اليقظة الذهنية وسيلة للتغلُّب على التوتر

ألا تعتقد أنَّك متوترٌ بعض الشيء؟ متى أصبح من المقبول أن نترك التوتر يسيطر على حياتنا؟ لا يتعين علينا أن نعيش تحت رحمة التوتر، وفي واقع الأمر، إنَّ التفكير وحده كافٍ للتغلب على التوتر، فقد تمكَّن العديد من الناس من التغلُّب على التوتر من خلال التمرينات العقلية المنتظمة، وقد يقول بعض الأشخاص إنَّه كان أمراً سهلاً حتى، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت، لكنَّه ليس صعباً.



لماذا تحتاج إلى التغلُّب على التوتر؟

قبل التغلُّب على التوتر، من الضروري أن نفهم لماذا يجب علينا ذلك في المقام الأول، ففي نهاية الأمر، أليس التوتر مجرد استجابة طبيعية؟

الجواب هو: نعم ولا.

صحيح أنَّ التوتر هو استجابة طبيعية لموقف عصيب، لكنَّه أكثر دقةً من ذلك، والحقيقة هي أنَّ التوتر ضروريٌّ من الناحية البيولوجية؛ باختصار، ساعدنا التوتر على الهروب من الحيوانات المفترسة، لكنَّ العيب هنا هو أنَّنا لا نحتاج إلى الهروب من الحيوانات المفترسة بعد الآن؛ بعبارة أخرى، لم يتطور تركيبنا البيولوجي كما تطورت بيئتنا، فمن الناحية البيولوجية، ما زلنا تقريباً كما كنا منذ آلاف السنين.

ببساطة، إنَّنا نشعر بالتوتر لأسباب خاطئة منذ فجر الحضارة، فلم يكن من المفترض أبداً أن يكون التوتر شعوراً دائماً، ووجوده في المجتمع الحديث يسبب مشكلات لا حصر لها، وللتوتر الكثير من الأعراض السلبية، كالقلق وانعدام الدافع ومشكلات النوم وغير ذلك الكثير.

لكن له جانبٌ مشرق؛ فلم نخسر المعركة بعد؛ إذ ينعم البشر بعقلٍ مذهل، ويمكننا السيطرة على حياتنا إلى حدٍّ بعيد، وسوف أوضِّح لك كيفية إحكام تلك السيطرة، كي لا تعاني تحت رحمة التوتر مرةً أخرى.

شاهد بالفيديو: 9 طرق بسيطة للتعامل مع توتر العمل

اليقظة الذهنية: وسيلةٌ للتغلب على التوتر

يكمن السر في اليقظة الذهنية، فإذا استطعت تغيير طريقة تفكيرك والتركيز على الحاضر والمهام الحالية فقط، فسوف يتلاشى التوتر، ولكن أليس القول أسهل من الفعل؟

ليس حقاً؛ لأنَّك تحتاج إلى التحلي بسمة واحدة فقط حتى تبلغ درجة من اليقظة تُمكِّنك من التحكم بالتوتر، ألا وهي الصبر؛ فإذا خصصت لممارسة اليقظة ما يكفي من الوقت، فسوف تنجح، والآن إذا أصبحت مستعداً للممارسة، وصبوراً ومتفانياً وسئمت من كونك عبداً للتوتر، فماذا بعد؟

أبسط طريقتين لتعزيز اليقظة الذهنية:

يوجد تمرينان فقط تحتاج إلى ممارستهما حتى تبلغ اليقظة، وكلاهما سوف يزرع فيك القدرة على السيطرة بوعيٍ على حياتك، ويتشابه التمرينان أيضاً في أنَّ كلٍّ منهما يتطلب التكرار حتى يصبح فعَّالاً، مثل أي مهارة أخرى، وهنا يأتي دور الصبر، ولا يمكن تحديد الوقت الذي سيستغرقه ذلك، ولكن إذا كنت صبوراً، فسوف تنجح.

إليك فيما يأتي هذان التمرينان:

1. الكلمات الإيجابية:

الكلمات الإيجابية هي طريقةٌ رائعة لتحسين نظرتك لذاتك؛ وهذا الأمر هامٌّ جداً لأنَّ النظرة الإيجابية للذات توفر الطمأنينة، وإنَّ الشعور بالطمأنينة يعزز سيطرتك على بيئتك، وهذه الكلمات تساعد على التغلُّب على التوتر، وتعزز ثقتك بنفسك أيضاً؛ إنَّ العملية بسيطة للغاية، عليك فقط أن تقول شيئاً إيجابياً عن نفسك باستمرار.

إقرأ أيضاً: قوة الكلمات: 8 نصائح لاستخدام لغة إيجابية تبني نفسك من خلالها

2. التأمل:

ربما سئمت من السماع عن فوائد التأمل، لكنَّها جميعاً صحيحة، لن تصدِّق مدى فاعلية التأمل في مقاومة التوتر، فالأمر بسيط جداً أيضاً، توجد عدة طرائق لممارسة التأمل، ولكنَّ أسهلها هي الاسترخاء والاستماع إلى بعض الموسيقى الهادئة أو النغمات الأذنية، وبعد ذلك، خذ أنفاساً عميقة وركِّز تفكيرك على أنفاسك دائماً.

سيكون الأمر صعباً في البداية، لكنَّه يستحق العناء، فللتأمل تأثير إيجابي مذهل في اليقظة الذهنية، ومع ذلك، فإنَّ التغلُّب على التوتر ليس الفائدة الوحيدة التي يجلبها لك التأمل، وعندما تمارس التأمل ممارسة صحيحة، فإنَّك تقلل تقليلاً كبيراً من الإحباط الذي تشعر به يومياً، من بين العديد من الفوائد الأخرى.

إقرأ أيضاً: كيف تمارس التأمل؟

في الختام:

عندما تتَّبع ممارسات اليقظة مثل التأمل والكلمات الإيجابية، سوف تتمكن من التغلُّب على التوتر، وسوف تمتلك القدرة على التحكم بأفكارك ووجهات نظرك وعقليتك من خلال اليقظة، وبعد أن تتغلَّب على التوتر غير المحتمل، فإنَّ اليقظة الذهنية سوف تُحسِّن أيضاً كثيراً من الجوانب الأخرى في حياتك اليومية؛ فثابر على ذلك.




مقالات مرتبطة