرية في المحيطات؛ إذ يُقدَّر أنَّها تقتل أكثر من مليون طائر بحري سنوياً؛ لأنَّهم يَعلَقُون في النفايات البلاستيكية أو يظنون أنَّها طعام، وهذا هو مصير السلاحف البحرية أيضاً؛ إذ تشير السجلات إلى أنَّ أكثر من 1000 سلحفاة بحرية تموت سنوياً بعد أنْ عَلِقت في البلاستيك، وقد يكون الرقم الحقيقي أعلى بكثير.
3. تأثير التلوث في صحة الإنسان:
ليست البيئة فقط هي التي تدفع ثمن تغير المناخ؛ إذ يتعرض البشر للتلوث بواسطة الهواء والغذاء، والتي يمكن أنْ يكون لها تأثير كبير في صحتنا، وقد كشفت الجمعية الملكية للطب عن أنَّ ارتفاع التلوث في الهواء أدَّى إلى وفاة 6000 شخص في المملكة المتحدة؛ بسبب سرطان الرئة مع أنَّهم لا يدخنون.
لقد اتضح أنَّ الطعام الذي نأكله ملوث تماماً مثل الهواء الذي نتنفسه، وتشير الأدلة إلى أنَّ الشخص العادي يأكل الوزن المكافئ لبطاقة ائتمان واحدة؛ أي خمسة غرامات من البلاستيك الدقيق في الأسبوع. وبحلول عام 2030، يمكن أنْ يساوي ذلك 468 بطاقة ائتمان ضخمة يتناولها كلُّ شخص.
يمكن أنْ يكون للمواد البلاستيكية الدقيقة خصائص مسرطنة، وقد يتسبب ابتلاع المواد البلاستيكية الدقيقة في السرطان أو في حدوث طفرات في الحمض النووي الخاص بك.
شاهد بالفيديو: النفايات البلاستيكية كمشكلة مناخية
الأدوات المنزلية التي يمكنك إعادة استخدامها أو تدويرها:
عندما يتعلق الأمر بمعرفة ما يمكنك إعادة استخدامه وتدويره، غالباً ما يتبادر إلى ذهنك الورق المقوى، والزجاج، والمعادن، لكنْ يوجد عدد مدهش من العناصر الموجودة في منزلك، والتي يمكن إعادة استخدامها أو تدويرها، مثل:
1. البطاريات:
تُرسل 22000 بطارية سنوياً إلى مكب النفايات في المملكة المتحدة؛ إذ تحتوي البطاريات على مواد خطرة للغاية، مثل: الليثيوم، والزئبق، والرصاص التي يمكن أنْ تتسرب إلى التربة عندما تُرسل إلى مكب النفايات، وبدلاً من ذلك يمكنك إعادة تدويرها بسهولة عن طريق نقلها إلى نقطة تجميع محددة أو الذهاب إلى أبعد من ذلك، واختيار البطاريات القابلة لإعادة الشحن لتقليل النفايات.
2. الملابس:
يُلقي البريطانيون مثلاً 336.00 طناً من الملابس غير المرغوب فيها كلَّ عام؛ لذا بعْ أو قدِّم هدية أو تبرعْ بملابسك غير المرغوب فيها بدلاً من إرسالها إلى مكب النفايات، وبالنسبة إلى الملابس غير الصالحة للتبرع أعدْ استخدامها بوصفها قطعاً قماشية للتنظيف، أو خذها إلى مركز إعادة التدوير المحلي.
3. السجاد:
تنتج المملكة المتحدة أكثر من 500000 طن من نفايات السجاد سنوياً؛ لذا إذا كانت سجادتك في حالة جيدة بما فيه الكفاية حوِّلها إلى دوَّاسة أو سجادة للسيارة، أمَّا إذا لم تكن السجادة قابلة لإعادة الاستخدام فخذها إلى أقرب مركز لإعادة تدوير السجاد.
4. غلاف الفقاعة:
بمجرد الانتهاء من حماية العناصر الهشة مع الغلاف، لماذا لا تستخدمها للعزل في الشتاء؟ اربطها على النوافذ في بيتك للحفاظ على مسكنك أكثر دفئاً، وتوفيراً للمال على فاتورة الطاقة الخاصة بك.