العميل الرقمي: تعريفه وما هو عمله

أصبح التسويق ضرورة فرضتها الحياة المعاصرة بكل متغيراتها وأحداثها، وصار الإنسان العاقل يبحث عن طريقة لكسب المال والخبرة، ويبحث عن عمل يستلذ في أدائه ويستمتع في إتقانه ويحمل مضامين إيجابية ويواكب العصر والتكنولوجيا ويحمل الفائدة إلى الناس، فلم يجد أمامه سوى التسويق وسيلة لرقيه، وزيادة مصدر دخله، وانفتاحه على العالم، وضرورة ملحة لنهوض الشركات ورؤوس الأموال الضخمة، وانتعاش التجارة وعمليات التبادل ونقل البضائع والسلع بين مختلف المناطق، ليصبح التسويق هو العملية الأكثر انتشاراً في كل مناحي الأرض وأنحائها.



ما هو العميل الرقمي؟

يقول أهل الاختصاص والمهتمون بعلوم التسويق الحديثة والمعاصرة إنَّه لا يمكن فصل تعريف العميل الرقمي عن تعريف التجربة الرقمية الحديثة والمعاصرة، وإنَّ التجربة الرقمية هي المفهوم الأوسع والأشمل والأعم والأكثر وضوحاً واقتراباً من عقل المتلقي.

يمكن تعريف التجربة الرقمية على أنَّها التفاعل الحيوي والفعال والآني والنشط الذي يحصل بشكل مباشر وتلقائي بين مستخدم - سواء كان هذا المستخدم عميلاً أم شريكاً أم موظفاً - وبين منظمة أو شركة أو جهة رسمية معينة تُعنى بالتسويق الرقمي وتهتم بآداب وقواعد وأساليب التعامل مع العملاء والزبائن وجذبهم واستهدافهم وإجراء تفاعل حي ومباشر معهم عبر الشبكة العنكبوتية العالمية.

الجدير بالذكر هو أنَّ هذا التفاعل الذي تحدَّثنا عنه فيما سبق لا يتم بشكل حقيقي وحديث وعصري إلَّا من خلال استخدام التقنيات الرقمية التي توفرها تطبيقات الهاتف المحمول والمواقع الإلكترونية الرسمية والأجهزة الذكية الإلكترونية؛ إذ تتميز التطبيقات السابقة بأنَّها توفِّر جميعها تجارب تسمى بالمفهوم الحديث تجارب رقمية للعملاء والزبائن والشركاء والموظفين، وكل من يستخدم هذه التطبيقات ويسخرها لإجراء هذا التفاعل أو التواصل ونسج خيوطه بشكل حي وفعال مع المنظمة أو الشركة.

من جهة أخرى يقول علماء التكنولوجيا الحديثة إنَّ التجربة الرقمية هي عملية شاملة كاملة متكاملة، يتولى العميل خوض هذه التجربة الرقمية بهدف الشراء من إحدى الوسائل التي توفرها التقنية الحديثة وشبكة المعلوماتية، وتقدم الشركات المعنيَّة هذه الوسائل التقنية وتتجلى مهمة الشركات في تحويل التجربة الرقمية إلى تجربة ورقية أو تحويل المعطيات الرقمية التي تتعامل بها الشركة إلى معطيات ورقية مكتوبة على الورق سواء طباعة أم بخط اليد، ويتم فيها استخدام كامل ودقيق وشامل للأجهزة والمنصات والقنوات الرقمية والإلكترونية الحديثة والمعاصرة؛ وذلك بهدف إنشاء وتكريس وتأسيس خدمات متنوعة ومختلفة تطرحها الشركة على مواقع ومنصات الإنترنت كلها.

شاهد بالفيديو: 5 مهارات مهمة بالتسويق الرقمي

ما هي أهمية التسويق الرقمي؟

في الحقيقة يُعَدُّ التسويق أكثر مجال مباشر وبشكل واسع على خارطة الأعمال التجارية الناجحة والمنتجة، والتي لها مردود مادي ومردود اقتصادي ذو قيمة حقيقة واضحة، كما يؤدي التسويق بشكل عام والتسويق الرقمي بشكل خاص دوراً كبيراً وهاماً في عملية الترويج إلى السلع والبضائع والخدمات والمبيعات والمنتجات، ويساهم في تنشيط عمليات التبادل التجاري، ويخدم عمليات البيع والشراء، ويكمل إتمام الصفقات التجارية، ويرفع أسهم البورصة والشركات، ويساهم أيضاً في إنجاح العقارات والمؤسسات، ويدعم المجال التجاري وعملية الربح والخسارة، وكذلك عمليات البيع والشراء.

