القيادة الملهمة لا معنى لها إذا لم تَحلّ هذه المشكلة

يريد كل قائد تقريباً أن يكون ملهماً ومحفزاً ومحركاً لشغف الموظفين لتحقيق أداء مذهل؛ لذلك ليس من المُستَغرب أن يكون الإلهام والتحفيز من بين الموضوعات الأكثر شيوعاً في التدريب على القيادة، وتكمن مشكلة هذا التركيز الشديد في الإلهام في أنَّنا غالباً ما نتجاهل حقيقة إنسانية أساسية ألا وهي: "من الصعب الحصول على الإلهام عندما تشعر بالإحباط".



تخيَّل أنَّه يتعيَّن عليك حضور اجتماع أسبوعي غير مجدٍ لا علاقة له بك، أو أنَّك تحصل كل صباح على مهام متضاربة من ثلاثة مديرين مختلفين، أو أنَّ مشروعك الكبير متوقف لأنَّ قسماً آخر لا يرسل لك جدول بيانات ضرورياً، أو أنَّ الدعم الفني لن يعمل على إصلاح تسجيل الدخول إلى حسابك حتى تتمكن من تحديث مجموعة من السجلات.

عندما تتكرر هذه العراقيل باستمرار، يمكن أن يصاب حتى الموظفين الأكثر إلهاماً بالإحباط، ومع ذلك فإنَّ غالبية القادة لا يفعلون ما يكفي لتحديد وإصلاح المعوقات التي لا تُعَدُّ ولا تحصى التي تصيب موظفيهم.

العلاقة بين الإلهام والمعوقات:

في دراسة أجرتها شركة "ليدرشيب آي كيو" (Leadership IQ)، توصلت إلى أنَّ 16% فقط من الموظفين قالوا إنَّ قائدهم يزيل دائماً المعوقات أمام نجاحهم، وعلى النقيض من ذلك قال 26% من الموظفين: إنَّ قائدهم نادراً أو أبداً ما يزيل هذه المعوقات.

على الرغم من أنَّ هذا يبدو سيئاً بشكل واضح، اكتشف تحليل الانحدار المتعدد أنَّ 31% من إلهام الموظف لبذل قصارى جهده في العمل مدفوع بما إذا كان رئيسه قد أزال معوقاته؛ بمعنى آخر كلما أزال القائد معوقات الموظفين، ألهم الموظف أكثر.

من الواضح أنَّ هناك الكثير من الجوانب الإيجابية لحل أو إزالة المعوقات التي تحبط الموظفين، ولكن كيف يمكن أن يبدأ القادة؟

إقرأ أيضاً: 5 خصائص استراتيجية لتطوير القيادة الناجحة

التغلب على المعوقات لإزالتها:

تتشكل المعوقات أحياناً نتيجة التكنولوجيا أو العمليات أو الهياكل المؤسسية العشوائية أو المعقدة، وبالطبع سيكون من الصعب إصلاح هذه المعوقات المنهجية بسرعة، ولكنَّ العديد منها ناتجة عن عدم الانتباه أو الأخطاء أو قلة الوعي، والتي يسهل جداً إصلاحها.

تتمثل الخطوة الأولى في تحديد عدد قليل من المعوقات الأكثر إحباطاً؛ وذلك بقول ما يأتي لكل موظف:

"أود أن أبذل قصارى جهدي في تقليل بعض المعوقات التي قد تواجهها. وتحقيقاً لهذه الغاية؛ ما هي بعض المعوقات المحبطة التي واجهتها في الشهر الذي مضى؟ يمكن أن تكون أي شيء؛ من التوجيه غير الواضح مني إلى الاجتماعات غير المجدية أو نقص الموارد أو أي شيء".

يمكنك تعديل اللغة لتتناسب بشكل وثيق مع الطريقة التي تتحدث بها بشكل طبيعي، طالما ترغب في توضيح أنَّك تريد حقاً تعرُّف المعوقات التي واجهها موظفوك، ويوجد احتمال أن تكون أنت سبب بعض المعوقات الخاصة بالموظفين، ومن المفارقات أنَّ هذه هي أفضل المعوقات التي يمكن اكتشافها، على الرغم من أنَّك قد لا تتمكن من إصلاح مشكلة برمجية على مستوى الشركة، فمن المحتمل أن تغير سلوكك على الفور دون أيَّة ميزانية أو موافقة.

إقرأ أيضاً: القادة يسألون أسئلة قوية وصعبة وملهمة

بمجرد تحديد بعض المعوقات الرئيسة لموظفيك، اختر واحداً من أسهل وأسرع المعوقات لحلِّه وانطلق، ومن الهام أن يرى الموظفون قائدهم يستجيب إلى الأمر بشكلٍ جيد وسريع؛ لذا من الأفضل إصلاح عائق صغير بشكل حاسم بدلاً من قضاء أشهر في محاولة إصلاح عائق أكبر والحصول على نتائج متوسطة.

ستتعامل في النهاية مع الحواجز الأكبر والأكثر تحدياً، ولكن في أعقاب هذه المحادثة الأولية، تُعَدُّ السرعة أمراً بالغ الأهمية.

فالأمر ليس بهذا التعقيد، ولكن أولاً لم يتعلم العديد من القادة على الإطلاق طريقة إشراك الموظفين في محادثة عميقة حول ما يعترض طريقهم؛ إذ يركز تطوير القيادة هذه الأيام كثيراً في أن تكون ملهماً وذا رؤية لدرجة أنَّنا غالباً ما نتجاهل معالجة الواقع المحبط لمعظم أماكن العمل.

وثانياً، قد يكون الأمر صادماً بعض الشيء عندما يقول الموظف إنَّك السبب الأكبر لحواجزه، ولكنَّ أي قائد يرغب في تجاوز هذا الانزعاج، سيشهد على الفور زيادات لا حصر لها في مشاركة الموظف الإلهام والثقة، وأكثر من ذلك.

المصدر: 1

شاهد بالفيديو: السمات الثمانية للقيادة الرشيدة عند الأزمات 




مقالات مرتبطة