انعكاسات المشاكل الأسرية على الأطفال ونصائح للتلّخص منها

لا شيئ من الممكن أن يؤثر سلبًا على صحة الأطفال أكثر من المشاكل الأسريّة  والخلافات الزوجيّة التي تتسبّب في تأزّم حالة الطفل النفسيّة وتراجعها يومًا بعد يوم، وهذا ما أكدّتهُ العديد من الدراسات والتجارب التي أجريت على العديد من الأطفال في العالم، فيما يلي سنُسلط الضوء أكثر على هذا الموضوع المهم، وسنقدمُ لك مجموعةً من النصائح الفعّالة لتجنّب المشاكل الأسرية والتخلّص منها ومن انعكاساتها على أطفالك.



أولًا: تعريف الأسرة

هناك العديد من التعريفات المهمة التي تحدثت عن الأسرة منها:

  1. الأسرة هي وحدة اجتماعيّة إنتاجيّة تُمثل النّشاطات الاقتصادية والاجتماعية، وهي تقوم على الإلتزام المُتبادل بين جميع الأطراف بالمودّة.
  2. الأسرة، هي مجموعة من الأفراد يجتمعون معًا ويتفاعلون فيما بينهم، وهي في علم الاجتماع الخليّة الأولى في المجتمع، كما أنها الخليّة الأساسيّة فيهِ.
  3. هي أوّل وسط طبيعي للفرد، يعيش فيهِ بشكلٍ جماعي، وتعتمدُ على مجموعة من المُصطلحات والمفاهيم التي يتفق عليها العقل الجماعي، وقواعدها ومبادئها تختارها المجتمعات.
  4. الأسرة هي مجموعة من الأشخاص الذين تربطهم علاقة مُعينة تُميزهم عن غيرهم من الجماعات الأخرى، والذين يعيشون في منزل مشترك ويرتبطون بعواطف مشتركة.
  5. الأسرة هي منظمة اجتماعيّة مُكوّنة من زوج زوجة وأطفال، أو دونهم، والعلاقات الجنسيّة والوالديّة تُعتبر هي المبرر الأساسي لوجودها، وتميزها عن غيرها في كافة المستويات.
  6. الأسرة هي المجتمع القائم بالفعل، وهي ضرورة حتميّة لاستمرار الجنس البشري والحياة، وهي الجماعة الأوليّة التي ينتمي ويرجع إليها الطفل دون اختيار، وهي الجسر الذي ينقله ويَعبر من خلالهِ إلى المجتمع.
  7. الأسرة هي الخليّة الأولى والأساس في جسم المجتمع، وهي النقطة الأولى التي يبدأ التطور منها، وهي الوسط الطبيعي الذي يحيا الفرد فيهِ ويترعرع.

ثانيًا: تعريف المشاكل الأسريّة وأهم أسبابها

تُعرّف المشاكل الأسريّة ببعض المواقف والمسائل المُحرجة والمُحيّرة التي تواجه الإنسان، وتتطلب منه حلاً مباشرًا وسريعًا، وذلك لأنّ تفاقم هذهِ الخلافات والمشاكل ينعكس على حيوية الأسرة، وفاعليتها وإنتاجها، كما وتنعكس على سلامة الأفراد فيها من الناحيّة النفسيّة والجسديّة، وبالتحديد الأطفال في حال وجودهم، ويُمكن تصنيف المشاكل الأسريّة إلى عدة أنواع، هي:

مشاكل نفسيّة وانفعاليّة، مشاكل ثقافيّة، مشاكل اجتماعيّة، مشاكل اقتصاديّة، مشاكل صحيّة، ومشاكل الأدوار الاجتماعيّة.