لقد بدأت الدول الكبرى ذات النفوذ الاقتصادي والسياسي الواسع والهام بالانتباه إلى موضوع التسويق الذي ذاع صيته في الآونة الأخيرة، فقد وضعته في الحسبان كل من الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا العظمى والمملكة العربية السعودية والدول الأوروبية الغربية ودول قارة آسيا ودول الأمريكيتين أمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية.

اهتمت هذه الأمم والشعوب والحكومات الرسمية وغير الرسمية والدول بفكرة التسويق وأدهشت بسحر هذه المهنة التي تضخ إيرادات خيالة من النقود والعملة الرقمية الصعبة؛ الأمر الذي يؤدي دوراً هاماً ومفصلياً في انتعاش الوضع الاقتصادي للبلد وانفتاحه على الثقافات والحضارات والديانات والأمم والشعوب الأخرى، ويعزز نوعاً من الأمن والأمان والاستقرار السياسي والنفسي والاجتماعي والاقتصادي والصحي في البلد، فينهض الوطن من جديد في الثقافة والفنون والعمران.

إقرأ أيضاً: كيف تنشئ قمع تسويق رقمي؟

ما هي الأسباب التي تدفع الناس وتحفِّزهم على تعلُّم واحتراف التسويق؟

في الحقيقة توجد عدة ميزات تجعل العمل التسويقي مرغوباً ومطلوباً ومحبباً، إليك أهمها:

  1. الشخص الذي يُدعى بالمسوِّق يمكنه وبكل بساطة أن يختار قيمة الراتب الذي يناسبه دون أن يجادله أحد، بخلاف باقي المنظمات والمؤسسات الأخرى التي تفرض على الموظفين أو المسوِّقين بشكل خاص راتباً معيناً لكل شخص يرغب في الانضمام إلى وظيفة ما، فلكل وظيفة أو لكل درجة وظيفية راتب معيَّن لا يزيد ولا ينقص ولا يحق للموظف أن يطالب بزيادة الراتب أو الأجر الخاص به.
  2. هنا يتبادر إلى الأذهان سؤال استنتاجي طبيعي ناجم عن الفكرة السابقة؛ ألا وهو لماذا المسوِّق فقط له الصلاحية الكافية والأولوية التامة بأن يحدد راتبه دوناً عن أي شخص آخر؟

وإليك الإجابة:

إنَّ طبيعة عمل المسوِّق أو الشخص الذي يخوض مجالات التسويق تشبه إلى حد كبير عملية المقايضة في البضائع والسلع كما كان يجري في الزمن القديم؛ لذا يلجأ المسوق إلى إبرام عقد صلح واتفاق مع الشركة حول تسويق خدمة أو منتج أو سلعة ما مقابل أن يتقاضى هذا المسوِّق أو هذا الموظَّف في مجال التسويق مبلغاً محدداً، وغالباً ما توافق الشركة على إبرام العقد وعلى الأجر المادي ولا تعارض أو تشترط، وبناء على هذا الكلام يكون المسوِّق قد حدد المبلغ؛ وذلك بالاتفاق والتعاون والانسجام مع الشركة.

إقرأ أيضاً: خمس عناصر رئيسية لنجاح أي خطة تسويق الكتروني

التسويق الرقمي فرصة المستقبل:

