بناء تقدير الذات من خلال الكتابة

من أكثر الأساليب شيوعاً المستخدَمة لبناء تقدير الذَّات هو استخدام التأكيدات؛ فالتأكيدات هي الأمور التي تقولها لنفسك بانتظام لتأكيد قوَّتك الشخصية وجمالك وقيمتك، والتأكيدات رائعة، لكن إذا لم يكن لديك إيمان حقيقي بما تمثله الكلمات، فلن تفعل شيئاً من أجل تقديرك لذاتك، وحتى تتمكَّن من تقدير ذاتك فعلاً، يجب أن تبذل جهداً إضافياً وتبدأ بالكتابة عن حياتك.



تفريغ الدماغ وبناء تقدير الذَّات:

تفريغ الدماغ (أو كتابة كل ما يدور في ذهنك) هو ببساطة عملية تُستخدَم لإخراج كل أفكارك من رأسك، والهدف منه هو إظهار كل مخاوفك وشكوكك الواعية واللاواعية حتى لا تؤرقك خلال يومك.

كل جزء من دماغك هو شيء ثمين؛ إذ يمتلك جزء من دماغك المعرفة التي ستستخدمها لحل المشكلات، وجزء ثانٍ يحمل أفكار ومشاعر السعادة والحماسة، وجزء آخر مسؤول عن إمكاناتك الإبداعية.

كلما زادت المساحة في دماغك التي تشغلها مشاعر القلق والشك والإحباط والحزن وغيرها، قلَّت المساحة المتاحة للأفكار الإيجابية، ومن هنا تظهر أهمية تفريغ الدماغ.

حتى تكون عملية تفريغ الدماغ ناجحةً، يجب عليك تدوين كل أفكارك، على سبيل المثال، يمكنك الكتابة لمدة 20 دقيقةً على الأقل، لكن في بعض الأحيان يستغرق الأمر وقتاً أطول حتى تتخلص من جميع المشكلات التي تزعجك.

إذا كانت لديك مشكلة في أمر ما، فابدأ بالكتابة عنه، واستمر في الكتابة حتى تدوِّن كل أفكارك على الورق، واكتب كل ما يدور في ذهنك مهما بدا سخيفاً أو لا فائدة منه، فلن يجري تقييمك بناءً على ما تكتبه، ولا أحد سيقرأ ذلك وأنت لن تقرأه مرةً أخرى، فإنَّها ببساطة مسألة إخراج أفكارك من رأسك، وبمجرد خروج هذه الأفكار من رأسك، ستكون قد حررت بعض الأجزاء القيِّمة لتبدأ بتكوين أفكار إيجابية.

بناء تقدير الذَّات بعد تفريغ الدماغ:

الآن، بعد أن فرَّغتَ دماغك، أنت مستعد لبدء بناء تقدير الذَّات، فاختر بعض عبارات التحفيز الإيجابية، واكتبها مباشرةً بعد تفريغ دماغك.

فيما يأتي مثال عن ذلك:

1. أنا أمتلك القدرة على أن أكون سعيداً:

أنا لديَّ القوة لأكون سعيداً، وأمتلك القدرة على السماح لنفسي بأن أكون سعيداً، كما أنَّني أفهم أنَّ أفكاري السلبية ومخاوفي وقلقي ليس لها أي تأثير في حياتي، وأنا أدرك أنَّه يمكنني في أي وقت تغيير هذه الأفكار والعواطف السلبية إلى أفكار إيجابية، كما أنَّني أرى العالم بطريقة فريدة لا يمكن لأي شخص آخر رؤيتها، وهذا الأمر يؤكد لي بأنَّني أمتلك القدرة على التحكم في الطريقة التي أرى بها الأمور.

تتضمَّن هذه القوة القدرة على السماح لنفسي بأن أكون سعيداً حتى عندما لا تسير الأمور من حولي كما أريد، فاليوم الطقس ليس جيداً في الخارج فهي تمطر، لكن يجب ألا يمنعني هذا من الشعور بالسعادة، فلدي كثير من العمل لأقوم به اليوم، وهذا سيمنحني فرصة للقيام بأمور رائعة، لذلك سأفرغ نفسي بالكامل من أجل عملي.

قد أكون وحدي الآن، ولكنَّ هذا الأمر لن يستمر للأبد؛ إذ يوجد كثير من الناس في هذا العالم يهتمون بي، وبعضهم قد لا أعرفهم؛ لذلك سأبحث عنهم وأجدهم، وعندما أفعل ذلك، ستكون لديَّ القوة والقدرة لأكون سعيداً معهم.

هل لاحظت كيف توسعنا في تأكيد بسيط وجعلناه مسألةً شخصيةً، ثم استعرضنا بعض المواقف التي قد تعوق هذا التأكيد وأظهرنا قوة التأكيد عند استخدامه؟ سيعزز هذا الإيمان بالنفس، وهذا يبني القوة، ومن ثمَّ تقديراً حقيقياً للذات.

شاهد بالفيديو: 12 حقيقة عن حب الذات يجب على الجميع أن يتذكرها

2. الإيمان بتقدير الذَّات:

بمجرد وصولك إلى تقديرك لذاتك الحقيقي، فقد حان الوقت لاستخدامه؛ إذ إنَّ استخدام تقدير الذَّات الحقيقي هو الإيمان بقوَّتك، وبمجرد أن تؤمن بقوَّتك ستُقدِّر ذاتك وتثق بنفسك.

تذكر أنَّ تقدير الذَّات لا يعتمد على الأمور الخارجية أو الأشخاص الآخرين؛ وإنَّما على الطريقة التي تنظر بها إلى نفسك وحياتك، فأنت تمتلك القدرة على رؤية حياتك بطريقة إيجابية، وهذه القدرة نعمة، ولهذا السبب جرِّب هذه النعمة وستبدأ باستخدامها أكثر فأكثر.

إقرأ أيضاً: الإيمان بنفسك هو الخطوة الأولى لتحقيق أي شيء

في الختام:

يرتبط تقدير الذَّات بالثقة بالنفس، وكلاهما عبارة عن إيمان وثقة بقوَّتك وقدرتك، وهما إدراك لجمالك بصفتك شخصاً فريداً ومميزاً؛ لذا استفد من هاتين القوتين جيداً وستعيش حياةً رائعةً.




مقالات مرتبطة