برامج التدريب الإداري: تعريفها وفوائدها والمستفيدون منها

يسعى بعض المهنيين إلى تسلُّم منصب إداري يوماً ما، ولكنَّ الإدارة لا تتمحور حول تكريس وقتك سعياً إلى التقدم في التسلسل القيادي؛ بل تتطلب أن تكون على دراية بكل من منصبك ومجال عملك، كما تقتضي عادةً أن تكون لديك خبرة عملية في الإدارة، لكن كيف لك أن تكتسب الخبرة هذه إن لم يسبق لك أن استلمت منصباً إدارياً؟



منصبك الحالي مصدر ممتاز للتدريب الإداري، طالما أنَّك تبحث عن فرص تُوفِّر لك ذلك؛ لذا في المرة القادمة التي يحتاج فيها اجتماع إلى مَن يقوده، أو يبحث الفريق عن التوجيه، عبِّر عن اهتمامك بتولِّي المسؤوليات هذه، الأمر الذي سيكون كافياً لإقناع رب العمل لمنحك الفرصة لذلك، وبدلاً من امتلاك خبرة مباشرة في الإدارة، إكمال تدريب إداري رسمي وسيلة ممتازة لإظهار المبادرة وكسب ثقة رب العمل.

إن لم تكن متأكداً مما إذا كان برنامج التدريب الإداري يناسبك، إليك فيما يأتي كيف يساعدك إكمال مثل هذا البرنامج على تحقيق أهدافك الشخصية والمهنية؛ إذ إنَّ برنامج التدريب الإداري هو دورة مهنية تقدمها مؤسسة أو منظمة، تمكِّن المشاركين من تعلُّم وتطوير المهارات اللازمة للعمل في منصب إداري بنجاح، وتختلف المهارات التي تتعلمها في الدورة التدريبية على الإدارة؛ إذ تركز معظم من البرامج على تعليم المشاركين أساسيات الإدارة، مثل:

  1. القدرة على التواصل بوضوح للحفاظ على تركيز فريقك على مهامه، والعمل نحو تحقيق الأهداف الاستراتيجية لشركتك.
  2. تفويض المهام بفاعلية واتخاذ قرارات رسمية عند الضرورة، وذلك دون إدارة فريقك إدارة تفصيلية.
  3. جمع تحليلات الأعمال وفهمها كي تتخذ قرارات قائمة على البيانات، والعمل وفقاً لأرقام موثوقة، واستخدام مقاييس للتواصل مع أصحاب المصلحة الهامين.
  4. تعليم مهارات محددة لكن ضرورية، تتعلق بإجراء مراجعات الأداء وتعيين الموظفين وحل الخلافات بينهم.

قد تتعمق دورات أخرى في صعوبات محددة أكثر يواجهها المديرون، مثل التغيير التنظيمي وإدارة الأزمات وحل النزاعات، كما تعلِّم بعض البرامج مهارات القيادة، مثل كيفية إدماج موظفيك وتحفيزهم وتمكينهم، وقد تختلف طريقة تقديم برامج التدريب الإداري وفق احتياجات المتعلمين؛ إذ تُقَدَّم الدورات في الصف أو عبر الإنترنت أو استخدام الطريقتين معاً، وهذا يمنح المرونة للمتعلمين لإجراء التدريب وفق جداولهم الزمنية وقدرتهم على التعلم.

فكر في مهاراتك الحالية، وحدد نقاط قوَّتك وضعفك فيها، وحدد أهدافك المهنية كي تحدد نوع البرنامج الذي يناسب ميزانيتك وجدولك الزمني؛ إذ تسدد معظم الشركات رسوم الدورة التدريبية؛ لذا تأكد من أنَّ المؤسسة التي تعمل لصالحها تقدم ذلك عندما تبدأ بالبحث عن الخيارات المتاحة.

الفرق بين التدريب الإداري والتدريب على القيادة:

يستخدم الكثيرون المصطلحَين كلٍّ منهما مكان الآخر، ولكنَّ برامج التدريب الإداري تختلف عن برامج التدريب على القيادة، فعلى الرغم من وجود بعض أوجه التشابه في مهام كل من المدير والقائد، إلا أنَّه يوجد اختلافات جوهرية بينهما.

أولاً: يشغل المديرون منصباً معيناً في المؤسسة، بينما يكون أي شخص - بغض النظر عن منصبه - قائداً، وثانياً: وفقاً للعميد السابق لـ "كلية هارفارد للأعمال" (Harvard Business School) "نيتين نوريا" (Nitin Nohria)، تتمحور الإدارة حول العمل مع أشخاص آخرين للتأكد من تحقيق الأهداف التي حددتها المؤسسة، وعلى الجانب الآخر، يركز القادة على تمكين زملائهم والتأثير فيهم.

صُمِّمت برامج التدريب الإداري خصيصاً للمهنيين المهتمين بالمناصب الإدارية، بينما تناسب برامج التدريب على القيادة المهنيين والقادة ورواد الأعمال، سواء أكانوا في بداية أم منتصف مشوارهم المهني، كما يكون دمج برنامج التدريب الإداري مع برنامج التدريب على القيادة ذا قيمة كبيرة للمديرين.

شاهد بالفيديو: 9 عناصر تجعل برامج تدريب الموظفين ناجحة للغاية

من يستفيد من برامج التدريب الإداري؟

سواء أكنت تطمح لتسلم منصب إداري، أم تسلَّمت المنصب حديثاً، أم كنت قائد فريق متمرساً، سيستفيد بعض المحترفين من أخذ دورة تدريبية في الإدارة.