وتحدث المشاكل الأسريّة عادةً نتيجة عدة أسباب أهمها:

  1. تعرّض الأسرة للكثير من الضغوط والمشاكل الاقتصاديّة المتمثلة بعدم القدرة على تأمين احتياجات الأسرة والأطفال الأساسيّة، وهذا ما يخلق بعض الصراعات والخلافات بين الزوج والزوجة.
  2. تأثير الأصدقاء والأقارب على كلا الطرفين، وتدخّلهم بشؤون الأسرة الداخلّة، كتحريض كل طرف على الآخر، وخلق بعض الحساسيّة بينهما.
  3. التباين الفكري والفكري والعاطفي بين الزوج والزوجة، كبرودة المشاعر، واختلاف الآراء الفكرية والثقافيّة بينهما.
  4. عمل المرأة خارج المنزل، وعدم قدرتها على تأمين احتياجات المنزل والأطفال والزوج.
  5. عدم واقعيّة الزوجين، وتصوراتهم الخاطئة والخياليّة عن الحياة والمستقبل.
  6. الغيرة المبالغ فيها من كل الطرفين، كغيرة الزوج على زوجها أو العكس، وذلك لأنّ الغيرة تخلق الكثير من المشاكل والصراعات التي تنتهي في أغلب الأحيان إلى الشك والطلاق.
  7. غياب الإحترام المتبادل بين الزوجين، واستخدام الألفاظ السيئة.
  8. العنف الأسري، وقيام الزوج بضرب زوجتهِ، مما يخلق أجواء مشحونة بالمشاكل والصراعات والاضطرابات النفسيّة.
  9. الجهل بخصائص نمو المراحل العمريّة المختلفة، وذلك لأنّ لكل مرحلة عمريّة لها خصائصها ومتطلباتها.


اقرأ أيضاً:
كيفية تجاوز مشاكل الطلاق وإعادة الدفء للعلاقة الزوجية


ثالثًا: أهمية الأسرة في الإسلام

الأسرة في الإسلام هي نواة المجتمع، والأساس الذي تقومُ عليهِ الحياة، لهذا إذا كانت الأسرة صالحة فإنّ المجتمع يصلح بأسرهِ، أمّا إذا كانت الأسرة فاسدة، فإنّ المجتمع يفسد بشكلٍ عام، وإذا تخلخلت العلاقة بين الأسرة الواحدة فإنّ هذا لا يؤثرُ فقط على الزوجينن إنّما على الأبناء أيضًا، لهذا فإنّ الإسلام حثّ كثيرًا على توطيد أواصر المحبة والإخلاص بين أفراد الأسرة، وذكر أهميّة الأسرة وأهميّة تقديس العلاقة بين الزوجين في العديد من الآيات الكريمة مثل:

قال الله تعالى: (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا).

قال اللهُ تعالى: (مِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً).

قال اللهُ تعالى: (يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا).

ولقد ذكر الرسول الكريم الأسرة في بعض من أحاديثهِ الشريفة مثل: (عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ كُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ فِي أَهْلِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا رَاعِيَةٌ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ فِي مَالِ سَيِّدِهِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ).

رابعًا: تأثير المشاكل الأسرية على الأطفال

1- نفسيّة معقدة:

إنّ كثرة الخلافات والمشاكل العائليّة والأسريّة، ينعكسُ بشكلٍ سيئ على نفسيّة الطفل، وقدرتهِ على النمو العقلي بطريقةٍ سليمة، وهذا ما يخلق بعض العقد النفسيّة في شخصيتهِ، وقيامهِ ببعض التصرفات الغريبة، والعنيفة، بالإضافة لإصابتهِ بمشكلة الاكتئاب النفسي، القلق، والانعزال الاجتماعي.

2- التأخّر والتراجع الدراسي:

تؤثرُالخلافات العائليّة بقدرة الطفل على التركيز وتجعلهُ يُصاب بالتشتت الذهني والضياع، وهذا ما ينعكسُ سلبًا بقدرتهِ على تحقيق التفوق والنجاح الدارسي، حيثُ أكدّت الدراسات والتجارب بأنّ 90% من الأطفال المتأخرون دراسيًا يُعانون العديد من المشاكل الأسرية والخلافات. 

