انواع الاغذية و تاتيرها على صحة الانسان

أصبحت الأغذية الطبيعية و المصنعة مصدراً آخر للأخطار والأمراض التي تهدد حياة الإنسان, من جراء وجود الجراثيم و الفيروسات في صلب المادة الغذائية بسبب التلوث الحاصل في تربة ومياه البيئة التي تعيش فيها تلك المواد التي تنمو بشكل طبيعي ويستخدمها الإنسان في تغذيته مباشرة كالخيار و الخس و البقدونس والبندورة من جهة أو بسبب استخدام الهرمونات في تحسيننمو هذه المواد من جهة ثانية... ولم تكن الأغذية المصنعة أكثر أماناً من الأغذية الطبيعية من ناحية تأثيرها الضار على حياة الإنسان ,وهذا مرتبط بظروف تصنيعها وتعبئتها وتخزينها وطريقة حفظها ...‏



عن كل ما يتعلقبنوعية الأغذية وطريقة وصولها للانسان بشكل سليم من الناحيتين الصحية و البيئية تحدث الدكتور سالم حداد رئيس شعبة الأمراض البيئية والمزمنة في مديرية صحة حمص,فقال: يعتبر الغذاء مصدراً للطاقة و قوام الحياة, ونتيجة للعلاقة الحيوية بينا لانسان والغذاء, ولأنه قد يكون ملائماً في كثير من الأحيان لنمو الجراثيم,فإن الغذاء يلعب دوراً مهماً في صحة الإنسان,وهذا الدور يكون إيجابياً حين يصل إلى الجسم بشكل صحيح وصحي, وقد يكون سلبياً عندما يقل مسبباً نقص التغذية لدى الانسان ,أو عندما يحمل معه العوامل الممرضة و السموم فتناول هذا الطعام يشكل خطراً على صحة الإنسان ,وهذا ما أكدته تقارير منظمة الصحة العالمية التي تشير إلى أنه كل عام يتأثر حوالي 130 مليون شخص في أوروبا بالأمراض التي تنتقل عن طريق الغذاء,وفي بريطانيا حدثت في عام 1998 أكثر من 100 ألف حالة تسمم بالطعام توفي منها 200 شخص.‏

وفي أمريكا يقدرأن 76 مليون حالة مرض كل سنة تنجم عن الغذاء الملوث يموت منهم (5) آلاف مريض ,وفيأستراليا يتعرض حوالي 4,22 مليون شخص للاصابة بالأمراض التي تنتقل مع الطعام ,وأضاف: من لايتذكر حادثة التسمم بزيت الطبخ السام التي حصلت في إسبانيا أوائل عام 1980 وأودت بحياة 1000 شخص وإصابة 20 ألف شخص بحالة خطيرة ,وكذلك مرض جنون البقر الذي اجتاح بريطانيا عام 1990 وأدى إلى انهيار صناعة لحوم البقر,ومن بعده انتشار مرض الحمى القلاعية الذي تطلب ذبح الملايين من الأبقار و الماعز و الغنم... وفي عام 1990 أيضاً ارتعب سكان بلجيكا لدى سماعهم بتلوث بعض الأغذية كالبيض والجبنة والفروجبمادة اسمها الديوكسين...‏

واليوم يقفالعالم خائفاً وحائراً من تقدم مرض أنفلونزا الطيور بعد أن اجتاح بلدان شرق آسياودخل بعض الدول الأوروبية....‏

كل هذ ه الوقائعو المعطيات تشير إلى أ ن الغذاء الملوث يؤدي إلى حدوث أضرار كبيرة وأمراض عديدة لدىا لإنسان يتجاوز عددها ال¯200 مرض بسبب وجود عوامل ممرضة (بكتريا - فيروسات - طفيليات - فطور) ويلعب الانسان دوراً هاماً في تلوث الأغذية من خلال اتباع طرق غيرصحية في إنتاج وتداول الغذاء,بالاضافة إلى أن استخدام المبيدات الكيميائية وإضافةالمواد الملونة و المنكهة بهدف تحسين الطعام, قد يكون لها بعض الأضرار الصحية البالغة.‏