1. الأشخاص الذين يطمحون ليكونوا مديرين:

يستعد من يطمحون لأن يكونوا مديرين لمستقبلهم المهني من خلال التعرف إلى أساليب القيادة وأطر الإدارة الأساسية؛ وذلك لإعداد أنفسهم للنجاح عندما يحين وقت ترقيتهم، فكلما تعلَّم المهني كيفية توجيه الموظفين دون إدارتهم إدارة تفصيلية، أصبح فريقه أكثر فاعلية؛ لذا ما إن تتقن المهارات الأساسية، ستستمر في التعلم والنمو والتكيف مع أي منصب تتسلمه.

2. المديرون الجدد:

بصفتك مديراً جديداً، فإنَّ الحصول على تدريب فعال، أمر بالغ الأهمية؛ إذ يساعدك اكتساب مهارات الإدارة الأساسية على أن تكون أكثر ثقة في منصبك، وسوف تتعلم في دورة التدريب على الإدارة كيفية تعزيز الإنتاجية، من خلال الموازنة بين كل من مهام فريقك ومهامك، وتحديد أهداف فعالة وقابلة للتحقيق، وهاتان المهمتان ليستا بسيطتين، ولكنَّهما هامتان لتحقيق النجاح.

3. المديرون المتمرسون:

يفيدك أخذ دورة تدريبية في الإدارة إذا كنت مديراً متمرساً تتطلع إلى صقل مهاراتك، فعلى الرغم من أنَّ بعض البرامج تركز على أساسيات الإدارة، إلا أنَّه في بعضها الآخر، يقدم أعضاء هيئة التدريس والممارسون المطلعون المدرَّبون على قيادة العمليات التنظيمية دروساً في القيادة والإدارة؛ إذ يمنحك التعلم من هؤلاء الخبراء وجهات نظر جديدة، وهذا يتيح لك الاستمرار في التعلم والنمو مهنياً، فإذا كنت تسعى إلى الوصول إلى منصب في الإدارة العليا، فلا يجب أن تكتفي بتعلُّم كيفية ترتيب المهام وفق الأولويات والتواصل بوضوح وتوظيف المواهب؛ بل عليك أيضاً تمكين الموظفين وتحفيزهم على نطاق أوسع.

إقرأ أيضاً: 9 مواضيع تتعلق بتدريب الإدارات العليا لتحسين مستوى الكفاءة

الفوائد الرئيسة للتدريب الإداري:

يمنحك العمل في مناصب إدارية خلال مسيرتك المهنية تدريباً ذا قيمة، ولكنَّ الحصول على دورة تدريبية، يعزز مهاراتك ويثري مؤهلاتك؛ إذ يساعدك برنامج التدريب الإداري على التعامل مع المواقف التي تنشأ في مكان العمل، من خلال إرشادك لتكون أكثر تركيزاً على التفاصيل، وتعليمك كيفية طرح الأسئلة المناسبة، وتعزيز مهاراتك في التحليل، وتشمل الفوائد المحدَّدة لبرامج التدريب الإداري ما يأتي:

  1. فهم دور المدير فهماً أعمق.
  2. الحصول على تغذية راجعة مفيدة من متخصصين خبراء.
  3. تعزيز مهارات التواصل.
  4. صقل مهارات صنع القرار.
  5. القدرة على إدارة التغيير التنظيمي.
  6. معرفة كيفية تطبيق الاستراتيجيات والخطط والميزانيات.

تتطلب بعض مجالات العمل إجراء تدريب قياسي موحد، ولكنَّ المهارات التي تكتسبها في دورات التدريب الإداري، تفيد أي شخص يطمح لأن يكون مديراً أو يعمل مديراً حالياً؛ إذ يرى معظم أرباب العمل أنَّ الحاصلين على شهادات، هم أشخاص محترفون، ويتمتعون بالمعرفة، ويتوقون إلى مواصلة التعلم.

إقرأ أيضاً: أشهر أنواع التدريب التي تُقدَّم للموظفين في المؤسسات

إيجاد البرنامج التدريبي المناسب:

عند تقييم برامج التدريب الإداري، من الضروري أن تبحث عن برنامج يتناسب مع أهدافك الخاصة ووضعك الحالي؛ إذ يجب أن يضيف البرنامج الذي تختاره إلى نقاط قوَّتك، ويحسِّن نقاط ضعفك، ويساعدك على الاستعداد للوظيفة التي تريدها، وتتضمن بعض السمات الهامة التي يجب البحث عنها في التدريب الإداري ما يأتي:

  1. توافق وقت التدريب مع جدولك الزمني: بصفتك مهنياً على رأس عملك، قد يكون وقتك محدوداً؛ لذا يمنحك اختيار برنامج تدريب عبر الإنترنت المرونة اللازمة لتطوير مهاراتك، مع الوفاء بالتزاماتك الحالية.
  2. التعلم التعاوني: تُوفِّر المشاركة في برنامج تدريبي على الإدارة الفرصة للتفاعل مع محترفين آخرين وأشخاص يطمحون لأن يكونوا مديرين من مختلف مجالات العمل والخلفيات، وهذا يتيح لك فرصة التعلم من الآخرين وتوسيع شبكة معارفك.
  3. هيئة التدريس الرائدة في صناعة معينة: ابحث عن دورة تدريبية تقودها هيئة تدريس ومدربون من ذوي الخبرة المباشرة في إدارة الفِرق؛ إذ يمنح المدربون الذين سيقدمون الدورة والذين عملوا في مناصب إدارية، المتعلمين أفكاراً ونصائح قد يصعب اكتسابها من المحاضرات وقراءة الكتب وحدها.
  4. نموذج التعلم القائم على دراسة الجدوى: يتيح التعلم القائم على دراسة الجدوى للمشاركين التعمق في التحديات الحقيقية التي يواجهها المديرون من مختلف مجالات العمل، ويُوفِّر الفرصة للتعلم من تجاربهم.



مقالات مرتبطة