  1. كل من يواكب ويساير الحركة التجارية المعاصرة سيجد أنَّ أكبر مشكلة تواجهها الشركات والمؤسسات والمنظمات هي مسألة تسويق السلع والمنتجات والخدمات والبضائع؛ مما يجعل التسويق يحتل مكانة كبيرة عند الشركات والمؤسسات والمنظمات التجارية، ويزيد من الحاجة الملحة إلى وجود مسوقين يحلون هذه المعضلة، ومن ثم لا تعترض الشركات على أجر المسوق أو الاختصاصي في مجال التسويق، وتترك له مسألة اختيار الأجر المادي كي يستمر في العمل مع الشركة ويسوِّق لها خدماتها بأسرع وقت وأيسر طريقة ممكنة وبالراتب الذي يرغب فيه ويتمناه، دون أن تفرض عليه شروطاً محددة.
  2. يمكن للشخص أن يختار المجال الذي سوف يسوِّق فيه لمجرَّد أنَّه يحب هذا المجال فقط، وأنَّه يمتلك مهارات الحديث والاتصال والتواصل الدائم والفعال مع الجمهور أو الفئة المُستهدفة، ويعرف الأسلوب اللطيف والمقنع والمحبب الذي يجذب به الناس ليشتروا منه البضاعة أو السلعة أو الخدمة التابعة إلى شركة ما والتي يسوق ويروج لها.
  3. إنَّ الخبرات والمهارات والمؤهلات التسويقية التي يمتلكها ويتميز بها الشخص المسوِّق يمكن أن تجعله يحظى بالفوز بفرص أخرى مختلفة في مجالات التسويق، ويمكن أن يترقى في عمله وينجح في التسويق بفعل مهاراته وقدراته العالية وأساليبه الفذة في إقناع الجمهور بشراء السلعة أو الخدمة أو المنتج الذي يروِّج ويسوق له.
  4. يُعَدُّ التسويق عملية منظمة تنظيماً دقيقاً ومدروسة جيداً تقوم على أسس وأبحاث وضوابط، وبعيدة كل البعد عن الفوضى والعشوائية؛ وهذا بدوره ينعكس على شخصية المسوق فيدخل التنظيم إلى تفاصيل عمله وشخصيته وحياته، ويكسبه مكانة راقية بين أعضاء فريق عمله وبين أهله وأصدقائه ومجتمعه.
  5. يُعَدُّ التسويق فرصة ذهبية لتحقق فيها طموحك الشخصي وأمنياتك وأحلامك التي تتمناها وتطمح إلى أن تصل إليها في حياتك، ولأنَّ التسويق يعتمد على مبدأ إقناع الزبون بأن يشتري منك؛ ففي إمكانك أن تستخدم ميزة الإقناع كوسيلة هامة تساعدك على تلبية احتياجاتك وحل مشكلاته، كما تساعدك على أن تتزوج مثلاً الفتاة التي تحلم بها طوال حياتك، وأن تقنع أهلها بأنَّك أهل للثقة والزواج من ابنتهم، وأنَّك شخص ناجح في مجالك وصاحب دخل وظيفي مُحترم ولك مكانتك في المجتمع.
  6. العمل في ميادين التسويق المختلفة يفتح لك أبواباً كانت موصدة وفرصاً ذهبية مختلفة قد لا تأتيك في مجالات أخرى، كما يمكِّنك العمل التسويقي من أن تدخل بشكل أكبر وأوسع وأعمق ضمن الشركات وهيئات ومنظمات ومؤسسات أضخم وأهم من الشركة التي تعمل معها حالياً؛ مما يعطيك فرصة لمقابلة مديرين هامين وأسماء كبيرة من أصحاب المال تقنعهم بمؤهلاتك وخبراتك التسويقية، وبأنَّك تستحق العمل معهم وتستفيد منهم ويستفيدون منك من حيث الخبرة وتناقشهم حول خطتك التسويقية وتتبادل معهم الآراء وتعرض لهم رؤيتك الخاصة لمفهوم التسويق وميزات العمل التسويقي وأرباحه وانتشاره في العالم.

شاهد بالفيديو: أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في التسويق

في الختام:

التسويق هو عمل مرغوب ومطلوب من كل الناس، ولقد تزايد الإقبال عليه يوماً بعد يوم وفي الآونة الأخيرة، ولكي تكون مسوِّقاً مبدعاً ومبتكراً؛ عليك أن تمتلك ملكة الإقناع حتى يشتري منك الزبون ولكي تكون عميلاً محترفاً قادراً على جذب الزبون ومديرك في الشركة وخوض كل ميادين العمل التسويقي ومجالاته وأشكاله وأنواعه.

المصادر: 1، 2




مقالات مرتبطة