الطريقة المثلى لتهدئة القلق

طوَّرَتْ أدمغتنا شعوراً دائماً من القلق داخلنا؛ كوسيلة دفاعية كي يبقى أسلافنا على قيد الحياة؛ إنَّه ذلك الصوت الذي يهمس داخلك باحثاً عن كل ما يمكن أن يهدد سلامتك، ولكن لسوء الحظ مازالت تلك الغريزة من عدم الاستقرار والترصد الدائم تسيطر على بعض الناس رغماً عنهم؛ بحيث لا يمكننا غض الطرف عنها.



التحكم بالتوتر والقلق:

من المفيد في بعض الأحيان التخلي عن الحذر الزائد؛ حيث يكون فيه الجسم متوتراً من البيئة أو الأشخاص المحيطين، لكنَّه ربما يكون مجرد عثرة تمنع الاسترخاء.

يساعد ذلك الخوف الزائد الذي تمتاز به طبيعة الدماغ عند القرد على التنبه لوجود حيوان مفترس، ولكنَّ وجوده في دماغ البشر يجعل من حياتنا صعبة، ومع أنَّه يأتي من فراغ، لكنَّه يرهق عافيتنا، ويزيد من التوتر والاكتئاب ويجعلنا ننسى مشكلاتنا الحقيقة.

يهمس عدم الاستقرار النفسي باستمرار في داخلك قائلاً: "لست بأمان، فأنت محاط بالمخاطر، ولن تكون بخير ما لم تأخذ حذرك على الدوام".

انظر إلى هذه اللحظة بالذات على سبيل المثال، فأنت على الأرجح بخير؛ إذ لا تتعرض لأي هجوم، ولست مريضاً ولا توجد مصيبة من حولك، وعلى الرغم من أنَّ الأمور ليست مثالية تماماً، لكنَّك على ما يرام.

يجب أن نركز على الوضع الحالي؛ وذلك لأنَّ العقل يقلق عندما يخطط بشأن المستقبل، ويندم ويتحسر بشأن الماضي؛ حيث يرتبط الخوف بأدمغتنا بالماضي والمستقبل.

إقرأ أيضاً: 5 أسباب كي تعيش اللحظة الحالية وتتوقف عن المبالغة في التخطيط

ألقِ نظرة ثانية على حاضرك الآن؛ ألست بخير في هذه اللحظة؟ وتتنفس؟ ويعمل دماغك؟ عندما يأتيك شعور بأنَّك بخير في أثناء انشغالك اليومي؛ لا يعني ذلك أن تتجاهل ما تواجهه من صعوبات وتدعي أنَّ كل شيء مثالي؛ بل يمكنك أن ترى خلال ذلك بأنَّك بخير في اللحظة الحالية.

لاحظ مرات عدة في اليوم كيف أنَّك على ما يرام؛ إذ من المنطقي أن تحتاج المزيد من الثقة أو الحب أو الراحة أو أن تحتاج إلى تخفيف الألم أو التعب، لكنَّك على ما يرام ولا تزال تستطيع إدارة شؤونك.

اعترف بأنَّك على ما يرام الآن، واهمس في سرك: "أنا بخير"، سواء في أثناء قيادة السيارة أم إجراء مكالمة هاتفية أم الاعتناء بعائلتك، فعندما تكون بخير، عبِّر عن ذلك، فلا يزال في إمكانك القيام بأعمالك وحل مشكلاتك، فلا يوجد أساس لخوفك من أن تكون على ما يرام؛ لذا لا داعي للشعور بذلك.

إقرأ أيضاً: 15 طريقة لممارسة التحدث الإيجابي إلى الذات من أجل تحقيق النجاح

لن تكون بخير في بعضِ الأحيانِ بطبيعة الحال، فقد تحدث أمور سيئة على الصعيد الجسدي أو النفسي؛ لذا ستفعل ما بوسعك حينها لاحتواء الوضع، على أي حال افعل ما بوسعك لترى أنَّ كونك بخير هو أساس كل شيء؛ فالاعتراف في أنَّك بخير لا يعني التظاهر بأنَّ حياتك خالية من المشكلات؛ وإنَّما هو معرفة مجرد حقيقة بسيطة وبديهية، ألا وهي أن تكون بخير في هذه اللحظة.

إنَّك تتلقى إحساساً داخلياً عميقاً - أعمق من الخوف - بأنَّك حيٌّ ترزق وما زلت على ما يرام، وتستوعب بأنَّ عقلك لا زال يقوم بوظائفه على أكمل وجه مهما كانت الظروف التي يمر بها معقدة.

إنَّ تحقيق هذا الاستقرار من الشعور بخير، هو طريقة فعالة لتأسيس سلامة نفسية وعقلية، كما أنَّه طريقة رائعة للبحث عن الحقيقة.

المصدر




مقالات مرتبطة