العواصف الثلجية: أسبابها وتأثيراتها وحقائق مثيرة للاهتمام

العاصفة الثلجية هي عاصفة شديدة تحمل الثلج والبرد وتتبعها رياحٌ قويةٌ جداً تستمر لساعاتٍ عدة أو حتى ليالٍ، ويكمن الفرق بين العواصف الثلجية الشديدة والعواصف الثلجية العادية في قوة الرياح؛ فسرعة الرياح التي يمكن أن تسبب عاصفةً ثلجيةً شديدةً لا تقل عن 35 ميلاً في الساعة (56 كم/ ساعة)، والنتيجة هي هبوب رياحٍ عنيفةٍ وانجراف الثلوج، وهذا يؤدي إلى انخفاض الرؤية إلى 0.25 م (400 م). ولا يستغرق الأمر وقتاً طويلاً لتتحول من عاصفةٍ ثلجيةٍ عاديةٍ أو حتى تساقط ثلوجٍ طبيعيٍ إلى عاصفةٍ ثلجيةٍ هوجاء، فعادةً ما تجلب العواصف الثلجية درجات حرارةٍ منخفضةً وخطيرةً ورياحاً قويةً وجليداً وأمطاراً متجمدةً وطيناً.



أسباب العاصفة الثلجية:

أهم ثلاثة عواملٍ ضروريةٍ لتشكل عاصفةٍ ثلجيةٍ هي الهواء البارد والرطوبة والهواء الدافئ الصاعد، فالهواء البارد الأقل من درجة التجمد ضروريٌ لتساقط الثلوج، وفي بعض الأحيان تنشأ العواصف الثلجية بسبب الرياح القوية التي تلتقط الثلوج التي تساقطت، كما يجب أن تكون درجة الحرارة منخفضةً في السحب وفي الأرض لتشكيل ندفةٍ ثلجيةٍ، وإذا لم يكن الهواء على الأرض بارداً بدرجةٍ كافيةٍ فسوف يذوب الثلج، وهذا قد يتسبب في هطول أمطار أو أمطارٍ متجمدةٍ.

الرطوبة في الهواء عبارةٌ عن بخار ماءٍ، وتُعَدُّ الرياح التي تهب عبر المحيط أو بحيرةٍ كبيرةٍ مصدراً جيداً للرطوبة، كما تؤثر البحيرات والمحيطات في العواصف الثلجية حين تتحرك الرياح فوق الماء، فيبدأ الماء بالتبخر من السطح بفعل هذه الرياح، ومن ناحيةٍ أخرى لا يمكن للهواء البارد أن يحمل الكثير من بخار الماء.

الهواء الدافئ الصاعد هام لتكوين السحب؛ إذ يمكن أن تتكون العاصفة الثلجية فقط إن ارتفع الهواء الدافئ فوق الهواء البارد، ويحدث ذلك في حالتين؛ إذ تجلب الرياح الهواء البارد إلى خط الاستواء من القطبين وتجلب الهواء الدافئ منه إلى القطبين، وعندما يتم الجمع بين الهواء الدافئ والهواء البارد تتشكل جبهةٌ ويحدث هطول الثلوج، وهذه هي الأسباب الرئيسة لحدوث العواصف الثلجية وما يتطلبه حدوثها.

أسباب العاصفة الثلجية

آثار العواصف الثلجية:

يمكن أن تكون العواصف الثلجية خطيرةً للغاية لعددٍ من الأسباب، فيمكن أن تكون بعض رياح العاصفة الثلجية قويةً قليلاً وبعضها قد يكون أقوى من الأعاصير، كما يمكن أن تستمر العواصف الثلجية لمدةٍ تصل إلى خمسة أيامٍ أحياناً مع تساقط ثلوجٍ لا نهاية لها وهبوب الرياح العاتية، وأيضاً يمكن أن يتسبب بعضها في بياضٍ تامٍ للمشهد، وهذا يحدث عندما يؤدي تساقط الثلوج بكثرةٍ إلى تقليل الرؤية أو انعدامها، فلا ترى سوى البياض حولك، ويُعَدُّ ذلك مشكلةً كبيرةً في المنطقة ذات حركة المرور المستمرة.