3- الإصابة بالتوتر والاضطراب العاطفي:

إنّ الطفل الذي يعيش في بيئة مضطربة ومليئة بالمشاكل والخلافات يتعرضُ مع الأيّام لمشاعر التوتر والاضطراب العاطفي، الذي يظهر على شكل بعض التصرفات الغريبة التي يقوم بها الطفل، كنوبات الغضب والصراخ، التبول اللاإرداي، وإذاء النفس.

4- التعرّض للأمراض:

إنّ المشاكل الأسريّة والخلافات العائليّة تؤثرُ كثيرًا على صحة الطفل العامة، حيثُ أنّ جهازهُ المناعي يُصاب بالضعف الناتج عن شعورهِ الدّائم بالخوف وعدم الراحة والأمان في منزلهِ، وهذا ما يجعلهُ معرضًا للإصابة بالأمراض الخطيرة، والأمراض المعدية.


اقرأ أيضاً:
أفضل 10 أطعمة لتقوية جهاز المناعة للطفل


5- فقدان الشهيّة للطعام:

يُعاني الطفل الذي يعيش ضمن أسرة مفككة، من مشكلة انعدام الشهيّة لتناول أي صنف من الأطعمة، وهذا ما يجعلهُ يُصاب بالنحافة الزائدة، وافتقاد الفيتامينات المهمة من الجسم.

6- ضعف الثقة بالنفس:

تتأثّر شخصية الطفل كثيرًا بطبيعة الجو الأسري الذي يعيش فيهِ، لهذا فإنّ المشاكل والخلافات الأسرية، تجعله يفتقد ثقته بنفسه وبكل الأشخاص المحيطين به بما ينعكس سلبًا على سلوكه وعلاقاته الاجتماعيّة مع الأيّام.


اقرأ أيضاً:
آثار الطلاق السلبيّة على الأطفال

 

خامسًا: تأثير المشاكل الأسريّة على المراهقين

1- انعدام الأمان:

تؤثرُ الخلافات العائليّة على نفسيّة المراهق، وتجعلهُ يشعر بالخوف وانعدام الأمان ضمن المنزل الذي يعيش فيهِ مع أقرب الأشخاص بالنسبة له في هذهِ الحياة، أي الأب والأم.

2- التأخّر الدراسي:

إنّ الجو المشحون بالمشاكل والصراعات الأسريّة التي يعيشها المراهق، يجعله يشعر بعدم التركيز والرغبة بالدراسة، وهذا ما يؤثر على علاماتهِ وتحصيلهِ الدراسي، ويُعرّضهُ لخطر الرسوب.

3- الإنحراف الأخلاقي:

تعتبر مرحلة المراهقة من المراحل الحساسة في حياة الإنسان، لهذا فإنّ المراهق الذي يعيش ضمن أسرة مفككة ومليئة بالصراعات العائليّة، يجعلهُ يتعرض لخطورة الإنحراف الأخلاقي، الذي يدفعهُ للتواجد لساعات طويلة خارج المنزل، مع أصدقاء السوء، وتجربة العادات الخاطئة كالتدخين، شرب الكحول، والمخدرات.

4- الأمراض النفسيّة:

لأنّ نفسيّة المراهق تكون حساسة للغاية، فإنّها تتأثّر كثيرًا بكل الصراعات والمشاكل التي تدور حوله، وهذا ما يُعرّضه للإصابة بالعديد من الأمراض النفسيّة الخطيرة، وبالتحديد مرض الاكتئاب، وانفصام الشخصيّة.

5- الانتحار:

إنّ الخلافات الزوجيّة والمشاكل الأسرية الكثيرة، تدفع في كثير من الأحيان بالمراهق إلى التفكير بالانتحار، وذلك لظنهِ بأنّ الموت سيجعلهُ يشعر بالراحة بعيدًا عن كل هذهِ الصراعات الأسريّة.


