المال هو أفضل عذر لاستقالة موظفيك حتى لو لم يكن هذا صحيحاً

قد يكون ذكر المال هو أفضل عذر لترك رب العمل، حتى لو لم يكن ذلك صحيحاً؛ إذ ألقى أحد الاستطلاعات اللوم بشأن دوران القوى العاملة الطوعي على الدخل، ولكن عندما تُجري وكالة توظيف استطلاعات للأنماط المالية عن سبب ترك الأشخاص لوظائفهم، فلا ينبغي أن نندهش عندما نعلم أنَّهم اختاروا المال بوصفه الدافع الرئيس للاستقالة من وظيفتهم.



الراتب الأعلى هو الهدف الوحيد:

ينتج عن كل استطلاع عن الأجور تنشره وكالات التوظيف أرقاماً عالية جداً؛ لأنَّ ذلك يتناسب مع مصلحتهم المكتسبة؛ إذ تستند عمولة لجان التوظيف إلى حجم عروض الأجور المقبولة.

وتؤدي هذه التقارير عن رواتب التوظيف العالية إلى ابتكار نبوءة تحقِّق ذاتها، وتقنع عملاء وكالات التوظيف بالموافقة على دفع أجر أعلى؛ وهذا من شأنه أن يرفع عمولتهم، مع السماح لهم بملء الوظائف الشاغرة بسرعة أكبر؛ وذلك لأنَّ معدلات العروض المبالغ فيها تُعَدُّ أكثر جاذبية للمرشحين من متوسط ​​الأجور الفعلية أو متوسط ​​الأجور العادية.

ويمكن حتى لمديري التوظيف الاستفادة من "دفع مبالغ زائدة" للموظفين الجدد؛ وذلك لأنَّ الرواتب الكبيرة تزيد من حجم جداول الرواتب التي يتحكَّمون بها، ومن ثمَّ تزيد من قيمتهم، ومع الضغط على الرواتب الداخلية في نفس الوقت، يُبرَّر إجراء مزيدٍ من التعديلات على الرواتب من أجل الحفاظ على الإنصاف الداخلي ولزيادة رواتبهم أيضاً.

يُدرَّب المديرون التنفيذيون الماليون على رؤية كل شيء من حيث التكاليف فقط؛ لذا، هم يميلون إلى ربط الاستقالة من الوظيفة بالأجر غير الكافي؛ إذ ينصبُّ تركيزهم المهني بالكامل على الشؤون المالية؛ لذلك، من غير المرجح أن يكون لديهم شكوك بأنَّ الموظفين سيغادرون لأسباب أخرى؛ فيظن المحاسبون والمديرون الماليون أنَّ المال هو وراء كل شيء، فإذا كان من الممكن إصلاح أيَّة مشكلة بالمال، فهذه ليست مشكلة؛ إنَّها مجرد بند آخر من النفقات، وهذا هو مجال خبرتهم المحدود.

شاهد بالفيديو: 6 نصائح للتفاوض حول الراتب

المغادرة من أجل مزيد من المال:

في الواقع، يميل الجميع إلى الاستقالة سعياً إلى الحصول على وظيفة ذات أجر أعلى، ولكنَّهم لا يبدؤون بالبحث عن هذا الأجر الأفضل حتى يفقدوا الأمل برئيسهم أو الشركة، ومع ذلك، فإنَّ ذكر الأجور بوصفه عذراً للمغادرة هو أمر مقبول اجتماعياً.

إنَّ الادعاء بأنَّ الوظيفة الجديدة تعطي أجوراً أفضل هو عذر رائع، وعادةً ما يكون صحيحاً، ويسمح لك بأن تبقى غير تصادمي وغير مسيء في رسالة الاستقالة "المؤسفة".

فلا عيب في الرغبة في الحصول على دخل أفضل، وسيوافق الجميع على ذلك، والبديل لذلك هو أن تُخبِر الحقيقة الكاملة عن أنَّك قد بدأت بالبحث عن وظيفة جديدة فقط بسبب مشرفك الفاسد، أو منظمتك غير الأخلاقية، أو بيئتك المهنية التي تنتهي بطريقٍ مسدود، قد يكلفك هذا الأمر مرجعية جيدة إلى الأبد، لكن لماذا تخاطر بمخاطرة لا داعي لها؟

عندما يتخلَّى الموظفون الذين يكرهون عملهم عن وضع سيئ، فإنَّهم نادراً ما يريدون تعريض مستقبل عملهم بأكمله للخطر؛ وذلك من خلال إقامة عداوة مع نفس الأشخاص الذين سيُطلَب منهم الموافقة على مؤهلاتهم في المستقبل؛ وهذا الأمر لا يستحق كل هذا العناء، وإلى جانب ذلك، يوفر هذا المنصب الجديد دخلاً أعلى عموماً، ربما، في يومٍ من الأيام، إن لم يكن على الفور.

لا يمكن لأحد أن ينتقدك لأنَّك تسعى إلى الحصول على أجر أفضل؛ إذ إنَّ الاستشهاد بمبدأ "أجر أفضل" يُرضي الأشخاص الذين تتركهم وراءك في الشركة؛ إنَّه تصب في مصلحة المديرين الذين يسعدهم استغلال تعليقات مقابلة الاستقالة لتبرير الحاجة الواضحة إلى الحصول على أجر أعلى لأنفسهم ولرؤسائهم؛ إذ إنَّ توزيع كشوف رواتب أكبر، يؤتي ثماره في وضع أكثر وضوحاً، ويؤتي بتعويضات أعظم للمديرين التنفيذيين أيضاً، في معظم الأوقات؛ فلذلك، يكونون سعداء أيضاً بالتأثير اللاحق لمغادرتك "للحصول على مزيدٍ من المال".

إقرأ أيضاً: 5 حِيَل إنتاجية تساعدك في إنهاء عملك بسرعة البرق ومغادرة مكان العمل

قبول العروض المقابلة قد لا يحل المشكلة:

إذا كانت الإدارة تصدق هذه القصة وتقدِّم عرضاً مقابلاً، فقد يُرفَض؛ وذلك لأنَّ المال ليس دائماً الحل لمعالجة التعاسة في العمل؛ إنَّه فقط الخيار الأكثر تكلفة؛ فلن يعوِّض أي مبلغ نقدي المشكلات التي تسببت في قرار المغادرة في المقام الأول، حتى إذا قُبِل العرض المقابل، فإنَّ الأسباب الجذرية لعدم الرضى الأصلي ما تزال قائمة.

وقد تحتفظ الأجور المرتفعة والرواتب الباهظة بالموظفين غير المندمجين لفترة من الوقت، ولكنَّهم سيغادرون في نهاية المطاف - عقلياً أو عاطفياً إن لم يكن جسدياً - إذا لم تُلبَّ رغباتهم التي لا تتعلق بالمال.

المصدر




مقالات مرتبطة