بالنسبة إلى الناس يوصى بشدةٍ بالبقاء في المنازل، فقد يكون الخروج في عاصفةٍ ثلجيةٍ تجربةً غير سارةٍ للغاية وقد تكون قاتلةً، كما يمكن أن يؤدي قضاء الوقت في عاصفةٍ ثلجيةٍ من غير حمايةٍ أو استعدادٍ لها إلى حدوث تجمدٍ يؤدي إلى الوفاة أو انخفاض درجة حرارة الجسم أو عضات الصقيع، وأيٌّ من هذه الحالات تتطلب التدخل الطبي السريع، وأفضل طريقة لمنع هذه المشكلات هي البقاء في المنزل.

كيف تنجو من عاصفة ثلجية؟

إذا لم تكن هناك طريقة ممكنة للهروب من العاصفة الثلجية، فهناك القليل من الخطوات الهامة جداً التي قد تكون حاسمةً في النجاة من العاصفة الثلجية:

  • لتجنب انخفاض حرارة الجسم في أثناء العاصفة الثلجية، فإنَّ الحفاظ على رطوبة الجسم أمرٌ بالغ الأهمية، فشرب زجاجةٍ من الماء قد يحدث فرقاً في الظروف القصوى، كما يجب أن تظل درجة حرارة الجسم مرتفعةً قدر الإمكان، ومن المستحسن الحفاظ على تدفق الدم عن طريق مواصلة التحرك سواء المشي أم ممارسة التمرينات أم حتى التدليك المستمر.
  • يعتقد الناس عادةً أنَّ تناول الثلج يمكن أن يكون مفيداً مثل زجاجة الماء، ولكنَّ هذا فخ؛ إذ يقلل تناول الثلج البارد من درجة حرارة الجسم، فإذا لزم الأمر فإنَّ بناء كهفٍ ثلجيٍ هو أمرٌ جيدٌ للغاية، خاصةً إذا لم تكن هناك مساعدةٌ قادمةٌ على الطريق؛ إذ تُعَدُّ الكهوف الثلجية الصغيرة أو الملاجئ الثلجية مفيدةً جداً؛ وذلك لأنَّها تمنع التعرض المباشر للثلج الخارجي وتحجب الرياح وتحفظ الحرارة.
  • في أثناء العاصفة الثلجية، ونظراً لظروفها الخطيرة، فمن غير المستحسن أن تكون في السيارة؛ إذ يُعَدُّ السفر في السيارة أمراً خطيراً بسبب ضعف الرؤية، وأفضل طريقةٍ لمنع وقوع حادث سيارةٍ في أثناء العاصفة الثلجية هي عدم استخدامها أو تحريكها حتى.

أما إذا لزم الأمر، فإنَّ التحضير المسبق والجيد هو مفتاح النجاة من عاصفةٍ ثلجيةٍ، فيجب أن تكون السيارة مجهزةً بشكلٍ صحيحٍ بمعدات الشتاء، ويجب أن تحتوي على الطعام والماء ضماناً في حالة حدوث أيَّة مشكلةٍ غير متوقعةٍ.

حقائق مثيرة للاهتمام عن العواصف الثلجية:

الحقيقة 1:

يمكن للعاصفة الثلجية أن تغلق مدينةً بأكملها لساعاتٍ وأحياناً لأيامٍ عدة، وهذا يعني عدم توفر وسائل نقلٍ، ولا يمكن للمدارس والشركات أن تفتح أبوابها خلال الظروف الجوية القاسية هذه، ومن المحتمل أن يُحبس الناس في منازلهم لأيامٍ عدة.