اقرأ أيضاً:
7 طرق ذكية للتعامل مع ابنك المراهق


سادسًا: نصائح مهمة لتجنّب المشاكل الأسريّة أمام الطفل

  1. محاولة الزوجين إخفاء المشاكل أمام أطفالهم، ومعالجتها خلال تواجد الأطفال خارج المنزل.
  2. عدم إظهار مشاعر الغضب والتوتر أمام الأطفال.
  3. عدم استخدام الألفاظ السيئة أمام الأطفل، وعدم توجيهِ الألفاظ السيئة إلى الأطفال أثناء التحدّث معهم، مهما كانت الأسباب.
  4. تبسيط المشاكل أمام الأطفال، والتعامل معها بكل هدوءٍ وعقلانيّة.
  5. الذهاب في نزهاتٍ مسليّة بين الحين والآخر، ليشعر الطفل بالمحبة والأمان.
  6. التحدث مع الطفل بشكلٍ دائم ليشعر بمدى اهتمام الأبوين بهِ ومدى مراعاتهم لشعورهِ وأحاسيسه.
  7. وضع قواعد وأنظمة داخل المنزل، وفرضها على الأطفال والوالدين.
  8. تعامل الزوج والزوجة مع بعضهما البعض بكل احترام أمام الأطفال، مهما كانت خلافاتهم الخاصة كبيرة.


اقرأ أيضاً:
دور الأسرة في المجتمع وكيف نعيش حياة أُسريَّة سعيدة


سابعًا: نصائح مهمة لتجنّب الخلافات الزوجيّة والتخلّص منها

1- مواجهة المشاكل:

إنّ الصمت لا يحل المشاكل والخلافات الزوجيّة، بل العكس، فإنّهُ يُساهم في تفاقم المشاكل مع الأيّام، لهذا على كلا الزوجين أن يُواجهوا كافة المشاكل التي تصادفهم في حياتهم، بما فيها مشاكلهم الخاصة، وأن يعقدوا بعض الجلسات لمعالجتها وإيجاد الحلول المناسبة لها في الوقت المناسب وقبل أن تهدم حياتهم وأسرتهم.

2- التحلّي بالهدوء:

مهما كانت الخلافات الزوجيّة والأسريّة كبيرة، على كلا الزوجين أن يتمتعوا بالهدوء وطولة البال، وأن يبتعدوا عن استخدام الصراخ والصوت العالي أثناء معالجتها، وأن يلتزوا الهدوء والصوت الهادئ فقط.   

3- عدم التذكير على أخطاء الماضي:

يجب على كل من الزوج والزوجة أن ينسوا الماضي بكل الأخطاء التي حدثت فيهِ، وأن يحصروا اهتمامهم فقط بالحاضر والمستقبل الذي ينتظرهم، وتذكّر بأنّ أخطاء الماضي في حال بقيت في ذاكرتك، فإنّها ستترك الكثير من الآثار السلبيّة في على علاقتك الزوجيّة وقد تتسببُ بتدميرها يوميًا بعد يوم.

4- تضييق دائرة الخلاف:

في حال وقوع أي خلاف بين الزوجين مهما كان بسيطًا أو كبيرًا، يجب أن يبقى ضمن حدود الأسرة والمنزل فقط، وألّا يسمحوا لأي شخصٍ إن كان صديق أو قريب بأن يتدخل لحل الخلاف أو معالجتهِ، وذلك لأنّ تدخل الأطراف الأخرى سيُوسع الخلاف ويُضخمهُ، وتذكر دائمًا بأنّ هذهِ الحياة هي حياتكم الخاصة أنتم وليست حياة الآخرين.

5- الاعتذار:

إنّ الاعتذار ثقافة مهمة جدًا، وهي وسيلة لحل العديد من الخلافات الزوجيّة المُستعصيّة، لهذا على كل من الزوج و الزوجة أن يعتذروا لبعضهم البعض عند وقوع الخلافات بينهم، وعليك أن تؤمن بفكرةٍ مهمة وهي أنّ الاعتذار هو دليل قوة وليس دليل ضعف على الإطلاق.

 

المصادر:

  1. أهمية الأسرة ومكانتها
  2. المشكلات الأسرية و طرق حلها
  3. تأثير المشاكل الزوجية على الأبناء
  4. تأثير المشاكل الزوجية على الأبناء – كيف تتأثر شخصية طفلك؟



مقالات مرتبطة