وقد رافق التطور الحاصل في مجال تقنيات تعبئة الأطعمة, استخدام المواد البلاستيكية والبوليميرات,والعديد من مكونات هذه المواد تنتقل من العبوة إلى الغذاء مما يؤدي إلى حدوث أضرار صحية, كما أن تخزين بعض المواد الغذائية لفترة طويلة كالذرة و القمحوفول الصويا ,يؤدي إلى تلوثها بالميكروبات أو الفطور المنتجة للسموم الضارة, وقد تنتقل هذه السموم عن طريق السلسلة الغذائية إلى الإنسان ,وهناك مشاكل صحية أخرىتقلق الناس من جراء استخدام التقنيات الجديدة في تصنيع المادة الغذائية ومعالجة الطعام بالاشعاع وإضافة المواد الهرمونية والمضادات الحيوية إلى الخضار و الفواكهوإلى عليقة الأبقار و الأغنام وأحياناً الفروج, وتختلف قوانين الدول في السماح لاستخدام الهرمونات في الانتاج الحيواني أو النباتي, والهدف الرئيسي من التقنيات الحديثة هو زيادة الانتاج وتحسينه لمواجهة الاحتياطات الغذائية المترافقة مع زيادةعدد السكان ففي الولايات المتحدة الأمريكية يعتبر استخدام الهرمونات في الانتاجشرعاً وقانوناً حيث تبلغ نسبة الأبقار التي تعطى هرمونات 90% بينما قالت فرنسا بصوتواحد مدوياً »لا...لاستخدام الهرمونات« وفي مجال الانتاج الحيواني تستعمل الهرموناتالتي تضاف إلى عليقة الماشية أو الدواجن لرفع جودة اللحوم ومعدل إنتاجها ,ولقد تبينفي التجارب أن الهرمونات تسبب زيادة في نمو جسم الحيوان بنسبة 10-25% وزيادة نمولحومها بنسبة 10-20% وتقلل من كمية شحومها بنسبة 25% وهذه الهرمونات إما صناعية أوطبيعية وإن أغلب الخبراء في معظم دول العالم متفقون على أن لحم الحيوانات الذييحتوي على الهرمونات ليس ضاراً بالصحة شرط أن تكون الجرعات المعطاة متوافقة مع التعليمات الإرشادية العلمية,بينما يوجد فريق آخر من الخبراء في بعض الدولالأوروبية وغالبية الدول النامية ,يصر على أن استخدام الهرمونات في الحيوان والنبات,يؤدي فعلاً إلى زيادة في الانتاج,لكنه بالمقابل يلحق الأذى و الضرر بالأطفالوالنساء والشباب والكبار و قد تصيب الجميع بأمراض خطيرة كالسرطان ,وفي مجال معالجةالأطعمة بالإشعاع ,فإن تقرير منظمة الصحة العالمية عام 1999 بعد أن أجرت هيئة خبراءدولية دراسة على معالجة المواد الغذائية بالإشعاع يصادق على أن مثل هذه الموادصالحة للاستهلاك البشري وغير ضارة بالصحة ,وأنها تبقى محتفظة بقيمتها الغذائية بعد المعالجة‏

وفي الوقتالحالي توجد في الأسواق الأمريكية والأوروبية وفي أستراليا وبعض الدول النامية, توجد مواد غذائية خضعت للمعالجة :كالكوسا - و البطاطا - وفول الصويا - والفولالسوداني - وهي تباع بحرية و بطلب من المستهلك‏

وفي مجالالأطعمة المعدلة وراثياً فإن التقرير الصادر عام 2000 من قبل مجموعة من العلماءيمثلون معاهد انكلترا وأمريكا و البرازيل و الصين و المكسيك يشير إلى أنه حتى الآنيتم إنتاج محاصيل وراثية من أكثر من 30 مليون هكتار, دون وجود مشاكل صحية لدى البشرمن جراء تناول هذه المحاصيل ,أي أنها تعتبر آمنة مثل الأطعمة العادية.... بينماالبعض ينظر إلى الأطعمة المعدلة وراثياً نظرة ارتياب,ويشعر بعض العلماء أن هذهالأطعمة المعدلة وراثياً لاتزال في أيامها الأولى, وأنه ينبغي إجراء تجارب أكثرلاكتشاف المخاطر المحتملة على المستهلكين ,صحيح أنها تنعكس بفوائد كبيرة على الناس, لكنها في مجالات أخرى تدعو إلى القلق مثل مسألة ردود الأفعال التحسسية للأطعمة‏

وبفضل المعالجةالوراثية تم إنتاج نوع من البندورة تحتوي على أنزيم محدد يساعد على بقاء البندورةصلبة ,كما تم إنتاج نوع من الرز الغني بمادة الحديد عندما تم إدخال موروثة مأخوذةمن بروتين فول الصويا لرفع نسبة الحديد في الرز إلى ثلاثة أضعاف...‏

وأضاف: إننانؤكد على ضرورة توخي الدقة و الحذر الشديد من دخول هذه التقنيات إلى بلدنا حيث توجدأبحاث و دراسات وأفكار ترحب بهذه التقنيات الجديدة التي قد تسبب الأذى و الضرر بصحةالإنسان, ومن المطلوب أيضاً تشديد الرقابة الصحية على الخضار و الفواكه واللحوم كينبعد الخطر عن صحتنا وصحة أولادنا ...ولنرفع صوتنا عالياً لا لاستخدام الهرموناتالتي تسبب النضوج السريع في وقت قصير, ولا لاستخدام الأغذية المعدلة وراثياً لأننانريد طعاماً سليماً الذي يؤمن الصحة السليمة‏.