الحقيقة 2:

غالباً ما تدمر الرياح القوية والثلوج الكابلات والأسلاك؛ لذلك قد يفقد الناس الطاقة الكهربائية في أثناء العاصفة الثلجية، وهذا يعني أنَّه لا يمكن للأشخاص استخدام أجهزة الحاسوب والهواتف والضوء والأجهزة الكهربائية، وهذا بدوره قد يسبب المزيد من المشكلات.

الحقيقة 3:

بعض العواصف الثلجية قويةٌ للغاية ويمكن أن تسبب مشكلات كبيرةً في المدن حتى بعد انقضائها؛ إذ تم إغلاق بعض المدن لأيامٍ بعد عاصفةٍ ثلجيةٍ بسبب تراكم كميةٍ هائلةٍ من الثلوج على الأرض، كما قد تحتاج أحياناً عملية إزالة الجليد إلى أيامٍ عدة لتمكين حركة المرور وجعلها تعود لتعمل بشكلٍ طبيعيٍ.

الحقيقة 4:

يمكن لخدمات الطقس الوطنية أو التنبؤ الجوي ببساطةٍ إصدار تحذيرٍ من عاصفةٍ ثلجيةٍ قادمةٍ عندما يكون هناك احتمالٌ قويٌ لحدوث عواصف ثلجيةٍ، ومن الهام في أثناء التحذيرات أو المراقبة الاستعداد لحالة الطوارئ واتباع جميع الخطوات لتكون أكثر أماناً قدر الإمكان.

الحقيقة 5:

تم إصدار ساعة (Blizzard) "ساعة العاصفة الثلجية" ترسل تحذيراً قبل 12 إلى 24 ساعة من بدء العاصفة الثلجية الفعلية.

الحقيقة 6:

تحذير العاصفة الشتوية هو بيانٌ يعني أنَّ هناك احتمالاً كبيراً بحدوث عاصفةٍ شتويةٍ في الـ 36 ساعةً القادمة، والتحذير من عاصفةٍ ثلجيةٍ هو بيانٌ يصدر عند هبوب رياحٍ باردةٍ وقويةٍ لمدة 3 ساعاتٍ أو أكثر.

الحقيقة 7:

يمكن أيضاً أن تتشكل عاصفةٌ ثلجيةٌ بعد تساقط الثلوج عندما تتسبب الرياح في حدوث البياض نتيجة حملها للثلوج المتساقطة ونشرها في الجو.

الحقيقة 8:

كانت العاصفة الثلجية الأولى التي تم الإعلان عنها تبعاً لساعة العاصفة الثلجية في عام 1977، وأعلنتها الطوارئ الفيدرالية في "نيويورك" و"أوهايو".

الحقيقة 9:

لا يُنصح بالمشي بالسيارة أو على الأقدام خلال ظروف العاصفة الثلجية؛ وذلك لأنَّها تزيد من فرصة انخفاض حرارة الجسم.

الحقيقة 10:

حتى لو اضطررت إلى السفر بالسيارة في أثناء عاصفةٍ ثلجيةٍ، فتأكد من أنَّ لديك عدَّة الطوارئ في حالة تعطُّل سيارتك أو تعثُّرها في الثلج.

إقرأ أيضاً: ظاهرة الاحتباس الحراري تعريفها، أسبابها، وطرق الحد منها

أكبر العواصف الثلجية في التاريخ:

أكبر العواصف الثلجية في التاريخ

ثمة العديد من العواصف الثلجية الخطيرة والمدمرة عبر التاريخ، وحدثت أعنفها في التاريخ في إيران عام 1972، ولقي أكثر من 4000 شخصٍ مصرعهم، بينما غطى الثلج أكثر من 200 قريةٍ، واستمرت هذه العاصفة الثلجية لمدة أسبوعٍ تقريباً، وأسقطت 26 قدماً "8 أمتار" من الثلج، وقد كانت منطقةٌ بحجم ولاية "ويسكونسن" مغطاةً بالكامل بالثلج؛ أي بمساحةٍ تقارب 169000 كيلومترٍ مربع.

عبر تاريخ الولايات المتحدة، كان هناك العديد من العواصف الثلجية المدمرة، وحدثت واحدةٌ من أسوأ العواصف في عام 1888، وتُعرَف باسم العاصفة الثلجية العظمى أو الإعصار الأبيض العظيم؛ إذ أصيب الساحل الشرقي بأكمله تقريباً بالشلل، من خليج "تشيسابيك" إلى "مين".

ضربت أيضاً هذه العاصفة الثلجية أجزاء من إقليم المحيط الأطلسي في "كندا"، وتساقطت الثلوج من 20-60 بوصة (50-150 سم) في جميع أنحاء الساحل الشرقي، واستمرت 3 أيامٍ فقط، وتسببت بأضرارٍ ماديةٍ بقرابة 25 مليون دولار عام 1888؛ أي ما يعادل 670 مليون دولار في عام 2017.

آخرها كانت العاصفة الثلجية العظمى عام 1978، وهي عاصفةٌ ثلجيةٌ مدمرةٌ ضربت وادي "أوهايو" والبحيرات العظمى، واستمرت لمدة 5 أيام مع تساقط ما يقرب من 20 بوصة من الثلج، وقد كانت أكبر عاصفةٍ ثلجيةٍ في تاريخ ولاية "أوهايو"، وأدت إلى وفاة 51 شخصاً، في حين تم استدعاء أكثر من 5000 من أفراد الحرس الوطني في ولاية "أوهايو" لإنقاذ الناس، وتم وصفها بأنَّها مثل هجومٍ نوويٍ، وقد أُغلقت المدينة بأكملها تماماً لمدة يومين.

في عام 1993 حدثت عاصفة القرن أو العاصفة الثلجية الكبرى، وهي عاصفةٌ ثلجيةٌ امتدت من "كندا" إلى "هندوراس"، وكانت هذه العاصفة الثلجية واحدةً من أكبر العواصف وأكثرها انتشاراً في التاريخ؛ إذ أثرت في 26 ولاية على الأقل وشرق "كندا" بالكامل تقريباً، كما استمرت 3 أيامٍ مع تساقط 40 بوصةً من الثلج، وبلغ الضرر أكثر من 2 مليار دولار.

حدثت في شهر كانون الثاني/ يناير في عام 2016 في الولايات المتحدة؛ إذ أسقطت العاصفة الثلجية حينها 3 أقدامٍ (90 سم) من الثلج، واستمرت 9 أيامٍ وخلَّفت أكثر من 3 مليارات دولارٍ خسائر مادية، وما لا يقل عن 55 حالة وفاةٍ، وتركت نحو 631.000 شخص في حالة انقطاع للتيار الكهربائي.

في الختام:

العاصفة الثلجية هي عاصفةٌ خطيرةٌ مصحوبةٌ برياحٍ قويةٍ بسرعةٍ لا تقل عن 35 ميلاً في الساعة، وتستمر لساعاتٍ أو حتى لأيام، وثمة ثلاثة عوامل هامة ضروريةِ لتشكلها وهي هواءٌ باردٌ ورطوبةٌ وهواءٌ صاعدٌ دافئٌ، وفي بعض الأحيان، يمكن أن تحدث العواصف الثلجية بسبب الرياح القوية التي تلتقط الثلوج التي تساقطت وتنشرها بالجو، وقد تكون خطيرةً للغاية، ومن الهام جداً اتباع التعليمات الصادرة عن وكالات الطقس العالمية والوطنية عندما يكون ثمة احتمالٌ كبيرٌ لحدوث عاصفةٍ ثلجيةٍ، فابقوا سالمين.

المصدر




مقالات مرتبطة